الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان .. -رحم الله امرىء عرف قدر نفسه-

محمد شفيق

2012 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


اقدمت اسرائيل مؤخرا على تدمير مصنع اليرموك العسكري في العاصمة السودانية الخرطوم والتي سارعت الاخيرة الى اتهام تل ابيب بتنفيذ العملية متوعدة اياها بكذا وكذا .. فيما التزمت اسرائيل الصمت في التعليق على الحادثة المذكورة واتهامات السودان متهمة اياها بانها دولة الارهابية .
الخرطوم لم تنفك حتى الساعة عن اطلاق تهديداتها ووعيدها لاسرائيل ، والله اعلم بسر ذلك الهجوم هل هو انتفاضة لمواطنيها الذين ذهبوا ضحية الحادث، ام لتعزيز رصيد النظام السوداني الذي اصبح بحاجة لتغيير حتمي ولااعرف سبب تاخر الربيع السوداني وسر هبوط حركة الاحتجاج الشعبية التي اندلعت الصيف الماضي التي سرعان ما انحسرت لشديد الاسف .
اغرب تصريح قراته بشان حادثة اليرموك هو لمساعد الرئيس السوداني والمدعو نافع علي نافع بان اسرائيل مصابة هذه الايام بــ" الهلع " من السودان !! ولا اعرف شكل الهلع الذي يسببه السودان وهو يحتل اذيال القوائم والتقارير الدولية في التنمية والمعيشة والاقتصاد والصحة والتعليم وحقوق الانسان الخ. دولة لاتزال تستخدم الجلد مع فتيات يرتيدن البنطال ! كما في الحادثة الشهيرة مع الصحفية لبنى الحسين ، فيما لايوجد من يجلد عمر حسن البشير على الرقصات الزنجية التي يؤديها كلما وقف امام الجماهير .ونظام دكتاتوري وقمعي فقد اجزاءا كبيرة من بلاده بسبب طيشه وحماقته وقبل ذلك كان سببا في ازهاق ارواح الاف من الابرياء وغير الابرياء والعزل والمدنيين مما دعا المحكمة الجنائية الدولية الى اصدار امرا باعتقاله ونتمنى ان نراه قريبا في قفص الاتهام كاسلافه .
يقف ذلك النظام اليوم قبال اسرائيل التي حققت اعلى المستويات في التربية والتعليم وفق تصنيف اليونسكو والتي قدمت احد رؤساء وزرائها للمحكمة لانه تحرش بموظفة جنسية او اختلس مبلغا بسيطا من المال ! اسرائيل بنيامين نتنياهو الذي يسدد ثمن سيارته على شكل دفعات شهرية ! اسرائيل التي فرضت هيمنة وسطوة على المجتمع الدولي ولم يستطع احد من ردعها وايقاف انتهاكاتها وتجاوزاتها على الشعب الفلسطيني ، والذي تبين لاحقا ان رئيسة جهاز المخابرات تيبسي ليفني مارست الرذيلة مع صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطنيين ومسؤولين اخرين من اجل اسرائيل كما تقول ليفني في حوارها مع مجلة التايمز البريطانية.
ومؤخرا خرج علينا وزير الثقافة والاعلام السوداني والناطق الرسمي باسم الحكومة احمد بلال عثمان ليقول ان السودان تمتلك حق الرد على العدوان الاسرائيلي. ونتمنى ان ترينا الخرطوم حق ردها على اسرائيل كيف سيكون ؟!!
كل ذلك بالطبع لايعني الدفاع عن اسرائيل او تبرير حادثة اليرموك فهي مستنكرة ومدانة بشدة، وهو ينضم لسلسة الجرائم الاسرائيلية بحق العرب والمسلمين بل والانسانية ،ونتمنى على المجتمع الدولي قول كلمته في هذا الاعتداء الارهابي وبقية الاعتداءات الاخرى لاسرائيل في فلسطين ولبنان وحرب التسعة الايام الاخيرة في غزة . لكن الحكمة لدينا تقول " رحم الله امرىء عرف قدر نفسه " فينبغي على السودان قبل ان تهاجم اسرائيل او اية دولة اخرى على شاكلة اسرائيل وان تطلق تصريحات كتلك ، ان تعرف قدر نفسها وان تفكر في حالها وتنتصر لواقعها البائس وتعالج مشاكل كردفان والقضايا المتنازع عليها مع جارتها الجديدة (جنوب السودان) قبل ان تنتصر للقضية الفلسطينية التي كثر تجارها حتى اصبح اخرهم راقص كالبشير . نعم صدق رسول الله " رحم الله امرىء عرف قدر نفسه".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا