الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان حول نتائج الانتخابات النيابية

الحزب الشيوعي الاردني

2013 / 2 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لقد انتهت الانتخابات البرلمانية للدورة السابعة عشرة، حيث اسفرت عن مجلس نيابي مخيب لآمال وتطلعات جماهير شعبنا التواقة لأحداث تغيير في بنية الحياة السياسية.

ان حزبنا الشيوعي الأردني لم يفاجأ بنتائج هذه الانتخابات على اعتبار انها حصيلة قانون انتخابي يكرس هذه الحالة.

ولعل المرتكز الاساسي لهذه الانتخابات هو تمترس الحكومة، واستجابة منها لقوى الشد العكسي، على قانون الصوت الواحد الذي رفضه شعبنا رفضاً قاطعاً.

وأثبت هذا القانون سوء مخرجاته من خلال النتائج النهائية التي أقرتها الهيئة المستقلة، تلك النتائج التي حملت رموز الفساد، والملطخة ايديهم بالتغول والتعدي على لقمة عيش الجماهير الكادحة، الى قبة برلمان تشريعي الاساس فيه الدفاع عن الفئات الشعبية المسحوقة . وساهم هذا القانون في تكريس حالة نائب الخدمات. ونائب العشيرة بدل الوصول الى نائب وطن.

ورغم الحالة التجميلية في قانون الانتخاب من خلال القوائم الوطنية التي لم تأخذ حجمها الحقيقي في القانون، فقد استمر انعكاس معطيات قانون الصوت الواحد والتجمعات العشائرية التي كرسها ذلك القانون الى حرمان هذه القوائم من دورها وبما تحمله من برامج وطنية في تمثيل جماهير شعبنا.

والمرتكز الاساسي الثاني الذي احتكمت اليه العملية الانتخابية هو المال السياسي الذي لعب دوراً كبيراً ومؤثراً في تلك النتائج، ولكون هذا المال السياسي هو ركيزة مترسخة وتفشي نظام الفساد واستشراء المفسدين فان المحاولات التي بذلت من قبل الهيئة المستقلة لم تنجح في كبح جماح هذا التغول الكبير الذي استغل الحالة الاقتصادية والمعاشية لدى فقراء ابناء الشعب.

ان هذه الانتخابات وما رافقها من تجاوزات وتلاعب وانتهاكات لمبادئ الدستور في العديد من المناطق الانتخابية قد أدت الى انتشار الاتهامات والتشكيك في مجريات تلك الانتخابات ولعل ارتباك الهيئة المستقلة وترددها وتباين اعلاناتها للنتائج خير دليل على ذلك، ومما يؤكد على فشل الحكومة في انجاز مهمتها المناطة بها.

لقد جاءت هذه النتائج المخيبة لآمال شعبنا الذي راهن على ان تكون هذه الانتخابات مرحلة جديدة لاعادة عجلة الاصلاحات السياسية والاقتصادية الى مسارها المطلوب فكان تدخل الجهات العشائرية المدعومهة من قوى الشد العكسي والمتضررين من التوجه لتطبيق الاصلاحات، فافتعلت وكرست الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية والانتماء الوطني العام، وظهر اثر ذلك بوضوح في الهجمة العشائرية على "القوائم الوطنية" مما افرغها من مضمونها ووضع برامج سياسية لمعالجة الحالة السياسية والاقتصادية المتردية والتي تزداد عمقاً يوماً اثر يوم.

ومما زاد الطين بلة ان حكومة عبد الله النسور، قد ساهمت من خلال اجراءاتها التجويعية في رفع الدعم عن المحروقات ورفع الاسعار والتوجه لرفع اسعار المياه والكهرباء قد ساهمت فعلاً في تعميق الأزمة في البلاد، استجابة منها وتعهداً منها لوصفات ووصايا صندوق النقد والبنك الدوليين.

ان هذه الانتخابات ونتائجها وما حملته من آثار سلبية ، قد عمقت الأزمة التي تعيشها البلاد وتقودها من جديد في وضع اتجاه اسوأ حالاً ويؤكد على ان المجلس النيابي القادم السابع عشر ليس بمقدوره ان يكون المؤسسة التشريعية القادرة على وضع الحلول ورسم المعالجات لحالة البلاد المتردية.

من هنا يرى حزبنا الشيوعي بأن هذه النتائج قد وضعت البلاد في حالة يتعذر منها قولاً وعملاً استمرار الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي هي مطلب جماهيري واسع. ولعل ردة فعل هذه الجماهير لتلك النتائج شديدة الوضوح من خلال المسيرات والاعتصامات والاحتجاجات العديدة التي وصلت الى حد التعدي على المؤسسات العامة.

ويؤكد حزبنا ان الخلاص من هذه الحالة التي رسمتها هذه النتائج تكمن في تلبية المطالب الشعبية بايجاد قانون انتخابي جديد توافقي لغالبية ابناء شعبنا، ويفرز انتخابات نيابية جديدة ومجلس نيابي قادرعلى ممارسة دوره التشريعي.

ان حزبنا يناشد كافة الاحزاب والقوى الوطنية والحراكات الشعبية بكافة اطيافها السياسية النضال المتواصل والمثابر من اجل قانون انتخابي يحظى برضى الجماهير الشعبية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر