الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هذه هي السياسة ؟

باسم محمد حسين

2013 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


هل هذه هي السياسة ونحن لا نعلم ؟ قرأنا كما غيرنا عن المواقف والتصرفات أثناء الأزمات لسياسيين عبر التاريخ فمنذ صدر الإسلام باتت السياسة أكثر وضوحاً ولنأخذها مثالاً ، فصلح الحديبية كان مناورة سياسية من الطرفين نجح كل منهما في بعض أهدافه ولحين انتهاء الإلتزام به بعد تجدد المشاكل ، وزيارة الرسول الأمين لجاره اليهودي الذي كان يؤذيه عندما عَلِمَ بمرضه كان عملاً خيراً محسوباً على السياسة , وصولاً الى (فذلكات) الباشا نوري سعيد في تعامله مع بعض الأمور الاجتماعية سياسياً أيضاً ومنها منحه مبلغ ثلاثة دنانير لشخص مخمور تهجم عليه وبصق في وجهه (كي يُظهـِر هذا المخمور كاذباً أمام من يَقصُّ عليهم القِصة بأنَّ الباشا منحه مبلغاً من المال بعدما بصق في وجهه) . فهل سياسات الحكام الآن ترتقي الى هذه الدرجة من التحمل والتصرف بما يفيد مستقبل اللعبة السياسية وهدفها الأسمى المفترض مستقبل الوطن والناس ؟ كثير من الموضوعات لم يتم التصرف أزائها بحكمة وعقلانية وحرفية ولو بسيطة ، منها موضوع الهاشمي وإعلان كونه إرهابياً في الإعلام قبل القضاء وعدم موافقة نقل محاكمته من بغداد الى كركوك بناءً على طلبه من قِبَل التحالف الوطني في اجتماعٍ عرضت صوره عبر الفضائيات قبل قرار القضاء وهو جهة سياسية غير معنية بهذا الأمر ، كما هو موضوع البنك المركزي فقد أعلن عن اتهام الدكتور سنان الشبيبي وهو في الخارج وبقي الموضوع معلقاً ولن ينتهي كما هو موضوع راضي الراضي وموسى فرج وغيرهم , لم تنهي أية لجنة تحقيقية في أية مشكلة أعمالها وخرجت بتوصية للمعالجة أو المحاسبة أو الإحالة الى القضاء منذ كارثة جسر الأئمة ولغاية الآن .
والآن موضوع تظاهرات الفلوجة وتكريت والموصل وكركوك . يقيناً بأن ليس جميع المتظاهرين هم من البعث وزمرته المؤذية بل الكثير منهم أناس وطنيون ولهم مواقف مُشـرِّفة ولكن ألمَّت بهم مصائب دفعتهم للتظاهر والاعتصام وهو حقهم المشروع كما لا يُنفى دخول جناحي البعث (الدوري والأحمد) في تلك التظاهرات ورفع الأعلام العراقية البعثية (لأن النجمات الثلاث تعني وبمرسوم جمهوري صدامي الوحدة والحرية والاشتراكية) وجهات أخرى ولائها لخارج الوطن ، فنَعْتُ هكذا أنشطة واسعة ناتجة عن معاناة البعض بالنتنة أمر غريب ومستهجن أدى بالطرف الآخر لاستخدام مصطلحات أكثر تأثيراً وتحدياً واضحاً للحكومة ممثلةً بالمالكي الأمر الذي أفقد الطرفين احترامه للآخر وبالمحصلة فقدان العراق بشكل عام لاحترام الآخرين له ، هذا الوصف أعادنا الى ما قبل 25/2/2011 عندما وصف الرجل تظاهرات العراقيين بالبعثية والمريبة وحينها لم يكن فيها بعثي واحد ولم يطالب أحد بإسقاط النظام بل كان الشعار الأرأس (الشعب يريد إصلاح النظام) يضاف لها طلبات الكهرباء والخدمات ومحاربة الفساد وغيرها . هذه الفعاليات ستتسع بعد مراسم الزيارة الأربعينية ووفاة الرسول بدخول الصدريين لها مؤازرةً لأقرانهم في الرمادي والموصل وديالى كما قال السيد مقتدى وبعدها لكل حادث حديث .
في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات الكثيرين ومنهم سياسيين ونواب برلمان ووزراء ولشديد الأسف كلٌ يروج لطائفته وجماعته ولا أحد منهم يذكر العراق أي بمعنى آخر سيعاد وبشدة الاصطفاف الطائفي المقيت وتتضائل الوطنية كما في عام 2005 قبل الانتخابات حيث كل ابن أنثى صوَّت لمكونهِ دون الاكتراث لبرنامج أو تاريخ القائمة أو مرشحيها وهو على قناعة بأنه انتخب ذاته وتاريخه لأن التحشيد آنذاك كان بهذا الاتجاه , وقد تكن هذه الفعالية لعبة بين المالكي والعيساوي للتهيئة لانتخابات مجالس المحافظات عملاً بما ذكره فايلز كوبلاند في كتابه الشهير لعبة الأمم (ولكن هل هما وتابعيهم بهذا الذكاء؟) *
لشديد الأسف الأجندات الخارجية والبعثية واضحة جداً في بعض هذه التظاهرات بالرغم من محاولات تطويقها من قبل الخيرين المتواجدين هناك ، ولكن لماذا هل هي قوة نفوذ البعث وزمره في الساحة العراقية ؟ أم هناك أسباب أخرى ؟
أعتقد أن أساس المشكلة التي يمر بها الوطن الآن وقبل الآن هي المحاصصة الطائفية المقيتة وتوزيع كراسي السلطة على هذا الأساس وليس على أساس الاختصاص أو الكفاءة أو النزاهة أو المعايير الأخرى المتبعة عند بني البشر في دولهم ، كنتيجة واضحة للعيان أصبح الولاء الآن هو للعشيرة أو المذهب أو الدين أو القومية دون الوطن ، لقد ضَعُفت المواطنة عند الكثير جداً من العراقيين وانعدمت عند البعض بسبب سياسات الطوائف وبعض الأحزاب القائمة عليها فإعلام بعض الأحزاب الشيعية يُقحِم علاوي في كل صغيرةٍ وكبيرة من السلبيات ويتهمه بعرقلة عمل الحكومة وبالمقابل بعض الأحزاب الأخرى تلقي كل اللوم على المالكي حتى لو لم يكن له يد في تلك الأمور ، وهذه الحقيقة لا غبار عليها والأمر الآخر الذي دفع البعض لرفع أعلام النظام السابق لأنهم كانوا ينتظرون الفرج بعد سقوط الصنم حيث كانوا يمنون أنفسهم بالعيش أسوةً بالدول الخليجية الغنية (وبالتأكيد هذا حق مشروع) ولكنهم وجدوا أنفسهم في ظل فسادٍ يتنامى يشكل رهيب الى حد أصبح الشخص النزيه وغير المرتشي شاذاً عن مجتمعه والنظام السائد وحتى الوضع الاقتصادي الذي تحسن نسبياً لكن هناك أكثر من ربع العراقيين يعيشون تحت خط الفقر وبشهادة و إحصاءات منظمات دولية رصينة دون أن تتخذ الحكومة أي إجراء إزاء هذه المعضلة . بل التعتيم وعدم الإكتراث هو الأسلوب المستخدم هذه الأيام . وصفقة الأسلحة الشرقية خير مثال "طازج" على هذا الموضوع ، أين علي الدباغ الآن ؟ هل هو مستمر في استلام رواتبه كوزير أم رهن التوقيف ؟ وللحديث بقية .
4/1/2013
*يقول مدير وكالة الاستخبارات الأميركية الأسبق فايلز كوبلاند بما معناه أن صنائعنا من قادة الدول او المسؤولين فيها نوجههم لمعاداتنا شفهياً وقد نوصِل الأمور الى المواجهة العسكرية ولكن بالمحصلة فالفائدة الرئيسية من ذلك هي لأميركا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر