الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية حول مفاوضات ايمرالي

آزاد آميدي

2013 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


رؤية حول مفاوضات ايمرالي
بسبب تراكم جبال من عدم الثقة بين الشعب الكوردي في تركيا والحكومات التركية التي تعاقبت على سدة الحكم , سواء كانت تلك الحكومات علمانية او دينية او عسكرتارية او شوفينية عنصرية او تحت اية شعار كانت , وخلال فترة زمنية جاوزت القرن الواحد, ففي تلك الحقبة من التأريخ وبألتحديد في نهاية حكم السلطنة العثمانية , التي كانت على وشك السقوط على ايدي الانكليز والفرنسيين في الحرب العالمية الاولى, , حدثت العديد من الانتفاضات وحركات التحرر القومية مطالبة بألحقوق المشروعة للشعب الكوردي في تركيا , الذي يتجاوز تعداده 25 مليون نسمة حسب بعض الاحصائيات الغير رسمية , ولكن كل هذه الانتفاضات والحركات والمطاليب كانت تجابه بقسوة ووحشية لامثيل لها من قبل الحكومات التركية , بألرغم من الخدمات السخية التي قدمها الكورد الى العثمانيين والكماليين على حد سواء, تارة بأسم الوحة الوطنية وتارة بأسم الدين الواحد واخرى بأسم مقاومة الاجنبي والمحتل الكافر وطرده من البلاد.
ولكن في المقابل كانت دائما للكماليين مواقف انتهازية وشوفينية تجاه المطاليب المشروعة للشعب الكوردي , فقد قدم الكماليون الكثير من الوعود المغرية للكورد في بداية حركتهم اي الحركة الكمالية , وخاصة عندما كانوا بحاجة الى الدعم الكوردي لمقاومة اعدائهم المحليين والاجانب , ولكن سرعان ما كانوا يكشفون عن وجههم القبيح والبشع بعد اولى الانتصارات على المحتلين وغيرهم من الاعداء... من خلال النكث بوعودهم.......
لذلك وبسبب السرد التأريخي المختصرالذي اشرنا له, فأن اي محاولة من قبل الحكومة التركية لحل المشكلة الكوردية في تركيا , بأعتقادي لن تكون الا مناورة سياسية لكسب بعض الوقت او بعض المصالح , لحين تهيئة الظروف المناسبة للانقضاض على نفس المحاولة وتكون نتيجتها زج المئات من ابناء الشعب الكوردي في غياهب السجون وممارسة ابشع انواع التعذيب ضدهم .للاسف هذا ما عودنا عليه التأريخ الاسود للعلاقة بين الشعبين الكوردي والتركي.
والان بعد ان اضطرت تركيا تحت وطأة الظروف الدولية والاقليمية والداخلية لفتح باب المفاوضات مرة اخرى بينها وبين الحزب العمال الكوردستاني , فلا اعتقد ان القادة الاتراك جادين في مسعاهم لايجاد حل للمشكلة الكوردية في البلد بصيغة ترضي الطرفين دون الاذلال والركوع من طرف على حساب طرف اخر , لأن العقلية العنصرية التي تربى عليها الاتراك تجاه القوميات الغير تركية مثل الكورد التي تعتبر القومية الثانية في البلد وقوميات واقليات اخرى يزيد عددها عن 32 قومية واقلية مثل الارمن والآذريين واليونانيين وغيرهم اصبحت ثقافة سائدة ومنظومة فكرية للشعب التركي, لاتسمح لهم وتستنكف الاعتراف بأن هناك شعوب اخرى من غير العنصر التركي يعيشون في البلد وقانونا لهم نفس حقوق التركي.
لذلك فأن المفاوضات الحالية والجارية بين الحكومة التركية والحزب العمالي الكوردستاني والذي يمثل الاخير قائد الحزب المسجون منذ 13 سنة في سجن بجزيرة ايمرالي التركية , اتمنى ان اكون مخطئا ولكن بأعتقادي من الصعب جدا ايجاد حلول ناجعة بحيث ترضي الطرفين كما اسلفنا , ومن ناحية اخرى ان هذه المفاوضات ليست قانونية بألرغم من انني لست قانونيا ولا اعرف الكثير عن القانون وخاصة في حالة عبدلله اوجلان, هذا مجرد رأي , يجوز ان يكون للقانونيين رأي اخر.
يمكن تلخبص اسباب عدم قانونية هذه المفاوضات الى النقاط التالية :
اولا- بسبب الفترة الزمنية الطويلة التي قضاها السيد اوجلان في السجن يمكن قد فقد حماسته وتمسكه بألمبادئ التي ناضل من اجلها وقدم المئات من مناصريه ارواحهم من اجل تلك المبادئ والاهداف.
ثانيا- من المعروف ان المفاوضات بين طرفين هي لعبة سياسة بحتة , وتستند الى مواقف ومصالح سياسية واقتصادية معينة, فكل طرف يحاول ان يجبر الطرف الاخر لابداء بعض التنازلات وتقليص سقف المطاليب للطرف الاخر , لهذا لا ارى ان السيد اوجلان مهيأ نفسيا ومعنويا لاجراء هذه المفاوضات على موضوع مهم يشمل حقوق الملايين من البشر.
ثالثا- اذا كانت الحكومة التركية صادقة في مسعاها لمنح كوردها بعص الحقوق القومية او الثقافية , انا اؤيد الكاتب الجليل الاستاذ ( امين يونس ) ان على قادة تركيا التفاوض مع قادة حزب العمال الكوردستاني الموجودين في جبال القنديل داخل اقليم كوردستان – العراق ,اويمثل حزب السلام والديمقراطية الكوردي التركي والذي يعتبر الجناح السياسي لحزب العمال الكوردستاني في هذه المفاوضات ,لأنه من غير المعقول اجراء مفاوضات بهذا الحجم بين مسجون واسيرمكبل اليدين وبين حكومة تملك كل مقومات القوة ويدها على الزناد.
رابعا- على الارض الجانب التركي لم يبدي اية مبادرة حسن نية تجاه حل المشكلة الكوردية بألطرق السلمية, فمن جانب انها اي الحكومة التركية ترسل الوفود الى جزيرة ايمرالي للتفاوض ومن جانب اخر ترسل طائراتها الحربية لقصف مواقع حزب العمال الكوردستاني في جبال قنديل , وايضا تجند المرتزقة والمنظمات الارهابية لقتل انصارحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الذي يعتبر الحزب المذكور الجناح العسكري لحزب العمال الكوردستاني التركي في سوريا, ناهيك عن قتل النشطاء السياسيين الكورد في اوروبا على يد الجواسيس وعناصر من الاستخبارات – الميت المنتشرين في العالم .
وحتى اذا كانت تركيا جادة في مسعاها لايجاد حل لهذه القضية الشائكة , فبأعتقادي سوف تواجه الكثير من العراقيل والتعرجات الصعبة , بسبب تقاطع العلاقات والمصالح لعدد من دول المنطقة مع هذه المسألة .
وهناك رأي اخر حول هذا الموضوع , من المحتمل ان تسعى تركيا للتقليل من او ايقاف العمليات العسكرية التي ينفذها مقاتلي حزب العمال الكوردستاني داخل الاراضي التركية والتى زادت وتيرتها وحدتها في الفترة الاخيرة, ولو بشكل مؤقت لاكتساب الوقت , والتفرغ للوضع السوري المعقد , لذلك ارى ان الباب مفتوح امام كل الاحتمالات وان السياسة فن استخدام المناورة كم يقال..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر