الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخيارات العسكرية المتاحة امام دولة فلسطين

رمزي عودة

2013 / 1 / 3
القضية الفلسطينية


يبدو ان الفلسطينيون يستطيعون قول لا من الان فصاعدا , لقد فاجأ ابو مازن الجميع بالذهاب الى الامم المتحدة و برغم ان نتانياهو اعتبر هذه الخطوة رمزية الى حد ما الا انه يعي الان قبل اي وقت سابق بان ابو مازن لن يكون سهل المنال في اي مفاوضات قادمة , و هذا بالضبط ما دفعه للمضي قدما بسياسة الاستيطان المركزة في وسط الضفة و القدس بشكل رئيسي و معلن , مستهترا بالراي العام العالمي و حتى برأي حليفه الاستراتيجي الولايات المتحدة الامريكية .

ان ما قامت به حكومة اليمين الاسرائيلي بقيادة نتانياهو من سياسة استيطان شاملة لا ينسف فقط عملية السلام بل انه يقوض اي فرص حقيقية للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني و الاسرائيلي , و بالضرورة فان هذه السياسة تعتبر بمثابة اعلان حرب حقيقية على الفلسطينين , هذه الحرب تعتدي على اراضي الفلسطينين و تقسم الدولة الفلسطينية القادمة و تجتزأ القدس من اي مقترحات للتسوية . و بهذا فان هذا الرد الاسرائيلي لا يتناسب نهائيا مع السلوك الفلسطيني المحدود فى الامم المتحدة , لان الفلسطينين عندما حصلوا على قرار من الجمعية العامة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فان هذا القرار لا يعني الاعتداء على اي طرف كان , كما ان نتائجه على ارض الواقع محدودة , و بالضرورة فانه لا يتطلب هذا الرد العنيف من قبل الاسرائيلين المتمثل بتوسبع رقعة الاستيطان في الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام1967 .

يبدو ان الفلسطينين فقدوا الثقة بحكومة نتانياهو , و المشكلة الحقيقية التي تواجههم أن تفوز هذه الحكومة الانتخابات المقبلة للكنيست بداية االعام الجاري . ان هذا الفوز المتوقع يضع الجانب الفلسطيني في الضفة الغربية في موقف حرج و خاصة مع تضاؤل فرص الوصول الى تسوية حقيقية بالاضافة الى ضعف دافعية الدول العربية و خاصة السعودية لدفع عملية التسوية و انشغال مصر بقلاقلها الداخلية و الحذر الاردني المبالغ فيه من اي تدخل . و اخيرا فان تصاعد نجم حماس و خاصة بعد الحرب الاخيرة و صمودهم في وجه الالة العسكرية الاسرائيلية و ما حظيت به من دعم عربي و دولي , كل هذا يفرض على السلطة الوطنية الفسطينية تحديات و ضغوط هائلة تدفعها لتغيير استراتيجايتها في الاعوام المقبلة و لاشك ان الاستراتيجية العسكرية يجب ان تحتل مركز الصدارة في في هذه الاستراتيجيات بدلا من استراتيجية المفاوضات .

تدرك السلطة الوطنية الفلسطينية بان اسرائيل تتفوق استراتيجيا على كل الدول العربية مجتمعة و بانها في حال دخولها بصراع عسكري مع اسرائيل فانها لن تصمد في اي مواجهة حتى و لو هلل المهللون بعد كل معركة بأنهم انتصروا- و هذا ما تعود عليه الشارع العربي –
و مع هذه الحقيقة الا ان الاستراتيجية العسكرية الفلسطينية في السنوات القادمة يجب ان ترتكز على المبادئ التالية :-
1-ايقاع اكبر خسائر ممكنة بالعدو حتى و لو لم يتم تحقيق الهدف من اي مواجهة بالشكل الذي يؤدي بالعدو لان يحسب خطواته جيدا و يقدر الخسائر التي يمكن ان تتحقق بين صفوفه في حال دخوله في مواجهة مع الفلسطينين.
2-تعزيز قدرات الردع الفلسطينية و التي يجب ان تتمتع بالمصداقية و القدرة على الحاق خسائر كبيرة في صفوف العدو .
3-الحرب الاعلامية و النفسية ضد العدو بما يشمل فضح ممارسات العدو المخالفة لمبادئ القانون الدولي و لاتفاقيات جنيف الاربعة .

ان هذه المبادئ الرئيسية في اي استراتيجية عسكرية فلسطينية تتطلب تخطيطا طويل الاجل بالاضافة الى تسخير الموارد على اختلاف انواعها لتحقيقها و كذلك تضافر كافة الجهود في الدولة لتحقيق هذه الاستراتيجية , و هذا يتطلب القيام بالخطوات التالية :-
اولا :-التركيز على بناء القوة الاقتصادية و التكنولوجية و هذا يتطلب بناء نموذج يشبه الى حد ما نموذج هونج كونج في فترة الاحتلال البريطاني للصين . ان بناء مثل هذا النموذج يقتضي تغيير بنود الموازنة في السلطة الوطنية لتركز على الصناعة و التعليم التقني و تشجيع البحث العلمي , و بالضرورة فان تنامي القوة الاقتصادية الفلسطينية سيكون بمثابة قوة كامنة هائلة تردع العدو و تمنعه من القيام باي خطوات تصارعية تجاه الفلسطينين نتيجة الخوف من قدرة الفلسطينين على تحويل هذه القوة الكامنة الى قوة عسكرية صلبة و خاصة في الصناعات ثنائية الاستخدام ( السلمي و العسكري ) مثل صناعات السيارات او صناعات الادوية او صناعات الترانزيستور .
ثانيا :-العمل على تطوير القدرات العسكرية الفلسطينية غير التقليدية مثل انتاج الاسلحة الكيماوية و البيولوجية خاصة ان انتاج مثل هذه الاسلحة رخيص و غير مكلف برغم ان نأثيرها فتاك و قادر على الحاق خسائر فادحة في صفوف العدو . ان بعض هذه الاسلحة كانتاج غاز الاعصاب مثل الموستارد الكبيريتي او السيانيد او الخردل سهل الانتاج و لا يتطلب مساحات كبيرة للانتاج , بل ان بعض الاسلحة البيولوجية مثل الجمرة الخبيثة او الجدري يمكن انتاجها بسهولة في اي مختبر جامعي او في اي مصنع للادوية و يمكن لهذه الاسلحة ان تدمر مدنا باكملها في حال اضطر الفلسطينيون لاستعمالها لاسيما في المعارك الاسترتيجية الفاصلة .
ثالثا :-العمل على انشاء طابور خامس داخل خطوط العدو من قبل جهاز المخابرات الفلسطيني و ذلك يالاعتماد اساسا على العرب المتواجدين داخل الخط الاخضر بالاضافة الى الاعتماد على العديد من الاسرائيلين الذين يمكن تجنيدهم من خلال المال . ان نجاح جهاز المخابرات الفلسطيني في مثل هذه المهمة سيمكن الفلسطينيون من بث الاشاعات و القلاقل داخل صفوف العدو الخلفية بالاضافة الى جمع المعلومات الحساسة عن العدو و التي لها علاقة بتحركاته في الضفة و اجهزة المخابرات الاسرائلية العاملة هنالك و مصادر تموينها بالمعلومات , كما يستطيع هذا الطابور الخامس تنفيذ عدد من العمليات العسكرية داخل خطوط العدو و هو ما يمثل خطرا حقيقيا عليه و يعمل على تقويض عائدات العدو الاقتصادية و خاصة السياحية منها . ان هذه الخطوة تتطلب زيادة الانفاق الحكومي على جهاز المخابرات و تدريب كوادره على العمل الخارجي و الجاسوسي بالاضافة الى انشاء هيكلية خاصة داخلية تكون سرية من حيث الانفاق و الكادر و تكون مسؤولياتها الامن الخارجي .

و في المحصلة فان الفلسطينيون قد يحتاجوا الى عقد من الزمن او اكثر لقطع خطوات مهمة في هذه الاستراتيجية العسكرية الا نهم يكونوا عندئذ قد ضمنوا قدرة كبيرة على الردع و الاجبار في استراتيجيتهم العسكرية و لن يكون بمقدور اسرائيل حينها الا الالتزام بالمصالح الفلسطينية العليا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية