الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر والمرحلة الفارقة

محمد نبيل الشيمي

2012 / 12 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لا أميل إلي مصطلح الثورة المضادة كتعبير عن محاولات إعادة مصر إلي وضع ما قبل الثورة.فليس هناك ما يسمي ثورة مضادة لأنه ليس منطقيا أن نتكلم عن ما يعارض حق الشعوب في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ونصفه بالثورة .مصر تشهد حراكا اجتماعيا غير مسبوق يحتدم فيه الصراع بين كافة القوي السياسية علي اختلاف مشاربها وأطيافها والثورة بطبيعتها عبارة عن تغيير جذري يشمل كل مناحي الحياة الهدف منه إعادة توزيع مصادر القوة وآليات الإنتاج في مجتمع معين ويقول صمويل هانجتون أن الثورة تغيير سريع وأساس وعنيف في الخرافات السائدة في المجتمع ..في مؤسساته السياسية والبنية الاجتماعية والقيادية والأنشطة السياسية والحكومية..ومن ثم فان الثورة بطبيعتها عمل تقدمي يهدف إلي إحداث تغيير وصفي وكيفي في بني المجتمع من ثقافية واجتماعية واقتصادية وإعلامية ..في حين أن المضاد للثورة يعد ارتدادا أو مقاومة لها وهذه الحالة هي حقيقة معاشة وواقع تاريخي يلازم كل الثورات حيث تستجمع كل القوي الرجعية وأتباع النظام المهدوم قواها كي تسترد وتستعيد ما فقدته من امتيازات و الارتداد أو مقاومة الثورة يعني الانقضاض عليها وتفريغها من محتواها وفعلها وهدم النجاحات التي حققتها واستنهاض التيارات والقوي التي أضيرت من التغيير وجمعها صفا في مواجهة الثوار وتستخدم قوي الارتداد أنماطا وأشكالا للمقاومة كحشد كوادرها وإشاعة معلومات كاذبة ورشوة بعض البسطاء وأحيانا تخويف المواطنين من خلال عمليات عنف تثير الهلع بين الناس ثم أن هذه القوي تستدعي الطائفية إلي مسرح الأحداث بهدف تحويل بوصلة الصراع إلي مسارات في غير صالح الثورة يساعد علي هذا الانغلاق الفكري والتعصب المذهبي لبعض التيارات خاصة تيارات الإسلام السياسي التي تعمل جاهدة أحيانا لإنكار مساهمات التيارات السياسية الأخرى في أحداث الثورة وهذا أدي بطبيعة الأمر الي اختزال الصراع وكأنه صراع بين تيار الإسلام السياسي وبين التيارات الليبرالية وهذا هوا الهدف الذي تسعي إليه قوي الارتداد في الوقت الذي تنشغل فيه القوي الثورية علي تبرير مواقفها وحشد مؤيديها في حين تزيد فيه قدرة قوي الارتداد علي مناهضة الثورة..المشهد المصري الآن ترجمة لحال الثورة وحال أعدائها فالانقسام حاد بين القوي التي شاركت في الثورة في حين تتخذ قوي الردة في مواجهة هذا الانقسام وتزداد تصميما لإجهاض الثورة والعودة إلي ما قبل 25 يناير ولا شك أن كل التيارات السياسية تتحمل مسئولية تاريخية فيما تشهده مصر من أحداث فالإسلاميون والليبراليون شريكان في تقويض الثورة وإهدار التضحيات التي فتحت الطريق أمام الشعب ليزيل من طريقه نظام فاسد مستبد..لا شك أن مصر في حاجة إلي كلمة سواء تخرجها من أزمة هي الأخطر في تاريخها كله فالمكاسب والرؤى الضيقة لطرفي الصراع هما الداعم الحقيقي للقوي المناهضة للثورة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري