الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعتذر جدا...

يونس بن الزحاف

2012 / 11 / 26
الادب والفن


أعتذر جدا...
أعتذر جدا أني قلت لك أحبك.
أعتذر جدا أنني لازلت أحبك.
أعتذر جدا أني لن أحب واحدة غيرك.
أعتتذر جدا أنني سأبقى وحيدا.
أعتذر جدا أني سمعت من فمك كلمة أحبك.
أعتذر جدا أنني كنت أحمقا وصدقتك.
أعتذر جدا أني سأكون أحمقا وسأصدقك.
وأعتذر جدا...
أنك تظنين أن الحب كله أفراح.
وأنك لست مستعدة لتضحي أبدا.
وأنك لست مستعدة لتقاومي.
لتضحي.
لتقولي كنت جزءا ممن سمى هذا خطأ.
لتقنعي من يتطفل على خصوصيات حبنا.
ليضع جسرا.
قولي من هو؟
أخ؟
قولي من أنا؟
جماد؟
حجرة مرمية على عاتق الطريق؟
تدوسها كل أقدام المارة.
قولي لي من أنت؟
لا تقولي...
أو قولي أنت حرة...
ولطالما آمنت بالحرية.
لأجد أن من قلت لها أحبك...
من قبلتها...
من حضنتها...
جاءت لتقول لي الوداع.
الوداع...
يا سلام...
الوداع...
أول مرة أفهم هذه الكلمة، ولا أفهمها.
أعلم أن كل خطأ في هذا الكون هو بسببي.
نعم بسببي أنا.
أنا سبب كل المشاكل.
أما أنت والآخرين، فملائكة؟؟؟
لا يفعلون شيئا.
فقط يتجسسون.
يقتلون الحب.
يقتلوني أنا.
أما أنت فربما أعطوك حياة.
لأني أشك في حبك لي...
نعم أشك.
أشك في أني إنسان.
فكل بشري لا يحب.
فكل بشري ينصب نفسه كوصي على الآخرين وكأنهم قطعان غنم؟
سوف لن أكون أحمقا وأدافع على نفسي.
فأنا مؤمن أن لا ذات لي.
ذوات الآخرين هم ذواتي.
أعتذر جدا...
أن الهاتف رن.
ماذا؟؟؟
أني قرأتها.
آسف أني أعرف القراءة.
أسف جدا أني لم أكن أظن أن أية مشكلة ستجعلك تنهزمين.
أسف جدا أن الفم الذي كنت أقبله.
وكان يقبلني.
اليوم قال لي وداعا.
بسرعة؟؟؟
تراجع عن القبل.
ليقول الوداع.
لم أعد أفهم.
أيها الأحمق.
وداعا...
أقول شكرا...
شكرا أني سأكون متألما.
شكرا أني لأول مرة عرفت الحب، ولم أستطيع التعبير عليه.
شكرا لأنك لا تعرفين الحب.
شكرا لأنك قلت لي من أنا؟
أنا قطعة خبز تناثرت بين الدجاج.
شكرا لأني كلما تجولت في مدينتي.
ورأيت ورودا بجانب الطريق أتأسف.
وأبكي.
وأقول وداعا أيتها الورود.
أيتها الورود الناظرة إن من قال لك هذا هو الطريق.
هو يدوس عليك.
أن من قال أنني أخادعك.
هو لم يعرف الحب يوما.
هو لم يذق ألاما.
ربما يكون كذلك.
لكنه يقول أنا رجل.
والرجل لا يحب.
بل يضرب أخواته.
بل يشتم.
يصرخ.
معذرة أيتها الأم.
أيتها الأم التي وقفت بجانب الحب.
نعم.
أنت من قال لمن يسمي نفسه رجلا.
لا، لا، لا...
شكرا ولو كنت أمامي لقبلت قدميك.
أنت أفضل من حبيبتي المنهزمة.
أنت من استطاع أن يقاوم.
تبا...
تبا لي ...
أنا وحدي...
أعتذر جدا...
أعتذر أني أحببتك.
أعتذر أنني لن أحب غيرك.
أعتذر أني أقول لك الوداع.
الوداع...
يا لها من كلمة...
لا تعبر عنها دمعة.
ولا ابتسامة.
لكن، وعلى ما أعتقد فلا توجد كلمة أحسن منها.
ما دام من أحببت ضحى بحبنا في أول امتحان.
أعتذر جدا أني أصدق كل شيء يقال لي.
أعتذر، اني أعتذر


يونس بن الزحاف (العيان، المعتذر، الذي سيودع كل شيء)
24/06/2012
بمدينة بن سليمان ( في مكان ما في الأرض)
المغرب ( البلد التي لا عدو فيها إلا الحب، بلد الخيانة والكذب)
الإهداء: إلى من يهمه الامر، ومن لا يهمه الأمر (3n)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد