الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم

فواز قادري

2012 / 12 / 20
الادب والفن


أمشي خلف " أبو طالب" كأعمى، في الحارات الواصلة بين مخيم فلسطين ومخيّم اليرموك، في كلّ مرّة، أغلق عامداً حاسة البصر وأشوّش بقيّة حواسي حتى نصل إلى البيت المنشود، أفعل ذلك زيادة في السرّيّة والحذر كي لا أستدلّ على البيت في حالة كشف الأمن مشروعنا الثوريّ الجديد، كنّا نلتقي مع مندوبي المجموعات الأخرى: محمود، محمد، (أسماء حركيّة) من فلسطينيّ المخيّم، ودليلي المُبصر وأنا، وأحياناً "أبو الفدا" القادم من لبنان، نلتقي على حلم عسير بعد أن فشلت تجاربنا السابقة، كان الحلم البعيد يجمعنا، سوريين وفلسطينيين من أجل الثورة ولا شيء غير ذلك! في ذلك الوقت، لم نكن نفكّر كم سيكون الأمر صعباً وكم الثمن سيكون باهظاً؛ يكاد أن يكون مستحيلاً مع هذا النظام الجاثم كجبل ثقيل على أعمارنا! كنّا نحلم بالقليل القليل ممّا يفعله شعبنا الآن! وكنّا على يقين أن حلمنا المشوب بمسحة طوباويّة سيأتي وقته ذات يوم! وإن بشكل مختلف.
هل هو الحلم ذاته الذي صعد إلى رؤؤس شبابنا سريعاً؟ كما يتصاعد بخار محبوس من مرجل عملاق يغلي بأقصى طاقته زمناً طويلاً، ولم يعد الدكتاتور وعصابته قادرين على فعل شيء لهذا البركان، لم يفكّر شعبنا كما فكّرنا، ولم يبحث عن مرجعيّة فكرية محددة، ثار كما تثور جميع الشعوب التي ذاقت الأمرّين من هكذا أنظمة اسبتداديّة، حين حانت الفرصة، كانت الحرية صوت روحه ومرجعيّته الوحيدة!

**
ليس جديداً أن يتّحد الدم الفلسطينيّ والسوريّ،
واهم من كان يتصوّر أن المخيمات الفلسطينيّة ستبقى بعيداً عن الحراك الثوري إلى ما لا نهاية، وهي بالأصل لم تكن كذلك وقد نالها شيء من الموت والدمار، ومتواطئ مع القاتل، من يحاول الآن تبرير جرائم النظام بحق شعبنا الفلسطيني في مخيم اليرموك، ويتناسى قصف الطائرات وكل أنواع الأسلحة التي لابدّ أن ينجم عنها، هذه الموجات البشريّة من التهجير، ناهيك عن القتل والدمار، وكل ذلك يأتي انتقاماً من كلّ من يقف ضدّ النظام ويتعاطف مع الثورة، مهما كانت هويّته، وانشقاق بعض الشرفاء عن عصابات أحمد جبريل التي مارست دور الشرطيّ الأكثر بشاعة، في أكثر من موقف ومكان، خير دليل على تبعيّة هذه العصابة للنظام المجرم، وحين طفح الكيل، لم يستطع الشرفاء الاستمرار والمشاركة بقتل أهاليهم.

سلاماً على دمكِ فلسطين، سلاماً على دمنا الذي يتوحّد تحت قصف الطائرات، سلاماً على البيوت التي تتشابه والوجع الذي يقطر من شريان واحد، سلاماً على حلم الحريّة الذي يجمعنا.

بلّلني مطر فجري ذات حلم
بلّلت أعشاب قلبي العصافير
والنوارس التي اعتمرت فرحاً مطريّاً
بشّرتني ذات حلم
أن الموانئ ستفتح أهدابها
للقادمين من الغربة الواسعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا