في زمن يخييم فيه على عالمنا الذي يسوده الصراعات وتضارب المصالح وحالة الغموض والتذبذب في اتخاذ المواقف الجريئة التي تعبر عن صحوة الضميرالانساني، اقدم الاستاذ الفاضل الدكتور كاظم حبيب على تخطي جدار الصمت وحالة التردد الذي يلازم مواقف البعض حيال ابشع جرائم العصر الا وهي عمليات الابادة الجماعية في مذابح الانفال السيئة الصيت وجرائم القصف الكيماوي ضد السكان الاكراد في مدينة حلبجة عام  1988والتي تعتبر بحق وصمة عار في جبين كل من يحاول التنصل من مهامه الانسانية ويغض الطرف عنها. ان ما قام بمبادرته الدكتور كاظم حبيب باطلاقه الدعوة الى " حملة من اجل الكشف عن مصير ضحايا الانفال في كردستان العراق" والقاء تلك المهمة على عاتق العرب في العراق وخارج العراق لكون تلك الجرائم نفذت باسم الدفاع عن "عروبة العراق ووحدتها" وباسم" القومية العربية"،  لهو صرخة مدوية لكل من يتعمد التهرب من واجبه الانساني او يحاول التنصل من المسؤولية التاريخية، ليس في العراق فحسب وانما في كل ارجاء الوطن العربي. ان ما زاد من معاناة الشعب الكردي بصورة عامة وعوائل ضحايا تلك الجرائم الوحشية كان ذلك  التعتيم الاعلامي والاهمال المتعمد من الرأي العام المحلي والاقليمي والعالمي لتلك الجرائم التي قل مثيلها في تاريخ البشرية ولاسباب سياسية حبيثة بعيدة كل البعد عن الادعاءات التي كانت تطلقها اصحاب القرارات في المحافل الدولية تحت يافطات حقوق الانسان ومقارعة الظلم والارهاب وسيادة العدل والسلام في العالم. ولقد كانت لمبادرة الاستاذ الفاضل كاظم حبيب استجابة سريعة من مجموعة خيرة من المثقفين والاساتذة العرب من العراق وبعض البلدان العربية اللذين ابدوا تأييدهم للحملة وكما قاموا ايضا بتقديم الاعتذار للشعب الكردي عن تلك الجرائم. ان هذا الموقف الانساني المشرف الذي سبق للمفكر الراحل هادي العلوي اتخاذه، ورغم كونه واجب انساني شريف يجدر بكل ذي ضمير حي ان يقوم به ليساهم في خلق مجتمع ينعم فيه كل انسان بحياة يسودها العدل والوئام ويقطع دابر الظلم والطغيان ويقارع الانظمة الشمولية واجهزتها الاستبدادية، لكنه في نفس الوقت مدعاة بالغ التقدير لما فيه من الاحساس بالمسؤولية التاريخية والواجب الانساني النبيل. اننا وباسم منظمة مناهضة التطهير العرقي ضد الشعب الكردي  التي من صميم مهامها العمل على كشف مصير ضحايا الانفال في كردستان العراق وتعريف تلك الجرائم بالراي العام العالمي والمنظمات الدولية بغية ادانة مرتكبيها من اركان النظام العراقي وفي مقدمتهم الطاغية صدام وابن عمه المجرم علي حسن المجيد، نثمن مبادرة الاستاذ الدكتور كاظم حبيب عاليا ونوجه شكرنا وتقديرنا له و للسادة الاساتذة الافاضل اللذين ابدوا تأييدهم لدعوته وحذوا حذوه وفي مقدمتهم الدكتور منذر الفضل ونطالب كل الخيريين من امثالهم الى مشاركتهم ومساندة مواقفهم الانسانية خدمة للاخوة والسلام ونبذا للاحقاد والكراهية التي حاول النظام الدكتاتوري المجرم المشرف على نهايته اثارتها بين ابناء الشعبين العربي والكردي في العراق.                                                                                   

صلاح كرميان

عن اللجنة المؤقتة

لمنظمة مناهضة التطهير العرقي ضد الشعب الكردي

15/10/2002