الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الفبركات وإنتاج الأساطير الكاذبة في الثورة السورية

خلف علي الخلف

2012 / 12 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


قام نشطاء الثورة السورية بأدواتهم البسيطة وخبراتهم المتواضعة أو المعدومة بعمل يشبه الإعجاز الإعلامي. أفشلوا مخطط النظام للتعتيم على الثورة؛ ومقولته المتكررة حتى وقت طويل من الثورة "مافي شي.. مافي شي.. عشرين ثلاثين متظاهر...".

في ظل منع الإعلام المستقل، قاموا بهذا الدور. دون خبرة سابقة تحولوا إلى عيون ترصد وتسجل غالبية ما يحدث ليجد طريقه إلى وسائل الإعلام العربية والعالمية. قالوا للعالم هذه هي الحقيقة التي يريد النظام إخفاءها. أصبحوا مصدراً للأخبار وكرسوا بشكل عملي وجوهري صحافة المواطن.

خدموا الثورة وهزموا النظام إعلامياً رغم جيشه الضخم من الإعلاميين ورغم تجهيزاته وإمكاناته البشرية والمادية والحراسة والآمان المتوفر لهم. وجعلوه إضحوكة للعالم. فشكلوا له رعباً حتى أصبح أي موبايل فيه كاميرا كافٍ للاعتقال أو قتل صاحبه أحياناً. حتى أن رأس النظام قال أنه لا يعتب على من يتظاهر بل على من يصور، ذلك لأنه فضحه وكشف إجرامه. وقد دفع كثير من هؤلاء النشطاء أرواحهم من أجل نقل ما يجري للعالم.

بعد فترة من هذا العمل الجبار دخل المفبركون منتجو الأكاذيب على خط إعلام الثورة. وهؤلاء كانت إمكانياتهم أكبر من أمكانيات النشطاء مادياً وحتى تدريبيا، لم يكن هم هؤلاء نقل الحقيقة، بل كانت تسيرهم أوهام ومصالح.

أما الواهمون فقد ظنوا أن باستطاعتهم إنتاج وإعادة إنتاج مواقف العالم. إذ كانت الفبركات تستهدف تغيير مواقف العالم والدول ومجلس الأمن، والموفدين الدوليين، واهمين أولا أن العالم يغير مواقفه إثر شريط فيديو أو مناشدة أو مقتل عدد من الأشخاص. وواهمين ثانياً أن العالم لايعرف غير مايبثونه له عن الثورة السورية بعد كل هذا الوقت الطويل، ومعتقدين أنه ليس هناك أدوات للتحقق تقنيا من صحة مايبثونه، وليس هناك "عيون" من كل العالم ترصد وتحلل وتتابع وتعرف الأكاذيب من الحقائق. وواهمين ثالثا أن الحقيقة وحدها لاتكفي. وأن رفع عدد الضحايا أو الكذب حول طريقة موتهم أمر قد يجعل العالم يتحرك.
غير مدركين عمدا أو جهلا أن المجزرة مجزرة سواء قتل فيها خمسة أشخاص أو 300 ، وسواء قتلوا بالطيران أو بالسكاكين أو بقصف مدفعي أو بالرصاص، فهم ضحايا أبرياء قتلهم نظام مجرم.

إضافة لهؤلاء الواهمين، والذين يعتقدون أنهم بعملهم هذا يخدمون الثورة، هناك بعض من "امتهن" "الفبركة" وجعلها مصدراً للدخل، عبر المتاجرة بدم السوريين وجعله المادة الخام لتصنيع الأكاذيب، لبيعها للفضائيات التي أصبحت عتبة التحقق مما تبثه جدا واطئة. مما سهّل علي هؤلاء تمرير هذه "الفبركات" التي تقطر دماً.

وهناك آخرون ممن امتهنوا الفبركة هم تجار الحقد والتجييش الطائفي البغيض، إذ تتيح لهم فبركات من هذا النوع إطلاق العنان لتحريضهم الطائفي، وقيادة مشاعر الناس نحو الكراهية والحقد التي تحقق أهدافهم وتصب في "معتقداتهم"، خصوصاً إذا كانت الفبركة على شكل صناعة أساطير تخصهم مغمسة بدم السوريين.

وجميع هؤلاء كانوا كارثة على الثورة، جعلوا كل أخبار الناشطين محل تشكك، بعد أن كُشفت أكاذيبهم مرات عدة وبشكل مفضوح. لكنهم مازالوا مستمرين في إنتاج أساطيرهم. ويكتشف من يروجون هذه الأساطير بحسن نية تحت الضغط النفسي والشعور بالعجز أمام هول الجرائم الحقيقية المتواصلة التي يرتكبها النظام منذ مايقرب السنتين، والرغبة في فضح هذا الإجرام، وتحت وطأة الشعور بالذنب والرغبة في دفع "جزية" الثورة لعدم مشاركتهم فيها واقعياً . يكتشف هؤلاء لاحقاً الأكاذيب التي ورطهم فيها المفبركون الواهمون أو تجار الدم أو منتجو الكراهية. أو جميعهم.

أصبح واجباً على الجميع فرز الناشطين الإعلاميين الذين عملوا بإخلاص لهذه الثورة، والتفريق بينهم وبين تجار الدم، وعدم الانجراف تحت وطأة "الدم" إلى ترويج أكاذيب مصيرها الذوبان عندما تظهر شمس الحقيقة.

فالعالم أصبح يعرف عن ثورتنا كما نعرف تماماً ولديه وسائل للتحقق من الحدث يعجز عنها المفبركون. وإذا كانت قد مرت بعض أكاذيبهم الرخيصة بسهولة في البدايات فذلك لأنهم حصدوا نتاج عمل المخلصين الذين بثوا الصدق دون أن يشكك فيهم أحد.

للمتابعة على تويتر
http://twitter.com/alkhalaf








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصويت
عمران ملوحي ( 2012 / 12 / 31 - 00:00 )
صوّتّ على مقالك في حقل (تقييم هذا الموضوع) بدرجة (سيء).. تبدو وكأنك تلعب على حبلين.. فاعترافك بوجود تقارير مفبركة، ومزورة هو حقيقة، وبعضها يبث من مناطق تبعد ألف كيلو متر عن الحدود السورية.. وثمة قضية صارت معروفة، حيث الأشرطة يجري تصنيعها في (غرف عمليات) وورشات ممولة من قطر والموساد والـ C. I. A وهي غالباً تحاول نفخ الروح في جثة تدعى (الجيش الحر).. فيما (الجيش الحر) انفرط عقده، وكل من كان يعمل تحت اسمه، تحول إلى عصابات للنهب والسلب واختطاف المواطنين الأكثر ثراء، وطلب الفدية منهم..
من ياتل في سورية الآن هم جماعة (النصرة) المنبثقة عن القاعدة.. بحيث تحولت الحاضنة الاجتماعية (للثورة) إلى الخوف من أجلاف أيتام بن لادن...
نحن ندرك أن النظام السوري متخلّف عن حركة التاريخ.. لكن الرّمَد أفضل من العمى والظلامية الزاحفة لإطفاء كل نوافذ النور في سورية.. والفرحون بهذا هم شياطين جهنم!.....


2 - الى المعلق الملوحي
علي السوري ( 2013 / 1 / 1 - 19:59 )
بل ان نظامكم النازي هو من خلق النصرة، كي يستعملها في العراق، فصارت بلاء على رأسه في سوريا. والجيش الحر هو الشعب السوري الحر.. والعبيد لا مكان لهم في الثورة ولا في سوريا المستقبل

اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال