الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤامرة أو الطريق السهل لتبرير فشل حكومة ابن كيران _1_

اسماعين يعقوبي

2012 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


المتتبع لمسار حكومة بن كيران التي أنتجتها انتخابات 25 نونبر 2012، سيصدم بالطريقة الشعبوية التي يواجه بها مشاكل الوطن والمواطنين، وبحجم التبريرات التي يقدمها لتبرير فشل مؤكد وحتمي والتي تذهب جلها إلى ما أسماه العفاريت والتماسيح والمؤامرة...الخ.
إذا تحرك حزب الأصالة والمعاصرة، واجهه بالتماسيح والعفاريت،
إذا ناضل المعطلون والموظفون، الصق بهم تهمة أيادي خفية تحركهم،
إذا تحركت الجمعيات الحقوقية وفعاليات المجتمع المدني، اعتمد نظرية الدعم الأجنبي لتخريب المجتمع،
إذا احتجت العدل والإحسان وحزب الأمة، والسلفيون في السجون...، كان الاستغراب والمراوغة،
إذا اعترض المواطن على الزيادات وطالب بتحسين أوضاعه، كانت المناورة هي الحل ومحاولة إقناعهم بأن الزيادة في الأسعار هي من أجل تحسين المستوى المعيشي للمواطن المغربي،
إذا خرجت 20 فبراير إلى الشارع للاحتجاج والمطالبة بإطلاق سراح معتقليها، كان الاستثناء المغربي جوابا جاهزا،
فبالنسبة لابن كيران وحكومته، لا فرق بين احتجاجات ومعارضة الأصالة والمعاصرة، والعدل والإحسان، وحزب الأمة، والاشتراكي الموحد، والنهج الديمقراطي، والنقابات العمالية، وجمعيات حقوق الإنسان، والطلبة، والمعطلين، و20 فبراير، والسكان والمواطنين عموما،...، فالكل يضعه وفق منطقه في سلة واحدة: كل من يحتج علي فهو ضدي وهو مع الآخر.
إن هاته النظرة البوشية للأشياء (من بوش)، والتي تعتبر نجاحا مبهرا للمخزن الذي يحاول رسم الخريطة السياسية للوطن، باعتماد تقسيم وسيناريوهات تتيح له استمرارية التحكم في القوت اليومي للمواطنين واستبعاد أي تغيير جذري يستهدف مصالحه الطبقية المرتبطة هيكليا بالدوائر الامبريالية. فالمخزن الذي كان يهيء حزبه لحرث ربوع المغرب، تفاجأ بحجم الالتفاف والمساندة الذي حظيت بها حركة 20 فبراير والتي كادت تطيح بالعديد من رموزه، فالتجأ إلى بنكيران لدرء الخطر مرحليا، واعادة صياغة بديل آخر.
إن النظرة المخزنية (والتي ينخرط فيها بنكيران عن وعي أو بدونه)، ترمي إلى خلق ثنائية في المجتمع: بنكيران ومن معه في جهة، والأصالة والمعاصرة ومن يعارض بنكيران جهة أخرى. وبالتالي فالفشل المرتقب لابن كيران ومن معه، يجب أن يعوض بحزب الدولة. وهذا التعويض يتطلب تهييئا للمجتمع على تقبله وذلك بمحاولة محو الفوارق بين جميع المعارضين وتقديم الأصالة والمعاصرة كقائد لهم من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وكل أشكال ومناحي الهيمنة الإيديولوجية.
لقد قبل بنكيران وحزبه بتزوير الانتخابات مادام هو الفائز،
وقبل التحالف مع الفساد الذي كان ينتقده في التحالف الحكومي الذي شكله،
وقبل بضرب الحريات النقابية والحريات العامة، عبر القفز على القانون واعتماد سياسة الاقتطاع من أجور المضربين، والاعتداء على التظاهرات والمسيرات السلمية للمواطنين وجمعيات المجتمع المدني،
وقبل باستقبال الصهاينة بأرض المغرب والتطبيع مع الكيان الصهيوني،
وقبل بوجود وزير بدون حقيبة في حكومته وهو المنتقد له على طول العقود،
وقبل باستمرار الفساد والعهارة، وبيع الخمور، واحتساب عائداتها في ميزانية الدولة الإسلامية،
وقبل بوجود وزارات سيادة،
وقبل بوفيات المواطنين أمام أبواب المستشفيات بسبب الإملاق والعوز،
وقبل بوفيات الأطفال بسبب البرد، وغياب المستلزمات الصحية والوقائية،
وقبل باقتحام الأمن للجامعات، والمحاكم، والإدارات،
وقبل باستمرار الاغتصاب، والرشوة، ونهب الثروات في البر والبحر والسماء،
وقبل بحكومة ظل تسير البلاد، وحكومة شكلية لا تملك سلطة حقيقية على البلد،
وقبل بنوم النوام في مجلس النواب، وغيابهم،
وقبل بتشريد العمال، والسكان، واستعمال العصا الغليظة ضدهم،
...
لقد قبل بكل مستلزمات عيش المخزن واستمراريته، بل زاد على ذلك بمحاولة تصنيف كل المعارضين لسياسة المخزن في خانة العملاء والعفاريت والتماسيح...
فمن يا ترى يتآمر على الآخر؟

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المؤامرة واضحة
عبد اله اغونان ( 2012 / 12 / 16 - 15:01 )
في تونس ومصر والمغرب المؤامرة ثابتة
فازوا بالانتخابات لكن لاتحكموا
التماسيح والعفاريت حقيقة في اللوبي الاعلامي والاقتصادي والفساد الذي مايزال يقاوم
المعارضة المغرضة
التماسيح والعفاريت هو ماعبرتم عنه بجيوب المقاومة في عهد اليوسفي
عفا الله عما سلف قلتموها فعلا في المصالحة حيث تقاضيتم الثمن وعفوتم عن المفسدين


2 - نفس المنطق جوابا على عبد اله اغونان
اسماعين يعقوبي ( 2012 / 12 / 16 - 15:28 )
-عفا الله عما سلف قلتموها فعلا في المصالحة حيث تقاضيتم الثمن وعفوتم عن المفسدين-، هو نفس المنطق الذي اشرت اليه في المقال. فكل من يرفض تصرفا يتم خندقته ضمن من نريد تصفية الحساب معه.
نحن نرفض بنكيران وسياسته، كما رفضنا سابقا اليوسفي وسياسة الاشراك وليس التناوب التي نهجته معه الدولة لتأمين انتقال سلس للسلطة، كما عبرنا عن موقفنا اتجاه سياسة المصالحة التي مولها الشعب من ميزانيته وبقي الجلادون ممسكون بالسلطة والمناصب.
أتمنى أن تحاولوا رؤية ما يقع بعين موضوعية والا نحاول انجاح مخطط المخزن المتمثل حاليا في جعل كل من يعارض بنكيران وسياسته مدافعا عن الفساد لأن شرفاء الوطن يعارضون المخزن والفساد وكل البيادق التي تستعملها الدولة وعلى راسها حاليا حزبي العدالة والتنمية والاصالة والمعاصرة


3 - اللي قال العصيدة باردة...
عبد الله اغونان ( 2012 / 12 / 16 - 22:30 )
العدميون هم طبقة المعارضة للكل او بتعبير المصريين حزب الكنبة وارقاهم طلبة وصحافيين يمارسون السياسة عن بعد في المقاهي والحلقات الجامعية او الكتابة في
صحف او مواقع الكترونية
انزلوا الى الميدان الى قلب المعركة في نقابات وجمعيات وأحزاب وستدركون السياسة الفعلية لتكتوي أيديكم التي لاتعرف الا القلم قديما قيل
السيف أصدق أنباء من الكتب----في حده الحد بين الجد واللعب
ألقاه في اليم مكتوفا ثم قال له-----اياك اياك ان تبتل بالماء


4 - اللي قال العصيدة باردة...
عبد الله اغونان ( 2012 / 12 / 16 - 22:40 )
العدميون هم طبقة المعارضة للكل او بتعبير المصريين حزب الكنبة وارقاهم طلبة وصحافيين يمارسون السياسة عن بعد في المقاهي والحلقات الجامعية او الكتابة في
صحف او مواقع الكترونية
انزلوا الى الميدان الى قلب المعركة في نقابات وجمعيات وأحزاب وستدركون السياسة الفعلية لتكتوي أيديكم التي لاتعرف الا القلم قديما قيل
السيف أصدق أنباء من الكتب----في حده الحد بين الجد واللعب
ألقاه في اليم مكتوفا ثم قال له-----اياك اياك ان تبتل بالماء


5 - نفس الرؤية والمنطق
اسماعين يعقوبي ( 2012 / 12 / 17 - 18:25 )
كل من لا يساير منطقنا فهو ضد الجميع،
هو فعلا منطق غريب وجب اصلاحه في الاصل وليس محاولة القفز عليه واتهام الىخر بممارسة السياسة هن بعد في المقاهي والحلقات الجامعية أو......
الميدان نحن فيه دائما ولا نحتاج أمرا من أحد او تنبيها منه، النقابات نحن أعضاء مسؤولون بها محليا ووطنيا، الجمعيات نحن فيها ونحن نؤسسها....، ورغم ذلك لنا مواقفنا مما يحدث ونحاول تغيير الامور بعد فهمها واستيعابها جيدا.
أتمنى أن ترى الموضوع بالجدية المطلوبة وأن تنتقل من القراءة البسيطة الى القراءة المتطورة والتي ستكون موضوع الجزء الثاني الذي سيتركز على سؤال: هل بامكان العدالة والتنمية تغيير الامور أم أن بنيته وموقعه الطبقي لا يؤهلانه لمثل هاته الاشياء؟

اخر الافلام

.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو


.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال




.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟


.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال




.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا