الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصراحة

شريف الغرينى

2013 / 2 / 8
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الثوار فى مصر يتمتعون بقدر كبير من الشعبوية وقلة الخبرة ،برغم نبل مقاصدهم والتى لا يختلف عليها أحد من راغبى التغيير الإيجابى، لقد ابتلاهم الله بقيادات ودعاة ومبشرين اكثر جهلا وغباء وأقل انتظاما وتنظيما من أى تشكيل عصابى محلى، حتى أنهم حتى هذه اللحظة يتصورون أن هتافهم الهزيل هو الذى أسقط مبارك، ومن بعده المجلس العسكرى، و بالتالى سيسقط الإخوان بمزيد من الهتاف السلمى، لقد انتهت الإحتفالية والكرنفال وسحب الرعاة الرسميون رعايتهم ودعمهم وتمويلهم بعد أن تم تنصيب الإخوان حكاما لمصر، وبالتالى لن يؤدى أى تكرار للحدث بنفس الطريقة إلى نفس النتيجة، بدون عنف مؤثر فيه منتصر ومهزوم أو سلمية ظاهرية مع وجود ترتيب خفى جيد و رعاة رسميين قادرين على التأثير فى موازين القوة ، لقد خسر الثوار بجهلهم كل كروت القوة المحلية القادرة على دعمهم وخسروا بجهلهم وضجيجهم تعاطف الكثير من جموع الشعب المصرى المتعاطف دائما مع لقمة عيشه وخسروا بتشكيكهم المستمر فى كل شىء، خبرات الأباء والمفكرين والسياسيين القدامى والمحدثين القادرين على عونهم بما لديهم من قدرة على تحليل المشكلة ووضع اساليب للخروج، ولكن من الذى يستطيع أن يقف فى وجه الثوار المقدسين اللذين لا يأتيهم الباطل من بين ايديهم ؟ أولئك اللذين لعبوا دور الكومبارس واعطوا غطاء وشرعية وفوضى سهلت للإخوان الإستيلاء على الحكم والنفاذ للواقع المصرى والتحكم فيه، سيظل الخوف والإحباط الوطنى والتخلف الشامل والفوضى العارمة وهزيمة الحلم وهزيمة الدولة المدنية وضياع ارثها، لعنات تحاصر كل من كان غطاء لإنقلاب الإخوان على مصر، نعم لم تكن ثورة بل انقلاب إخوانى على مصر، لو كان انقلاب على مبارك، فقد باركناه من البداية وشاركنا فبه أملا فى نظام جديد ، ولكن إعادة نفس النظام السابق يؤكد أنه كان فى ظاهره انقلاب على مبارك و لكنه فى واقعه، انقلاب على مصر كلها بماضيها وحاضرها ومستقبلها وعلى مشروعها الحضارى الذى بدأ منذ عهد محمد على ، فبعد أن كنا دولة كبيرة تعانى كغيرها من مشكلات الدول الكبرى من فساد إدارى، و يحكمها مبارك العسكرى القمعى الذى كان يظلم شعبه فى الخفاء ويتاجر هو ورجاله بثروته وينتوى توريث الحكم لأولاده، وبدلا من تغيير هذا النظام الفاسد جئنا برجال أشد فسادا عملوا منذ الوهلة الأولى على إنتاج نظام فاشل مموه كاذب ،أكثر قمعا وأشد تنكيلا ، هل سيأتى اليوم الذى يفهم فيه الثوار أن النوايا الحسنة وحدها لا تكفى لأقامة دولة ما بعد الثورة ، وأنه لو خلت من وعى وعلم وحيلة، فقد تستخدم لتأتى بنظام عنصرى متطرف، عاجز عن الأدارة ينظر لمن هو خارج السمع والطاعة و للمعارض على أنه كافر لا دية له ولا قيمة، لقد انتهى عصر الهتاف ووجب عليناأن نتعلم توظيفه فى مكانه ووقته، ضمن خطة متكاملة لإسقاط الحكم الفاشى والاستيلاء عليه وفى نفس الوقت تسيير أعمال البلاد بإدارة مؤقتة و وحكومة موازية و خطة بديلة تنتهى بالتغيير الذى تتمناه وترتضيه جموع الشعب المصرى، حتى لا نصبح كمن كانت لديه خيمة بالية يحتمى بها ثم يعرض عليه من يفككها بحجة بناء بيت حديث، فنبقى فى العراء نتجمد من البرد دون أن تلح فى الأفق أى تباشير لحدوث أى بناء ، أفيقوا يا سادة وتعلموا أيها الثورا ،فالوضع فى مصر اكثر من كارثى لم يعد يحتمل الجهل او المغامرة.. واستمروا فى ثورتكم و لكن تذكروا أنكم حتى الآن، ما بنيتم شيئا، ولا أنتم تركتم ما كان قائما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا