الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيرة مؤمن ..!!

هرمز كوهاري

2012 / 12 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



قال مؤمنُ : ربي تركتَ الناس في حياتهم حيارا
كالهائمين على وجوههم ، كالتائهين في الصحارا
لا يعرفون ما سيؤول اليه مصيرهم ، الجنة أو النارا
عددتَ الرسلَ ، كثّرت الكتبَ ، نوّعتَ الافكارا ..!
منهم يقولون كتابنا مُنزل حوى الشريعة والاسرارا
ومنهم يقولون رسولنا إبنه جاءنا بالسلام والبشارا
وآخرون يدّعون أنهم الشعب الذي الرب إختارا
وغيرهم ، يعبدون الشمس والنجوم والاحجارا
ومنهم لا ترغيب ولا ترهيب ولامثل غيرهم حيارا!
---------
منهم جنتهم حور وولدان ومن الخمور أنهارا
ومنهم جنتهم صلوات وترااتيل وشموع وأنوارا
منهم تعبّدهم بالنيّات ، ومنهم بالتحجّب والخمارا
------------
أقاموا المعابد وكل منهم يقول : إنها لله دارا
ربي هل لك هنا مسكنا ، منزلا ومقاما أوسفارا؟
دلّني كي أقدم الانتماء دون توسيط المختارا.[1]
---------------
ربي كيف تحاسبني ، وليس لي في الانتماء خيارا؟
يُفرض الدينُ عند الولادة ويثبّت في الاستمارا!
والولد على دين أبيه الذي على دين جده سارا
ولم يترك لي حرية الخروج او التغيير أو الحوارا
ومن يرتد عن دينه يعالج بالسيف أو رجما بالحجارا
--------------------
ربي ترزق من تشاء ، فمنهم في قلاع ومنهم في مغارا
ومنهم مرضى بالتخمة! وغيرهم مرضى دون فطارا !
كيف على سطح واحد ، صيف وشتاء وبرد وحرارا ؟
---------------------
ربي إذا تهدي من تشاء ! إذن تعبُدُنا كله خسارا..!!
ربي لماذا لاحياد في الدين ؟ كأن لايمينا ولايسارا ؟
أجيال وأجيال صراع وإقتتال ومن الدماء أنهارا
كل ما زادوا تقتيلا ، قالوا هذا لدين الله إنتصارا
وأنت كالمتفرج ! لا تحرك ساكنا ولا ترسل إشارا!
------------------------
ربي سمحتَ لفئة بأربع ! وواحدة فقط للنصارا !
تسمح بأربع ، وتقول : لن تعدلوا وإن بذلتم المهارا
كيف يعدل بينهن ؟ ولكل طريقتها في الإثارا !
كيف يعدل بينهن ؟ ولكل منهن فتنة ونضارا !
كيف يعدل بينهن ؟ أليست النفس بالسوء أمّارا؟
وإذا عدل بيهن ، أليست بنت حواء جدا غيارا ؟!
-----------------
ربي أنت خالقنا وحامينا وتنزل علينا الدماراا!
الصانع يتقن صناعته ، ما دام يملك المهارا
منهم يحتكرون الجَمال ومنهم ينافسون الحمارا
منهم يتباهون بقاماتهم ، ومنهم أقزاما قصارا
منهم بالغتَ بهم سوادا، ومنهم بياضا وإحمرارا !
والحيوانات منهم مفتَرِِس و مفتَرََس وقطُ وفارا
لم نر في الخلق عدلا، فكيف في الجنة والنارا ؟؟
وماذا الذين سبقوا الدين ، أو لم تصلهم الاسفارا؟؟
-------------------
نصبت الابليس رقيبا علينا ، يلاحقنا ليل نهارا
زوّدته بكل مايحتاج للايقاع بنا وبكل جسارا!
وتقول : تجنبوه وإلا يكون مصيركم النارا !
---------
تنزل الكوارث فتصيب المؤمنين وكذلك الكفارا
ربي الرحمة نصف العدالة ! فأيهما لك نختارا ؟![2]
-----------
فصلوا الدين عن الدولة فأ قاموا أرقى حضارا
وتحدّوا المسافات والجبال والصحارى والبحارا
تجولوا في الفضاء وزاروا الكواكب والاقمارا
وظلّ غيرهم يحفظ الكتب والآيات ، ففقدوا المهارا
------------
ربي ساعدني لفهم كل هذه الطلاسم والاسرارا
وما الخوف من إزاحة عنها الضباب والستارا
أم القلعة خالية !! كما وجدها " أولاد الحارا "!! [3]


هرمز كوهـــــاري
[email protected]

==================
1 ــ المختار أعني به رجل الدين
2 ــ ( الرحمة نصف العدالة ): قول لجبران خليل حبران
3– ( اولاد الحارة ) مأخوذة من قصة ( أولاد حارتنا )
للكاتب المصري العالمي ، نجيب محفوظ . و الحليم تكفيه الاشارة

القصيدة كتبتها قبل أكثر س عشرة سنوات ولم أنشرها ، وتلبية لرغبة بعض الأصدقاء
الذي أطلعوا عليها قررت نشرها ، وشكرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح