الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة ورجل وثلاثة أطفال

فواز قادري

2013 / 2 / 2
الادب والفن


ماذا فعل هذا الجزّار بالسوريين؟ مآس من كل شكل ولون، من القتل بكل وسائل القتل، أرحمها، تلك التي يستطيع أهل الشهداء التعرف على جثث أبنائهم. آخر هذه القصص وليس آخرها، قصّة رواها أحد الثوار المشاركين باقتحام فرع الأمن العسكري في دير الزور، في البدء ظننْتها مثل مثيلاتها من القصص التي تجرح القلب وتدمي الروح، ولكن ما أن عرفتُ التفاصيل التي ليس فيها قتل وذبح على أيدي شبّيحة النظام وعصاباته، مثل الكثير من القصص التي نراها يوميّاً، بل فيها حالة إطلق سراح امرأة مع أولادها الثلاثة، التفاصيل التي لم أستطع الفكاك منها وعدم التفكير فيها!
في الفيديو، لفتت انتباهي لقطة لمرأة مع أولادها الثلاثة وهي تخرج برفقة الثوار من فرع الأمن السياسي، لم تكن الصورة مستغربة، فلطالما عذّب وسجن وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وحوش هذا النظام، كانت الصورة تدعو للفرح في بادئ الأمر، الأمر فيه إطلاق سراح أطفال وامرأة ومجموعة من المعتقلين، ولكن ما أن اتضحت الصورة على حسب ما روى صديقنا الذي شارك في الاقتحام، وكان لا يُخفي تأثّره على مصير الأطفال، حتى شعرتُ بحالة حزن مضاعفة لم أعهدها من قبل: "المرأة والرجل كانا من المخبرين الذين يتعاملون مع هذا الجهاز الأمني والذين قدّموا الكثير من المعلومات التي كانت سبباً بإعدام واعتقال خيرة شباب الثورة، حين هرب عناصر الأمن بعد أن نجح الثوار في السّيطرة على الفرع، تركوا كلابهم وراءهم"
عليكم أن تتصوّرا أحد أشكال مآسينا مع هذا النظام، وهي كثيرة وكثيرة جداً. كلّ أملي أن يكون الثوّار رحيمين بالأبوين من أجل الأطفال! ويخضعونهما إلى محاكمة عادلة ورحيمة! ثلاثة أطفال أبرياء سيدفعون ثمن جريمة أبوين... إلى آخر العمر: الكبير في الصف السادس وبنت في الصف الثالث وطفل في شهره الرابع.

كيف سنعدد لكَ أشكال مآسينا أيها العالم؟ هل سيموت الموت يا إلهي؟ اجعل له روحاً كي يموت، واجعل له قلباً لينفطر واجعل للرحمة أجنحة لأدلّها على طريق القلوب.

خجل

لم يسبق لي أن شعرتُ بالخجل من نفسي، مثلما أشعر بالخجل هذه الأيام!
أخجل حين تحدّثني صديقة كاتبة، تعيش في الداخل، وتكتب باسمها الصّريح عن وللثورة وبدون خوف! أخجل حين يودّعني شاب ويقول: لن أخرج من هذه المدينة المحاصرة إلا جثّة وقد تكون هذه آخر مرّة أكتب معك فيها! حين يسافر صديق آخر، من دمشق إلى هذه المدينة المحاصرة، كي يطمئنّ على ماتبقى فيها من الأهل والأصدقاء، أخجل. حين تبكي صديقة على الهاتف بعد أن قدّمت كلّ ما تستطيع، من أجل أهلنا في الداخل وفي الخارج، تبكي لأنّها لا تستطيع تقديم المزيد.. أبكي معها وأخجل. أخجل من صديقة تعيش في الداخل وتهرب بروحها من مكان إلى مكان، أخجل حين أسمع صوتها على الهاتف، مع رنين ضحكتها: لا تقلقْ علينا نحن صامدون، أخجل وأنا أرى السماء، رغم الغيوم، بكامل زرقتها. حين تتماسك سعاد وهي تمسح دموعي كلّ يوم وتخفي دمعتها، أخجل وتخجل معي القصيدة.

شاعر يحتفي بشاعر
ولأنّه هو، ولأنّ قصيدته هي! أحتفي بالشاعر الذي لم ينس ذلك الحلم! ولأنني مازلتُ على حلم أن تكون سورية كما حلمتُ دائماً!


إلى فرج بيرقدار.

ماذا أقول يا صديقي؟
كلّما فاق رمح بين جرحكَ وقلبي
طارت الحمامات بعيداً عن عشّاقها.
**
من دعا هذا الجحيم إلينا يا فرج؟
عامان كافيان
لكي تتعافى الحياة من أوزارها
أغنية واحدة تكفي سرب العصافير
غيمة فائضة عن حاجة السماء
حفنة من حنطة الأحلام
عجلة يركبها صبيّ أعرج.
هذياني هذا الذي تسمع
عن وطن يتقلّب في مقلاة الزمان
أفْلي قلب أغنيتي
من دموع حزننا الفصيحة
حتى لايعثر دم الأحباب في الجريان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه