الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة .. المطالب والاهداف ..وما بينهما من خلاف

حسام الحداد

2013 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


مع دخولنا العام الثالث للثورة المصرية ، ومع التزامنا الحيدة والموضوعية فى مناقشة اوضاعنا سياسية كانت او اجتماعية اواقتصادية ، كان لزاما علينا اعادة قراءة ما تم انجازه حتى الان من ثورتنا وما تبقى من اهداف علينا انجازها . ولكن كما هى العادة بان تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن فنحن نعيش ايام عنف وانتكاسة لا مثيل لها فى الثورات العالمية حتى باتت بعض المفاهيم تحتاج الى مراجعة واعادة تدقيق من العاملين فى الحقل الثورى بداية وفى الحقل السياسى على مستوى العموم ، فرغم ان النخب السياسية المتصدرة للمشهد الثورى عاملة منذ امد بعيد فى السياسة والكثير منها يقوم بتدريس السياسة فى جامعات مصر وربما فى الجامعة الامريكية ايضا الا اننا نجدهم يفرغون الثورة من مضمونها بتبنيهم خطاب سياسى مهادن فى ظل حالة المد الثورى التى تشتعل بها الشوارع المصرية ، ونجدهم يقدمون طلبات سياسية وينادون بتحقيقها بدلا من رفع الاهداف الثورية والسعى الى انجازها كأن ثورة لم تقم ومن اجل هذا اثرنا على انفسنا مناقشة هذا الوضع مع القارئ العزيز علنا نعيد الوجود لدورته وان تتخذ الثورة مسارها الطبيعى .
بداية لا بدلنا من الاجابة على السؤال الجوهرى " ماهى الثورة ؟" وللاجابة على هذا السؤال نعتمد التعريف المعجمى حتى لا ننحاذ الى وجهة نظر ما ، ففى التعريف المعجمى نجد ان :
الثورة تغيير جوهرى فى أوضاع المجتمع لا تتبع فيه طرق دستورية ، والفرق بين الثورة ، وقلب نظام الحكم ، ان الثورة يقوم بها الشعب ، على حين ان قلب نظام الحكم يقوم به بعض رجال الدولة ، وثمة فرق أخر بين الامرين ، وهو ان هدف الثورة تغيير النظام السياسى الاجتماعى الاقتصادى ، وهدف الانقلاب مجرد اعادة توزيع السلطة السياسية بين هيئات الحكم المختلفة .
ومع ان نجاح الثورة يؤدى الى سقوط الدستور ، وانهيار نظام الحكم القائم ، فإنه لا يؤدى الى تبديل شخصية الدولة ، ولا إلى إلغاء التزاماتها الدولية .
والثورة مقابلة للتطور فهى سريعة وهو بطيئ وهى تحول مفاجئ وهو تبدل تدريجى .
وكل حركة تؤدى الى تغير جذرى فى المجتمع دون عنف او قهر فهى بمعنى ما ثورة . (1)
من خلال هذا التعريف القاموسى للثورة نجد ان معظم ممارسات القائمين على الحكم فى مصر من جماعة الاخوان المسلمين وحلفائهم من التيار المتأسلم يتعاملون مع الثورة المصرية بمفهوم الانقلاب على نظام الحكم وليس بمفهوم الثورة ويساعدهم على ذلك وجود معارضة مدجنة من وقت نظام مبارك هذه المعارضة ايضا تتعامل بنفس المفهوم مفهوم الانقلاب وليس الثورة فهمغاية ما يطمحون له هو تقسيم السلطة بينهم وبين الاخوان فى حكومة وبرلمان ودستور توافقى بغض النظر عن وجود ثورة حقيقة يتبناها الشباب الثورى فى شوارع مصر وحواريها فقد قام المجلس العسكرى بمساعدة الاخوان وجزء كبير من الاحزاب السياسية المعارضة التى كانت تعمل فى ظل حكم مبارك كل هؤلاء عمدوا الى تصفية الثورة من مضمونها وهو الغيير الجذرى للنظام السياسى والاقتصادى والاجتماعى . وفى الاونة الاخيرة ونحن ندخل العام الثالث للثورة المصرية تؤكد المعارضة المصرية على تفريغ الثورة من مضمونها :
اولا: بالمشاركة الغير مبررة فى الانتخابات البرلمانية قبل صياغة الدستور
ثانيا : المشاركة فى الانتخابات الرئاسية قبل صياغة الدستور
ثالثا : المشاركة ودعوة الجماهير بالمشاركة فى التصويت على الدستور المعيب
هذا ما حولنا بالفعل من حالة انجاز الثورة الى حالة من الممارسة السياسية العادية وان اتخذت فى بعض الاحوال اهمية ما ، وهذا ايضا ما يساهم بشكل ما او باخر فى تحولنا من حالة الثورة الى حالة الانقلاب على نظام الحكم كما يتضح من التعريف الذى قدمناه فى هذه الورقة . وفى بداية العام الثالث للثورة المصرية يصر الجميع الا ما رحم ربى من الشباب المتواجد فى الشوارع لانجاز ثورته فتصر الحكومة وجماعتها وتحالفاتها والمعارضة وعلى راسها جبهة الانقاذ على تفريغ الثورة من مضمونها فترفع جبهة الانقاذ مطالب للحكومة للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة وكان الثورة انجزت وتم التغيير المنشود التغيير الجذرى فى السياسة والاقتصاد وكأن لا احد يعلم من هذه الجبهة الموقرة ان الثورة ليس لها مطالب بل يكون لها اهداف تنجز او تسعى الجماهير الى انجازها ام المطالب سياسية بها اخذ ورد وبها حوار ومن الممكن نتفق حولها او نختلف ان نحقق جزء منها او نحققها على مراحل وهنا نكون دخلنا الى حالة التطور المقابلة للثورة اماالثورة شيئ مختلف تماما عن ممارسات السياسة . فهل ان لنا ان نصحح مسار ثورتنا وان نعيدها مرة اخرى للطريق الصحيح الثورى وان نقوم على انجاز اهدافها المتمثلة فى الشعار العبقرى الذى رفعته الجماهير منذ يناير 2011 وحتى الان " عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية " لان هذا الشعار لن يتحقق فى الواقع الا بالاستمرار فى الثورة والتأكيد على انجاز اهدافها والبعد عن الممارسة السياسية التى تؤدى بنا فى النهاية الى موت الثورة وتفريغها من مضمونها الثورى .
حسام الحداد
27/01/2013
***
1- المعجم الفلسفى – جميل صليبا –ج 1 ص 381








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف