الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر..وماذا بعد؟

محمد نبيل الشيمي

2013 / 1 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لا شك أن الاختلاف بين الناس أمر طبيعي ولذا فان هناك من يعرف الاختلاف ,,بأنه مطلق المغايرة في القول والرأي أو الموقف,,وهذا يعني أن لكل منا فكره ورأيه الذي يميزه عن غيره ومن ثم فان ليس من حق كائن من كان أن يحتكر المعرفة والحقيقة وينكر علي غيره حق الاختيار...ما يحدث في مصر الآن ليس خلافا ولا اختلافا ولكنه فجور وافتراء بين فصيلين أحدهما في السلطة والآخر في المعارضة..الفصيلان لم يلتزما الموضوعية التي توجبها آداب الاختلاف والحوار..وكل منهما يطعن في الآخر ويعمل علي تحقيره بل ووصمه بالخيانة أحيانا ...وبموضوعية صادقة فأني أري فيما يحدث رائحة ميول شخصية وشللية بغيضة وزرعا للتنابذ والكراهية ويسير علي هذا النهج كتابا ومفكرين ومثقفين ومنهم من ينحازا لي جانب السلطة بالرغم من أخطائها غير الخافية علي أحد ويقوم هذا الفصيل بمهاجمة المعارضة واستخدام ألفاظ تستخف وتزدري وتتهم وتدين وتحرض ولا يمكن تبرئة هؤلاء من دوافع ذاتية لديهم أو اندفاعهم تحت ما يمكن أن نطلق عليه الالتزام الممنهج الذي تربي عليه من يسير في صف تيارات الإسلام السياسي..وفي المقابل من يسير في صف المعارضة لا يتوقفون عن اتهام الفصيل الحاكم بالاستبداد ومحاولة أخونة الدولة وربما من واقع مانراه الآن يكون بعضا من هذه الاتهامات صحيحا خاصة وأن النظام يعمل بدأب علي التمكن من مفاصل أجهزة الدولة ومؤسساتها الخدمية بل والثقافية كل هذا يحدث والوطن يعيش حالة غير مسبوقة من الانقسام والتشرذم والانفلات الأمني وتردي الحالة الاقتصادية مع تعنت من جانب النظام علي فرض رؤيته في إدارة شئون البلاد بدون توافق كما هو الحال في تشكيل الجمعية التأسيسية والإعلان الدستوري إلي غير ذلك من قرارات تم إصدارها بدون توافق وغيرها من قرارات تصدر ثم تلغي بعدها بقليل...وهكذا تدخل مصر نفقا مظلما وأصبح كل يوم يمر وتزيد معه حالة الانشقاق بل وصل بنا الأمر إلي الاقتتال بين أبناء الوطن..نعيش الآن في حالة غابت فيها قيم الحوار العقلاني... نحن الآن نعيش مرحلة فارقة الكل فيها مخطئ..والوطن والأجيال القادمة هم من سيتحمل الخسارة وكل يوم يمر بدون توافق يعني المزيد من التدهور علي كافة الصعد..وهنا كيف نحلحل الأزمة؟
1-بدء حوار جدي يجمع بين كل فصائل وألوان الطيف السياسي علي أساس جدول أعمال محدد يناقش كافة القضايا الخلافية التي تمثل الجانب الأهم في ظاهرة الاختلاف الحالية وأخص في ذلك إعادة النظر في المواد الخلافية في الدستور والعمل علي تشكيل حكومة موسعة تضم كافة ألوان الطيف السياسي وغير ذلك من مطالب مشروعة.
2-أن يفصل تماما بين دور الإخوان المسلمون وبين أجهزة الدولة..ويمنع تماما توغل الحركة في أدارة الشأن العام بما في ذلك توقف كوادر الحركة عن ابداء الرأي فيما يتعلق بكل ما يخص السلطة التنفيذية.
3-توقف الحكومة عن الدفع بكوادر الحركة الي مفاصل الدولة وتبقي عملية تعيين المسئولين علي أساس الكفاءة والنزاهة وليس علي أساس الانتماء العقيدي .
4-الابتعاد تماما عن استخدام قضية الطائفية من قبل التيار الاسلامي فلا شك من أن الزج بالدين والعرق في الصراع الحالي قد يشعل ويثير مشاكل من الصعب حلها.
5-أن يعلن قادة المعارضة ومعهم تيارات الاسلام السياسي نبذهما الكامل لكل مظاهر العنف بل والاتفاق علي تجريم ومعاقبة كل من يحمل سلاحا يهدد به المواطنين أو يستخدمه في هدم الممتلكات العامة والخاصة.
6- أن يعلن رئيس الجمهورية عن احترامه لقوي المعارضة واعتبارها جزءا أصيلا من الحركة الوطنية المصرية.
7-أن يعلن قادة المعارضة أنهم يحترمون الشرعية وينفون نفيا قاطعا ماتردد عن فقدان الرئيس لشرعية بقائه في الحكم.
8-أن يعلن قادة المعارضة أنهم لا يرغبون في الحكم وأنهم يؤيدون استكمال الرئيس لفترة حكمه..بل وأزيد علي ذلك تعهدهم بألا يرشح أحدا منهم نفسه لو طرأت مستجدات تدفع بالبلاد لانتخابات جديدة وهذا من شأنه إثبات حسن النوايا من جانب المعارضة وتطمئن الفصيل الآخر بأن لا صراع علي السلطة ولا نية لدي المعارضة لإسقاط الشرعية.
9-الاتفاق علي ميثاق أخلاقي لمنع التلاسن والتنابذ بين الفرقاء سواء علي مستوي الإعلام المرئي أو المكتوب.
10- تحرير دور العبادة من الدعوة لتيار بعينه .
11-أن يدعو قادة المعارضة وفصائل الاسلام السياسي كوادرهم بالتوقف عن التظاهر وعدم النزول الي الشوارع والميادين ولو لفترة ربما تكون كافية لتصفية الخلافات وتقريب وجهات النظر بين كافة قوي العمل الوطني.
...هذه رؤية أسوقها علي ضوء رؤيتي للوضع المأساوي الذي يمر به الوطن..لم يعد أمامنا من الوقت ...كرة النار تتدحرج ونحن نزدها اشتعالا...الكل معارضة وموالاة ستطاله النيران ويومها لن يجدي الندم ...الوطن مفتوح علي كل الاحتمالات...وهناك من يتربص ..وهناك من تسعده حالة التمزق التي نحن عليها الآن..وأذكر الحاكم ورجال المعارضة بجزء من خطبة الخليفة الراشد أبو بكر الصديق بعد توليه أمر الخلافة,,فكروا يا عباد الله فيمن كان قبلكم..أين كانوا بالأمس؟ وأين هم اليوم؟!أين الجبارون الذين كان لهم ذكر القتال والغلبة ومواطن الحروب؟قد تضعضع بهم الدهر وصاروا رميما..أين الملوك الذين أثاروا الأرض وعمروها,قد بعدوا ونسي ذكرهم وصاروا كلا لا شيء..وصار ما فرطوا فيه حسرة عليهم..هذه رسالة الي رئيس مصر وجماعته والي كل فصائل المعارضة..اتقوا الله في مصر وشعب مصر ..اللهم أني قد جئت برأي أبتغي وجهك الكريم وحبا في وطني العزيز..اللهم فاشهد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا