الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة المعارضة المصرية

حسام الحداد

2013 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


فى فترة الهدنة القصيرة التى يأخذها الشارع المصرى من المسيرات والمليونيات التى كانت تجوب الشوارع بعد تلاحق هذه المليونيات والاعتصامات من طرفى اللعبة السياسية – وليست الثورية – والتى بدأت منذ الاعلان الرسمى عن تمرير الدستور الاخوانى الفاشى ومن المنتظر انتهاء تلك الهدنة يوم 25 يناير 2013 نظرا لدعوة القوى السياسية والثورية لخروج مليونيات لاسقاط الاخوان ودستورهم وهنا نجد انفسنا بين لاعبين اساسيين فى صفوف المعارضة لحكم الاخوان لاعب سياسى ولاعب ثورى فاللاعب السياسى تمثله الاحزاب السيسية التى اشهرت بعد الثورة بجانب الاحزاب الليبرالية واليسارية التى كانت موجودة قبل الثورة وفى القلب من هذه الاحزاب ( حزب الدستور، المصرى الاجتماعى الديموقراطى ، المصريين الاحرار ، التجمع ، التحالف الشعبى ، حزب الوفد ..الخ تلكالاحزاب التى تكونت منها " جبهة الانقاذ الوطنى )اما اللاعب الثورى فيتمثل فى كثير من الائتلافات والحركات الشبابية الثورية وهذين اللاعبين مابينهما بون شاسع فى التحرك فى الشارع واليات التنظيم والدعوة وحتى فى التوجهات والمواقف وكيفية اتخاذ القرار ولكون هذه الائتلافات والحركات الشبابية لا حصر لها فلا يوجداتفاق واضح فى الخطوات التى تتخذها فى مواجهة الاخوان والتيار المتأسلم رغم قربها من المواطن العادى وسرعة وسهولة حركتها عن اللاعب الاخر – اللاعب السياسى -.
من هنا نحاول ان نعرض لازمات المعارضة المصرية فى مواجهة الفاشية الدينية محاولين توخى الحيدة والموضوعية فى المناقشة متبنيين منهج النقد الذاتى لاكتشاف اخطائنا ومحاولة معالجتها فى نفس الوقت .
1- البعد عن المواطن وتركه فريسة للتيار المتأسلم
وتتمثل هذه الازمة فى ابتعاد رموز المعارضة عن الشارع وقصور تواجدها فقط فى الغرف المغلقة المكيفة فلا يجد رجل الشارع من يسمعه او يناقشه سوى رموز التيار المتاسلم
2- تركيز المعارضة فى الاعلام والفضائيات
اصبحت رموز المعارضه نجوما للفضائيات والاعلام وصفحات التواصل الاجتماعى بدلا من تواجدها وسط الناس فى الشارع مما ادى الى ابتعاد المواطن عنهم وخلق حالة من حالات عدم الثقة فى المعارضة وتوسيع الفجوة بين رموز المعارضه والشارع السياسى ناهيك عن اتساع هذه الفجوة بين هؤلاء الرموز واللاعب الثورى المعتصمعند الاتحادية وفى ميدان التحرير
3- تركيز الهجوم على التيار المتأسلم دون الالتفات الى المشاكل الحقيقية والحياتية للمواطن المصرى
فحينما تتم استضافة رموز المعارضة فى الفضائيات او الاعلام لا يتحدثون سوى فى الهجوم على التيار المتأسلم بنوع من رد الفعل عن قرار او بيان او حديث لهذا التيار بغض النظر عن المشاكل اليومية والحياتية التى تهم المواطن العادى مما يشعر هذا المواطن ان جميع الاطراف لا تستحق ان تتحدث باسمه فما يهم اطراف اللعبة السياسية مكاسب شخصية بغض النظر عن الازمات التى تثقل كاهل هذا المواطن
4- كثرة التحالفات والائتلافات
هذا الزخم والكم الكبير من التحالفات والائتلافات الموجودة سواء كان بين الاحزاب او شباب الثورة او كلاهما معا ادى الى تفتيت المعارضة وتمزيقها بدلا من توحدها فى كيان واحد قوى هذا التفتيت الناتج عن انعدام الرؤية والايديولوجية وبالتالى ضبابية الهدف من المعارضة وعشوائية المعارضة
5- تركيزنشاط المعارضة فى المدن الكبرى
تركزت المعارضة المصرية بلاعبيها الاساسيين فى المدن الكبرى خاصة" القاهرة ، الاسكندرية ، السويس" وبعض المدن الاخرى مثل المحلة مما ادى الى غياب المعارضة القوية فى باقى المحافظات اللهم الا فيما ندر وحتى فى المحافظة الواحدة تتركز تحركات ونشاط المعارضة فى قلب المحافظة بعيدا عن اطرافها او الاماكن الفقيرة فيها تلك الاماكن ذات الكثافة السكانية وبالتالى الكتلة التصويتية وهذا ما وضح جليا فى الاستفتاء الاخير فى محافظة الاسكندرية على سبيل المثال لا الحصر فالنتيجة كانت " بلا " قبل فرزمدينتى العامرية وبرج العرب فتغيرت النتيجة " بنعم " لان العامرية وبرج العرب لا يدخلون ضمن اهتمامات المعارضة فى الاسكندرية وبالتالى يكونان مكان خصب اما للتزوير او الاستقطاب من قبل التيار المتاسلم
6- التردد فى اتخاذ القرار وعشوائيته
وهذا ما اتضح جليا فى فى ظل ازمة الاستفتاء على الدستور فلم تتخذ جبهة الانقاذ قرارها بالمشاركة فى التصويت الا قبل بدأ الاستفتاء ب 48 ساعة مما ادى الى عدم اهتمام المواطنين بالتصويت او التردد بين المقاطعة والذهاب لصندوق الانتخابات وكانت النتيجة تمرير الدستور هذا بجانب البطئ فى اتخاذ القرار وعشوائيته حتى فى اختيار اسم للمليونية ففى المليونية الاخيرة المعنونة لدى جبهة الانقاذ ومن تمثلهم كان عنوانها " لا لدستور الاخوان " وكان شعار الثوار فى الاتحادية والتحرير " يسقط حكم المرشد " مما يؤدى الى عدم الثقة فى المعارضة وعدم الاكتراث بما تقدمه من خطاب شبه ثورى لكنه فى الحقيقة خطاب سياسى باليات سياسية
7- اخيرا التركيز على السياسى دون الثورى
التزام المعارضة المصرية وفى القلب منها جبهة الانقاذ الوطنى بالحلول والاطروحات السياسية فى ظل حالة المد الثورى وظهر هذا جليا فى المليونية التى اعقبت احداث الاتحادية فكان فى القاهرة وحدها اكثر من 5 مليون مواطن مشاركين فى هذه المليونية ولم تستطيع جبهة الانقاذ ان ترفع من سقف مطالبها او تتخذ فعل ثورى على سبيل المثال " فض اعتصام التيار المتأسلم امام المحكمة الدستورية " او حتى اعلان مجلس رئاسى مدنى يكون مرسى احد افراده رغم ان هذا المطلب طرح من عدد ليس بالقليل المشاركين فى المليونية مما اكد على غياب البعد الثورى عن المعارضة كما هو غائب لدى التيار المتاسلم
حسام الحداد
8/01/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تذكرتين طيارة
ركاش يناه ( 2013 / 1 / 8 - 22:15 )

هم تذكرتين طيارة يرَيَحوا ألدنيا

واحدة للبرادعى وألتانية للفرارجى .. وكفا ألله ألثوريين شر ألأزهايمر

....

اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح