الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى العالم الاخر

امير الكلابي

2013 / 1 / 13
سيرة ذاتية


رسالة الى العالم الاخر

فی ذکری وفاة استاذنا ومعلمنا
الدكتور حسين علي محفوظ طاب ثراه:

تشرفت برؤيتك في احدى الندوات المنعقدة على قاعة بلاط الشهداء في كلية اللغات / جامعة بغداد عندما كنت طالبا في المرحلة الثانية / قسم اللغة والادب الفارسي عام 1997م. تلك كانت النظرة الاولى والاخيرة لشخصكم الكريم حملت في طياتها كل معاني الاعجاب والاحترام والتقدير.رفُع الاذان فَقطعتَ الكلام احتراما وعَقدتَ اللسان فساد الصمت والسكون و عم الهدوء ارجاء المكان لتضرب لنا درسا في الزهد و الورع و الایمان فایقنت انذاک انما يخشى الله من عباده العلماء .
لم تسنح الفرصة لنتجاذب اطراف الحديث بالرغم من سؤالي عنك وسؤالك عني واعجابك بموضوعي ورغبتك برؤيتي عندما كنت مشغولا بترجمة كتاب تاريخ التطورات الاجتماعية وتعريبه عن الفارسية نقلا عن احد اساتذتي الكرام في القسم فكان نوعا من تبادل الخوطر بيننا وان لم نرى بعضنا.
وشاءت الاقدار ان اسير على خطاك واشد الرحال لاكمال دراستي العليا في ايران لاسمع وقع اقدامك في جامعة طهران وذكراك التي لازالت عالقة في الاذهان كالروض والحسان في ديار اصفهان . لن اكتب عن سيرتك فانت شيخ بغداد الذي تعجز الكلمات عن وصفك يعرفك القاصي والداني في مشارق الارض ومغاربها ولن اذكر مؤلفاتك لكون صحيفة الاهرام قد احصتها .اردت ان اراك واجلس قربك واتجاذب اطراف الحديث معك لاشكرك واقول لك اشتقت لرؤيتك فلم احظى بشرف التتلمذ على يديك بل حظيت بشرف قراءة كتبك فغصت في بحور افكارك وغرقت بين السطور والكلمات تلك الكلمات التي كانت ترسم لي ابتسامتك تواضعك علمك ودماثة خلقك لا تزال حاضرة في كتبك تلعب بافكاري وكانها تخاطبني لتفصح لي عن خفايا اسرارك و تعلمني باخبارك . بالامس القریب سبقني اليك الشاعر هادي الربيعي الذي ابّنك في اربعينيتك التي نظمتها جامعة اهل البيت في كربلاء المقدسة بمناسبة مرور 40 يوما على وفاتك بتاريخ 1-3-2009 بهذه الابيات اعيد كتابتها لعذوبتها ولطفاتها :

فيا رجـــلاً تُخَلِّده حــــروفٌ توهجَ في مواكــــبها الضياء
رفعتَ شراع نورك في بحارٍ على أمواجــــها ريح رخـاءُ
تبارك سعيك المشكــور فيها و خير الزاد في الدنيا العطاءُ

فكيف لا وانت علم العراق وشمعة لازالت تتوهج في الافاق لتبدد ظلام التخلف والجهل والنفاق فيا محفوظ العراق سيبقى اسمك محفوظا في ذاكرة العراقيين بين اهلك وطلبتك ومحبيك. لن ترد على رسالتي هذه لكنني اعلم الاجابة مسبقا وساسمعها منك قريبا في العالم الاخر عندما نلتقي معا لنكمل حديثنا هذا فموعدنا بات قريبا جدا قد يكون ساعة او ثواني حسب التوقيت الرباني (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [الحج: 47].( فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) المعارج/4 . فسلام عليك يوم ولدت و يوم مت ويوم تبعث حيا.



امير الكلابي

اكاديمي عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل