الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر والموقف الملتبس..

محمد نبيل الشيمي

2012 / 12 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لعل أعظم نتائج ثورة 25يناير ذلك الإصرار الذي يبديه الشعب المصري والمتمثل في رفض هيمنة ووصاية جماعة الأخوان عليه من خلال استئثارهم بالسلطتين الدينية والسياسية استنادا إلي نظريتي الحكم الإلهي والعناية الالهيه وقد اصطلح علي تسميته مبدأ الكهنوتية..نعود إلي المشهد الملتبس والذي بلغ أوجه في إصدار رئيس الجمهورية الإعلان الدستوري..والواقع يشير إلي أن طبيعة ورؤى جماعة الإخوان لم تتغير علي الرغم من تغير الزمان والمكان فهذه الجماعة التي استمدت وجودها من خلال الإذعان المطلق للأوامر والتعليمات لم تدرك بعد أن شعبا نجح في إزاحة أحد اعتي الأنظمة الاستبدادية علي مدي تاريخ مصر لن يقبل أن يحكمه فصيل بعينه مهما كانت قدراته وإمكاناته وما يسوقه من مبررات ..لن يقبل المصريون بغير الحرية ولن يقبل المصريون إنتاج مستبد جديد ولن يستسيغ المصريون أي قيد علي حريتهم ..كان علي جماعة الإخوان أن يدركوا أن الحرية لا تمنح أو تمنع حسب الظروف فهي كما قال الفيلسوف الألماني هيجل ,,ماهية الروح,,..يقول,,فكما أن ماهية المادة في الثقل فان ماهية الروح هي الحرية والناس جميعا يسلمون بأن الروح تمتلك ضمن ما تمتلك من خواص خاصية الحرية ويستطرد ..والفلسفة تعلمنا أن كل صفات الروح لا توجد إلا بواسطة الحرية,,(من كتاب العقل في التاريخ ..ترجمة د.إمام عبد الفتاح)هذا يعني أن الحرية حق أصيل للإنسان وتنازله عنها لآي من الناس يعد تنازلا عن حقوقه وعن إنسانيته..ما يدفعني إلي النظر إلي سلوكيات جماعة الإخوان تلك المشاهدات التي نرصدها عن انغلاقهم علي مايرونه من وجهة نظرهم صوابا مع إنكار مطلق لرؤي باقي التيارات السياسية والفكرية..الحرية في نظرهم الانقياد التام لآرائهم وهو كما نوهت عنه أن هذا من أسس بنيان الحركة وهو تبعية عقول أعضائها للوصاية والتبعية لأوامر المرشد ..إن أي مجتمع بدون حرية أو تقيد فيه الحريات لا يمكن وصفه بالمجتمع الحر مهما كان شكل النظام الحاكم وتأتي حرية الفكر والجدال كأحد أهم ضمانات عدم انزلاق الحكام نحو الطغيان والاستبداد ولا يحق لحاكم أو فصيل إخراس رأي مواطن فرد حتي ولو انعقد إجماع كل أفراد المجتمع علي رأي مخالف طالما كان هذا الرأي لا يلحق الأذى ولا يجترأ علي حرية الآخرين..إن إسكات حرية الرأي هو سرقة الجنس البشري كله سرقة الأجيال القادمة والحاضرة..نسرق الذين يخالفون الرأي أكثر من الذين يوافقون عليه هذا ما جاء علي لسان أحد الفلاسفة الذي يستطرد مفسرا هذا الرأي بقوله ,,ذلك لأن هذا الرأي إن كان صوابا فقد حرمنا هذه الأجيال من فرصة استبدال الحق بالباطل وان كان خطأ فقد حرمناهم من نفع عظيم وأعني به الإدراك الأكثر وضوحا للحق والتمكن منه عندما يصطدم بالخطأ,, واستكمالا للمشهد أشير إلي كتاب المفكر الفرنسي ,,دي توكفيل,, الديمقراطية في أمريكا وقد أصدره في جزءين الأول عام 1835 والثاني في عام 1840 وقد رأي أن الطابع الديكتاتوري والاستبدادي للأغلبية والرأي العام من أهم المشكلات التي تهدد الحرية..وأن السلطة التي لا حد لها ولا قيود عليها هي بطبيعتها سيئة وربما تشكل منزلقا خطرا لا تؤمن عواقبه فالبشر غير مؤهلين لاستخدام السلطة بحرص وحذر ولا توجد سلطة علي وجه الأرض تستحق التكريم لذاتها أو تستوجب الطاعة لم تمثله من حقوق..ويري المفكر دي توكفيل ,,لا يجب الانزعاج من الإفراط في الحريات بل الانزعاج هو من عدم كفاية الضمانات الموجودة ضد الطغيان,, كان علي جماعة الإخوان أن تتعلم الدروس وتدرك أن الشعب المصري يرفض كل محاولات دمجه بأيديولوجيتهم وأن لن يقبل بغير التمتع بالحرية الكاملة دون جبر أو ضغط أو من خلال خيارات تخدم أهداف الجماعة..لقد نجحت الثورة في إخراج المصريين من حالة القصور الذاتي الذي فرضه الطاغية عليه وكبل قدراته وسجن إرادته إلي حال تحرير الإرادة والانتقال إلي الرشد..لقد تحرر عقل المصريين ولن يكون ولاؤهم إلا لله وحده وليس لفصيل يتصور أنه وحده فقط من يعرف الحقيقة..فهل يتعلم الإخوان الدروس قبل أن يبلغ السيل الزبي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي