الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكفير وارهاب المسلم للمسلم فتنة

وليد برهام

2012 / 12 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


تكفير وارهاب المسلم للمسلم فتنة

إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم أعطى الرحمة فى قلبه حتى لا يكون قاتلاً للكفار أو مخرباً لبيوتهم أو مدمراً لممتلكاتهم أو مذلاً لكرامتهم فهل يعقل أن يكون ذلك مباحاً بين المسلمين؟..

كفانا جراحاً وتمزقاً، فعندنا نحن أمة الإسلام من المصائب ما يكفينا، والصهيونيّة العالمية تتربص بنا وتخطط لاجتثاثنا، ما فائدة إعادة خطب الشتم والتجريح والتحريض والاستعداء وذكر المثالب والمعائب عند الطائفتين؟ ما هو النفع المأمول من السعي لسفك الدم

إن كل طائفة تعتقد بصحّة مذهبها وبطلان المذهب الآخر، فلن تستطيع أن تغير قناعات الناس إذا أصروا عليها ولو كانت باطلة.

يا عقلاء السنة لا تعطوا أعداء الإسلام ذريعة لهدم صرح الأمة وإلغاء وجودها وطمس رسالتها

يا عقلاء السنة حرموا فتاوى القتل وسفك الدم وإيقاد نار العداوة والفرقة والبغضاء، فنحن جميعا مسلمون ومصريون ندعو إلى التعايش السلمي والحوار
إن الذي يعجز عن إصلاح بيته عاجز عن إصلاح بيوت الآخرين، لمصلحة من يرتفع صوت طائش أرعن ينادي: يا مسلم ايها الاخ اقتل علمانيا أو ليبرالياً وادخل الجنة؟ - سبحان الله مع ان جميع من بميادين مصر من طرفى الخلاف مسلمين موحدين !

أي منطق؟ أي عقل؟ أي دليل؟ أي حجة؟ أي برهان؟ بل نقول: يا مسلم دم المسلم على المسلم حرام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا مسلم اذا اقتل مؤمنان فالقاتل والمقتول فى النار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اعجب لمن خرجوا من الجامع الازهر اليوم الجمعة 7 ديسمبر 2012 بعد صلاة الجنازة على ضحايا يوم الاربعاء الدامى هاتفا " بالروح بالدم نفديك يا اسلام " سبحان الله من قال لكم ان الخلاف حول قرارات الرئيس تحول بيننا نحن المسلمين الى خلاف حول الاسلام فتعلموا جميعا ان المعارض للرئيس مسلم مثل المؤيد وربما اكثر منه اسلاماً . والأعجب من ذلك هذا الهتاف الذى سمعته من بعض اثناء صلاة الجنازة " خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود " سبحان الله ايها الاخوة الم تعلموا ان هذا الهتاف يعنى ان جيش رسول الله سوف يعود ليقاتل اليهود فهل جعلتم اخوانكم المسلمون الذين اختلفوا معكم والذين تقاتلتم معهم يهود وانتم فقط المسلمون .

لقد أمرنا الله تعالى بحسن المعاملة مع غير المسلمين، ما لم يقاتلونا أو يخرجونا من ديارنا، قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وهذا مع غير المسلم، والبرُّ هنا كف الأذى وحسن الخطاب وجميل التواصل والتعايش السلمي، فكيف مع طوائف الإسلام ولو كانت مختلفة متنازعة؟

ماذا يقول عنّا الآخرون إذا شاهدونا نكيل السّباب لبعضنا لعناً وشتماً وتجريحاً وإهانة وسخرية؟ إن الإخوة أبناء الرجل الواحد إذا لم يصلحوا شأنهم ويقفوا صفاً واحداً أمام الناس فهم عرضة للعداوة والفرقة والفشل والهزيمة، دعونا من الخطب النارية البغيضة والكلمات الرعناء الجوفاء الحمقاء: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ).


الإرهاب الذى يمارسه مسلمون ضد مسلمون يبدأ بالتكفير وينتهى بالتدمير والتفجير.. إن الذين يمارسون هذا النوع الخطر من الإرهاب يبدأون بإصدار الفتاوى التى يكفرون بها غيرهم من المسلمين.. وهم يختارون آيات من القرآن يفسرونها على هواهم لتبرير ما يفعلون يقول سبحانه وتعالى (( وقاتلوهم حتى لا تكن فتنة ويكون الدين كله لله )) أنهم يستخدمون هذه الآية الكريمة لإتهام المسلمين بالنقض فى دينهم.. ومن ثم وجب قتالهم.
يرد الله سبحانه وتعالى عليهم : (( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون))..

هذا هو إرهاب المسلم .. أو هو بدقة إرهاب من يدعى الإسلام على المسلمين .. إنه يبدأ بإخراج المسلم من الإسلام فيدعى أن إسلامه ((دينه)) ناقص
إن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول (( إذا التقى المؤمنان "المسلمان" بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار)).. قالوا : عرفنا القاتل فما بال المقتول؟)).. فقال صلى الله عليه وسلم: (( إنه كان حريصا على قتل صاحبه )).. ويقول صلى الله عليه وسلم : (( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ))..
وقال فى حجة الوداع : (( إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة بلدكم هذا فى شهركم هذا فى يومكم هذا )).. إذن الرسول لم يقصد القتل بالمعنى المادى المعروف (( قتل المسلم للمسلم بالسيف )) ولكن قصد القتل بالحجة.. يقتله علماً وحجة ويقدم الدليل على ضعف تفسيره فيقطع رزقه الذى يتكسبه من الفتنة فإذا انقطع رزقه ماتت الفتنة.
وهناك فرق بين القتل والقتال.. قال تعالى : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين)).. فلو كان القتال يعنى القتل فكيف يمكن الإصلاح بين القتلى؟.. إن كلمة ((فاءت)) تعنى عادت إلى رشدها.. ومن ثم لايمكن للطائفة الباغية أن تفىء إلى رشدها بعد قتلها.. ومن ثم القتل يعنى الموت.. أما القتال فيعنى الإستعداد للقتل ((اقتتلوا)) هنا يعنى أوشكو على القتال.. ((فاصلحوا بينهما))..تعنى أزيلوا سبب الخلاف.. ومن ثم فالقتل الذى يعنيه الرسول هو القتل بالحجة.. (( قاتلوهم حتى لا تكون قتنة)).. أى أقنعوهم بالحجة حتى تنتهى الفتنة حتى تطفئوا الفتنة.. والقتال هنا مثل العملية الجراحية التى يلجأ إليها الطبيب عندما يعدم حيلة للعلاج.. لكنه لا يتجاوز الجزء المصاب.. ومن ثم فإن معرفة الدين معرفة صحيحة على هذا النحو هى أول الطريق للتخلص من الأرهاب الذى يمارسه من يدعى الإسلام على غيره من المسلمين.
يقول النبى صلى الله عليه وسلم : (( ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذىء )).. فهل يكون المسلم إرهابياً.. بلطجياً.. سفاحاً.. قاتلاً؟.. إذ كان النبى منع استخدام اللسان لايذاء الآخرين بالقول.. فهل يسمح باستخدام السلاح ضد المسلمين فى أموالهم وحياتهم وأعراضهم؟.. الإجابة معروفة.
ولا جدال أن الإرهاب الداخلى بين أبناء الدين الواحد ظاهرة تتجاوز المسلمين إلى اتباع الديانات الأخرى.. وهو بلاشك لا أساس له ولا منطق سوى سوء التفسير.. فليس هناك دين سماوى يحرض على قتل أبنائه ولا غيرهم.. هذه هى القاعدة المتينة التى يجب الإرتكان إليها قبل أى شىء أخر.. وما بعد ذلك يسهل تفنيده








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا