الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتقام الكرد: مستقبل كردستان في نبوءة الانجيل

نعمت شريف

2013 / 1 / 26
القضية الكردية


الجيوبولوتيكا ونبوءات الانجيل

لايمثل سي بي بلوك رأي كرستيان بوست (ولا يمثل راي المترجم ايضا)، ولذلك تمثل الاراء المنشورة بالضرورة اراء كتابها فقط.


21 كانون الثاني 2013

أنتقام الكرد: مستقبل كردستان في نبوءة الانجيل
بقلم: جيرمي ستيفنز
ترجمة: نعمت شريف

لقد اهمل الكرد في التاريخ المرة تلو المرة. الكرد هم من اقرب الشعوب الى الايرانيين، ويعيشون عادة في ظل اولاد عمومتهم الفرس. يمركل فرد ذو اخوة واخوات بتجارب توتر له اعصابه احيانا لكونه اقل لمعانا من قريب اكثر ذكاءا منه او يتمتع بنجاح رياضي اكبر منه. فعلى المستوى القومي، لقد عاني الكرد من هذه الظاهرة جنبا الى جنب جيرانهم في الشرق الاوسط ربما على درجة تعادل ما عانى منه جورج اوباما وليري جوردن. من؟ بالضبط.

افل قمر اجداد الكرد القدامى (المعروفون بالميديين) مع بزوغ شمس جارتهم الامبراطورية الفارسية. وفي ايام الفتوحات الاسلامية، اخضع الكرد من قبل جيرانهم الاكثر عددا من السلالات العربية والتركية. كان الكرد في عصرهم الذهبي ، ولكن الزحف المغولي سرعان ما ازال مجدهم حيث تبعه قرون من الحكم التركي والفارسي.

كان للكرد بريق امل بعد الحرب العالمية الاولى لكي يحصلوا على وطن لهم على انقاض الدولة العثمانية. ولكن خابت امالهم عندما الحق معظم كردستان ليصبح جزءا من دولة العراق العربية المستقلة في اعوام العشرينات من القرن العشرين.

لقد وصل اضطهادهم ذروته في العراق العربي، وبشكل خاص في عهد صدام حسين. انتفاضات واضطهاد وبضمنه القتل الجماعي للكرد الذي ميز تجربتهم بشكل خاص ابان حكم حزب البعث. ومنذ تدخل الولايات المتحدة عام 2003، جرب الكرد بشكل واضح وقوى نوعا من الحكم الذاتي في مناطقهم الجبلية في شمال العراق. ولكن يبقى هذا بعيدا كل البعد من ان يكون بشكل رسمي.

واليوم يمثل الكرد اكبر قومية بدون دولة حيث يبلغ تعدادهم ما يقرب من 27 مليون نسمة(1) يتوزعون عبر مساحات شاسعة تدعى كردستان والتي تشمل اجزاءا من تركيا وايران وسوريا والعراق. تصد الحكومتان التركية والايرانية اي جهد دولي لتحقيق الحكم الذاتي الكردي لخوفهما من ان يفقدا مساحات من اراضيهما الى دولة جديدة. تسمح الحكومة العراقية بالحكم الذاتي، ولكنها ايضا تخشى ان تفقد ثلثا من اراضيها. ومع المعضلة النووية الايرانية، والمطالبة الفلسطينية بألاستقلال، وفوضى الربيع العربي، تلاقي نداءات الاستقلال للكرد اذانا صماءا. ورغم هذا يبدو من وجهة نظر الانجيل ان لله خطة للشعب الكردي.

ان الله يحب المقهورين، وباستمرار نجد في معظم الكتاب المقدس قصصا مكررة عن الضعفاء والاضداد ينتصر الاصغر عددا. فمن داوود ضد جالوت والى غزوات الاسرائيليين ضد الكنعانيين، سمح الله لشعبه بالانتصارعلى اعداء اعظم قوة.

حدود دولة كردستان المقترحة

لقد امن الله اليهود من العبودية في مصر. لقد رفع الله يوسف من عبد الى ثاني حاكم في مصر من ناحية القوة، وانه حتى سخر فتاة يهودية صغيرة لانقاذ شعبه حسب سفر أستير.

في المستقبل سيظهر الله ضعيفا آخر-الكرد، حيث يشرح سفر ارميا ان الكرد يمثلون جزءا متكاملا في تدمير بابل في المستقبل.

كما لم يعر احد اي اهتمام للكرد في التاريخ، لم يعر احد اي اهتمام للفقرات الخاصة بتدمير بابل ايضا. في الوقت الذي يزعم البعض انه قد تم تدمير بابل، يدعي آخرون ان بابل الذي وصفه سفر رؤيا ارميا لا بد انه كناية عن قوة عظمى اخرى في المستقبل. في مقالي السابق عن بابل شرحت كيف ان هذين التفسيرين لايمكن ان يكونا صحيحين.

وحسب التفسير الحرفي للنصوص المقدسة، ان مدينة بابل حقيقية وسوف تظهر في ميسوبوتاميا مرة اخرى. انه من الصعب تخيل قوة اقتصادية عظمى في الشرق الاوسط في الاجواء الجيوبوليتيكية المعاصرة. وكذلك انه كان من الصعب الاعتقاد بان دولة يهودية كان من الممكن قيامها عام 1948.

بعث وتدمير بابل

يصف كلا من سفر اشعياء 13 وسفر إرميا 50 و51 السقوط الكامل لبابل في وقت ما في المستقبل. ويضيف يوحنا في سفر رؤيا أرميا الكثير من التفاصيل. ستحرق المدينة عن بكرة ابيها، ويقتل سكانها، وتصبح ارض بابل، بمحاذاة نهرالفرات، قاحلة قد استنفذت قواها، وسوف لن يسكنها احد مرة اخرى. ولقد تركت هذه القصة مهملة لسبب ما حتى في كتب قصص الانجيل للاطفال.

لم تعاني مدينة بابل القديمة دمارا ومأساة كهذه قط. لايزل الناس يعيشون في وحوالي مدينة بابل اليوم (العراق). ولهذا فأن هذه النبوءة لم تحدث بعد، ولا بد ان تظهر في المستقبل. ستملأ قوة عظمى شرق اوسطية الفراغ في القوى في مستقبل هذه المنطقة التي تمزقها الحروب.

الميديون

وهناك موضوع آخر لا يتطرق اليه احد عادة وهو من هم الذين سيهاجمون بابل، ويشرحه أشعياء كما يلي: "هأَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ، وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ، فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ، ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ." (أشعياء 13: 17-18)


يعطي اشعياء اسم المهاجمين في الاية 17! كان الميديون امبراطورية قديمة جاؤوا من غرب ايران ومناطق شمال العراق (كردستان المعاصرة). كسب الميديون شهرتهم من اسقاطهم للامبراطورية الاشورية العظيمة. وبمرور الزمن تحالفوا مع الفرس الذين سيطروا عليهم لاحقا وجعلوهم جزءا من امبراطوريتهم.

قام الفرس بحملة على بابل في عام 539 ق.م. ولكن هذا كان انقلابا اكثر مما هوغزو حيث كان هناك القليل جدا من الحرب وسفك الدماء. استمر الفرس في استخدام بابل كعاصمة اقليمية لهم، ولم تكن هناك سلب ونهب ولا حريق او تدمير شامل، وسيقوم بذلك مجموعة بشرية واحدة – الميديون.

ويصف ارميا ايضا الميديين بأنهم سيقودون تحالفا من الامم ضد بابل في المستقبل في الفصل 51. " سُنُّوا السِّهَامَ. أَعِدُّوا الأَتْرَاسَ. قَدْ أَيْقَظَ الرَّبُّ رُوحَ مُلُوكِ مَادِي، لأَنَّ قَصْدَهُ عَلَى بَابِلَ أَنْ يُهْلِكَهَا. لأَنَّهُ نَقْمَةُ الرَّبِّ، نَقْمَةُ هَيْكَلِهِ" (أرميا 51:11)

ويستمر ارميا في الاية 21، "" قَدِّسُوا عَلَيْهَا الشُّعُوبَ، مُلُوكَ مَادِي، وُلاَتَهَا وَكُلَّ حُكَّامِهَا وَكُلَّ أَرْضِ سُلْطَانِهَا، فَتَرْتَجِفَ الأَرْضُ وَتَتَوَجَّعَ، لأَنَّ أَفْكَارَ الرَّبِّ تَقُومُ عَلَى بَابِلَ، لِيَجْعَلَ أَرْضَ بَابِلَ خَرَابًا بِلاَ سَاكِنٍ" (ارميا 51: 28-29)

لم يذكر الفرس والرومان والعرب والترك ليقوموا بالهجوم، ولكن الميديين، وهذه معجزة ان الميديين القدماء استمروا كشعب في مناطقهم القديمة لما يربو على الالفين عام. يمكن ان يكون لهذه الحالة تفسير واحد فقط وهو انه لله خطة للميديين. ولكن هل ان الكرد المعاصرين هم في الحقيقة احفاد الميديين القدماء؟

العلاقة الكردية

الكرد مجموعة عرقية ثقاقية فريدة في الشرق الاوسط. ليسوا ساميين كالعرب وليس لهم اصول اسيوية كالترك. أنهم اقرب الى الايرانيين وكلاهما يتكلمان لغات هندو اوروبية. ان الكرد في معظمهم يعيشون في الريف ويعتمدون على انفسهم فالكرد شعب جبلي استمر على العيش في ظروف شاقة وتحمل الاضطهاد بأنسحابه بعيدا في المناطق الجبلية الوعرة في كردستان.

يرجع المؤرخون اصل الكرد المعاصرين الى الميديين القدماء في الشرق الاوسط، ولايزال الكرد يعيشون على الاراضي الميدية القديمة في الشرق الاوسط. هذا مهم لان الله عندما يقدم نبوءة عن شعب ما، على سبيل المثال، اسرائيل وبابل وبلاد فارس، تتعلق النبوءة بالارض ايضا بقدر ما تتعلق بالشعب.

يمثل اسرائيل اكثر الامثلة على التحقيق الجغرافي للنبوءات شيوعا. كان من الممكن ان يبارك الله اليهود باعطائهم وطنا في امريكا الجنوبية او اوروبا، ولكنه اختارهم ليعودوا الى اراضيهم في الشرق الاوسط والمذكورة في الانجيل.

سينزل الله اللعنة على ارض بابل (في الشرق الاوسط) في المستقبل. آسف لازعاج البعض، ولكن لان الولايات المتحدة ليست جزءا من الشرق الاوسط، ولهذا فأنها سوف لن تستطيع ان تكون القوة العظمى المسماة بابل في المستقبل.

تاريخيا، للكرد حجج قوية لادعائهم اصولا ميدية لانفسهم. لقد اطلق المؤرخ والمغامر الاغريقي زينفون على الكرد اسم الكاردوخيين او الكاردوجيين(2) وحسب قول المؤرخ الكردي د. جمال رشيد أحمد ان بدايات التاريخ الكردي تعود الى عصر الملك الميدي كيخسرو(3). وكذلك العالم البريطاني د. جي آر. درايفر يرجع الاصل الكردي كاملا الى الميديين القدماء(4).

يمر الكرد بفترة نهوض مسيحي، وهذا بلا شك يضيف الى اضطهادهم في الوقت الحاضر. يزعم 10% من الكرد بانهم مسيحيون، وهذه النسبة اعلى بكثير مما يمكن ان يدعي بها المسيحيون العرب والاتراك اوالفرس. أنه مهم هنا ان نتذكر انه بحلول عصر تدمير بابل، سيكون الاسلام دينا منسيا الى حد كبير. وفي نهاية الاضطرابات، سيكون هناك خياران دينيان فقط: المسيحية اوعبادة الشيطان(5).

سيمر الكرد وعدد لا يحصى من الشعوب والامم بفترة نهوض في عصر الاضطرابات.— وهذا سيدفع العديد منهم حيواتهم ثمنا لذلك.

أنتقام الكرد

عندما يكون الشئ مؤكدا – وعندما يحين الوقت لتحقيق وعد الله لتدمير بابل، سيطلق الله ضعيفا من المناطق الواقعة الى الشمال من بابل (ارميا: 3-50). سيلعب الكرد دورا مهما في تدمير بابل في المستقبل.

ورغم ان كردستان مستقلة لا تبدو وضاءة في المستقبل القريب، ولكنه يمكن ان يصبح خيارا حقيقيا في المستقبل البعيد. يصف كلا من اشعياء وارميا الكرد كمضيف عظيم يقود تحالفا من الامم. وهناك فقرات تنبؤية اخرى تشير الى ان الشرق الاوسط مقدم على تغيرات تاريخية مهمة.

ربما ستنقسم دول مثل تركيا وايران على نفسها بعد ان تحاول غزو اسرائيل (تجدها في حزقيال 38-39)(6) في الوقت الذي تصبح دول اخرى مثل بابل مهمة ومشهورة مرة اخرى. وأثناء خلط الاوراق والاضظرابات، يمكن ان تصبح كردستان دولة قومية مرة اخرى.

ترجمة: نعمت شريف
[email protected]

الحواشي والملاحظات:

1) ماهر أ. عزيز، كرد العراق: القومية العرقية والشخصية القومية في كردستان العراق، (لندن: توريس للدراسات الاكاديمية، 2011)، صفحة 46.
، صفحة 47 2) المصدر السابق
3) المصدر السابق، صفحة 48
، صفحة 49 4) المصدر السابق

5) تتضمن هذه الفقرة عددا من الافكار الخاطئة التي لا تستند الى شئ ولا يذكر الكاتب مصادره التي استقى معلوماته منها وهي كالاتي: 1) يزعم الكاتب ان 10% من الكرد بانهم مسيحيون، ولا يزعم الكرد ذلك حيث لم يذكر اية احصائية او تخمين او مصدر لهذه المعلومة. نعم هناك عدد من الكرد المسيحيين لايتجاوز عددهم 1% من نسمة الكرد، وليس ممن تنصروا بعد ان كانوا مسلمين. واما المسيحيون الاخرون في كردستان فهم من الكلدو-آشوريين. 2) واما قوله بان نسبة المسيحيين الكورد اعلى من مثيلاتها بين العرب والترك والفرس فغير صحيح اساسا رغم ان المجتمع الكردستاني يفتخر بالتسامح الديني والمذهبي الذي يتمتع به الاقليات الدينية والمذهبية في ظل حكومة الاقليم الفتية. 3) لا نعلم كيف يتنبأ الكاتب "بان الاسلام سيكون دينا منسيا" بغض النظر عن الفترة الزمنية التي سيستغرقه! كل المؤشرات تدل على ان الاسلام في تقدم مضطرد حتى يعتبره بعض علماء الغرب انفسهم ان الاسلام اسرع الاديان انتشارا وخاصة في الدول الغربية. (المترجم)

6) تشير بعض المصادر الغربية الى ان حزقيال (المولود في 622 ق.م.) هو ذوا لكفل في الاسلام او ما يقابله في شخصيته، ولذي الكفل مزار او مقام في منتصف المسافة بين النجف والحلة .(المترجم)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي