الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد على مقالة الكاتب / رزكار عقرواي / الكرد - بترو دولار*، وتأثيره السلبي على اليسار والديمقراطية في العراق

صباح محمد أمين

2013 / 2 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الأستاذ المحترم رزكار العقرواي
مقالك الكرد - بترو دولار*، وتأثيره السلبي على اليسار والديمقراطية في العراق
لم يثير حفيظتي بقدر اندفاعي لكتابة ردي هذا لتوضيح البعض من الحقائق ، وأنا على يقين أنها غير غائبة عن حفيضتك ، لذلك أسرعت بإنقاذ تلك الحقائق من الضمور والتستر بين خلايا تفكيرك النير. ، اضافة الى ذلك تبين لي ان حقيقة مقالك مبنية على ندبك وألمك لفشل القوى اليسارية في العراق من تحقيق النتائج الإيجابية بسبب اعتمادها على تلقي التمويل الكورد - الدولار !
بدأً من أوائل سطورك التي تشير الى أضعاف ، تفتيت، تشويه، إعاقة التنسيق ، والعمل المشترك ، فرض التبعية والولاء
وقبل الآخرة ابديك أوائل سؤالي الذي هو :
أي أضعاف ؟ ، أضعاف القوئ اليسارية والشيوعية ؟ التي ضمت قواها وتحالفت مع قوى الظلام في القائمة العراقية ؟ وتناسو الشخصيات والرموز اليسارية والديمقراطية في قطار الموت التي ذكراها المؤلم ندبناها قبل أيام ؟ وهل ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني وقائده مسعود البارزاني او الحزبين الكورديين دخل او شأن في ذلك الأضعاف والتشوه والعمل على التفتيت ؟
ثم هل ان صاحب المبدأ والعقيدة الراسخة يؤول للانحرافات ببضعة دولارات ، ان لم يكن هو أصلاً متردداً في حمل فكر ما ؟ ثم هل ان كان لدولار خزين لصرف لدى القوئ الكوردية وبالأخص الحزب الديمقراطي الكوردستاني عهدٌ كي تحالف اليسار بميثاق مشوؤم وفاشل مع حزب البعث في السبعينيات ؟ وهل ان فرض التبعية للحزبين الكورديين يوازن فرض التبعية الشيوعية التي اقتفاء مسيرتها لم تجني لحد يومنا هذا نعمة للبشرية وبسبب قادتها وبالأغلبية ، ويشرفني ان أخبرك عن تنظيمي لذلك الحزب أيام شبابي الذي لم يزدني سوئ التمنطق والبحث الغير المجدي
فعليك ان لاتوعز فشل القوى اليسارية الى الحزبين الكورديين ، بل عليك ان توعزه الى النفوذ الأمريكي وسقوط الاتحاد السوفيتي والتمويل الأمريكي لتلك القوى ، اضافة الى التشرذم والتفتت وإهمال دور الدين الذي يعتنقه كل الشعب ، بل احتقاره الذي من الصعب إقناع الجماهير البسيطة التي أصالتها ثقافة إسلامية بأمر واحد فقط هو عدم وجود الله بحيث ان من يعرف بشيوعي او يساري يقال له هذا ملحد ! اريد أسالك ؛ الم حتمية الفشل غير متوقعة لتلك الأسباب ؟ ام للحزبين الكورديين جناح وذنب بذلك !؟
أما شكك ان الحزبين الكورديين طورت الى برجوازية طفيلية مستبدة فهو في غير محله ، لانهما لازالا يبحثان عن الحرية الوطنية ويتأملان المزيد من الإنجازات لبنود مقرراتهما، وخير شاهد علئ ذلك الصراع مع قوئ المناهضة والضاربة للآمال الكورد ومع الجهات الغير المؤامنة حتى بالفدرالية
أما ذكرك للانتفاضة 1991 ودور الحزبين فيها ، فلم تكن كتابتك واضحة وإيصالك لمفهوم كان ضعيف، ولكني رغم ذلك اود ان أخبرك أننا الكورد نعلم ان تلك الانتفاضة كانت ملحمة تاريخية يقف الشعب إجلالا لها ، لانها وقفة بوجه النظام البائد الدموي الذي لم يتوان باستخدام كل ما لديه من الأسلحة المدمرة ضد كوردستان وأبنائها ، لكن وقف الشعب مدافعا عن حقوقه ومطالبا بحريته ، وقدم كوكبة من الشهداء على درب الحرية والتحرر ووحد الشعب الكوردي بالوقوف صفاً واحدا لضرب معاقل النظام الصدامي في كوردستان الى ان ابصر النور على مكتسبات تلك الانتفاضة التي تحققت ، وما عليهم اليوم الا الحفاظ علئ الإقليم وفاءً لدم الشهداء . كما ان الأوضاع التي كانت قبل 1991 والأوضاع الحالية مقارنة بسيطة تضعنا في رحم الحقيقة بنجاح القيادات الكوردية لتحقيق مطامح أبنائه ،
فالقيادة الكوردية الآن جاءت نتيجة رضاء الشعب الكوردي وصوتهم من خلال صناديق الانتخاب ولم تفرض قسرا بهيمنة الأمريكان والدول الإقليمية ، أما اتهامك للحزبين بأنهما لا يعطيان مجال للمعارضة ، فأشيرك الى حزب التغيير الذي ولد من رحم حزب الطالباني ، وبالرغم كونه حزبا معارضا الا ان أعضائه يتمتعون بالمناصب الحكومية ومقاعد في البرلمان وله صحف وفضائيات تعمل بأعلى درجات من الحرية مع تكاتفه وحواره المبني مع الحزبين دون زعيق ووعيد
أما دور الحزبين بعد عام 2003 فالجميع يعرف أنهم الركيزة الأساسية في المعادلة العراقية وتدعو الى حل الخلافات والازمات التي تحدث وفق الدستور ورفض اي حل يتعارض مع الدستور مهما كانت الظروف فمن المعروف ان كل الحلول والاتفاقات التي كانت خلاف الدستور ادت الى استفحال الازمات وزيادة المفاسد والتوترات
فمن الملاحظ ان جميع القوى الحزبية العراقية والسياسيين العراقيين لازالو ينتهجون نفس الفكر السياسي المزمن منذ 80 عاما اي منذ تأسيس الدولة العراقية وهذا الفكر الشوفيني يسئ للقضية الكوردية ومطاليب الشعب الكوردي ويسئ للعراقيين بكافة مكوناته ، بسبب عدم التزام الحكومة العراقية بالوعود مع الشعب وعدم تنفيذ قرارات تصب في مصلحة المواطنين ، وما تاجيل القضايا مثل تطبيق المادة 140، والاحصاء في كركوك، والاستفتاء في المناطق المتنازع عليها، الا دليل على بقاء نفس العقلية ونفس الفكر السياسي للعهد البائد.اضافة الئ توق الحكومة المركزية وقيادتها العسكرية الى شن هجوم على الكورد واحترابها للمكتسبات حكومة الإقليم ولنا الحق ان نعترف ونقر ان تجربتنا مع الحكومة العراقية المركزية بعد 2003 مريرة وعلى الحزبين تصحيحها ، هذا هو كل ذنب الحزبين ، عليهما تغير المسار مع الحكومة المركزية في سبيل مطامح الكورد الرئيسية
فيا زميلي رزكار . فهذان الحزبان، على كل نواقصهما واخطائهما وخطاياهما، التي لم تقصر انت بفضحها وإدانتها، يخوضان تجربة فريدة ويمضيان لبناء دولة لشعب شجاع اُضطهد على مر تاريخه، فهل نؤيدهم بمساعهم، أم نحاربهم؟ ؟ . ويجب ان تتذكر ان الحزبين هما منتج المجتمع الكوردي وهنا أخطأت في اتهامك لهما لمسيرتهما النضالية خلال سنوات الحكم الاستبدادي وتقديمها الألف من الأنفس الزكية ضحايا في سبيل الحرية والكرامة ، فانا هنا أتحدى من يشك بوطنية اي قيادي في الحزبين الكورديين لانه أما كان بيشمركة بين صفوف الثوار او له تضحيات جسام بفقدان أحد أفراد عائلته إضافة الى صفته الوطنية وثباته الفكري المتيقن لقضيته الكوردية
أما بالنسبة لطرحك موضوع البذخ في الصرف لمؤتمرات المنعقدة في كوردستان اود ان أبين التالي المؤتمرات التي تعقد في كوردستان تكون من اجل تعريف
الدول العربية التي لم يتفهو او غيبت نفسها لتفهم او تتعرف على القضية الكردية والتي لم تبدي اية مواقف إنسانية الى ما حصل للشعب الكردي خلال العقود المنصرمة منذ تكوين الدولة العراقية , وبشكل خاص في فترة حكم البعث الشمولي وسياساته الفاشية بكل المضامين ، فالدول العربية بكافة أطيافها لم تدين وحتى مثقفيها والتيارات اليسارية جرائم الأنفال والإبادة الكيماوية في حلبجة ، وسابقة كل تلك الجرائم التهجير القسري للكورد الفيلية والاستيلاء على كافة ممتلكاتهم وترحيلهم الى ايران عابرين الحدود عنوة ومرورا على الألغام المزروعة التي قتلت الألف من المرحلين وبدم بارد وصمت كل القوى وعلى رأسها حين كانت الاتحاد السوفيتي كانت تتحكم بسياسات الدول العربية اي ان تلك الهجرة كانت في عصر الشيوعية واليسارية الداعية للإنسانية !! .تلك الجرائم التي حدثت بحق الكورد كانت مغيبة والتي غيبت عن مسامع الكثير من الدول وتم تحريفها وصبغت من قبل الحكومة العراقية علئ ان المواطنين الكورد وأعني بوجه التحديد البيشمركة علئ أنهم متمردين او قطاع الطرق في الجبال ! وهنا اطرح سؤالي على زميلي العزيز رزكار : هل ان انعقاد تلك المؤتمرات للاجل توضيح الحقائق وتعريف العالم بها هي فساد وهدر للأموال ، ام انه يحلو لك ان يحرف رمز نضال شعب وتبقى أذهان العالم ضالة لمعرفة جوهر القضية الكوردية
إضافة الى ان المؤتمرات تدعو الى . تعزيز أواصر الأخوة والصداقة والتضامن بين العرب والكرد في العراق والعالم العربي. إذإن عقد المؤتمرات في الإقليم تدعو الى استثمار الجهود والفرص من اجل حلحلة الكثير من المشاكل التي تجابه العراق والعمل على بناء الفكر الديمقراطي لدى السياسيين الجدد الذين يحكمون اليوم في العراق ، فما الضير من توفير الأجواء المناسبة والفنادق اللائقة للحضور وبقية الجمع السياسي التي تريد ان تنهض بالبلد ؟ وهنا اود ان اطرح عليك هذا السؤال : ان لم تتهيأ تلك الظروف والأماكن اللائقة للضيوف هل ستنجو القيادة الكوردية من الانتقادات لتلك التحضيرات الرثة التي لو خططتها حكومة الإقليم ؟ إضافة الى سؤالي هذا استفسار ينبغي توجيه ، هل ان دول العالم المتحضرة بلياقتها في الإعداد والتحضير هي شي من الفساد والسرقة ؟ ام ان الأسلوب المتحضر لتشكيل المؤتمرات والاستقبال المكرم لا ينبغي أتباعهما ونقبل أبد الدهر بالرث وعدم التنظيم ؟
فعليك وعلى من يخاف من هدر الدولار ان يدرك ان تلك المؤتمرات التي تعقد في كوردستان تشكل الدور الإيجابي لمعالجة المشاكل وتمهيد الخطوات لبناء الأسس الصحيحة في بناء الدولة وذلك بقبول كل ما يطرح خلال انعقادها بالممارسة الديمقراطية وقبول النقد الذي يكاد ان يكون السمة الأساسية لمغزى انعقاد المؤتمر من خلال تقديم أوراق عمل المهمة والنقاشات التي تعبر عن وجهات النظر والآراء المتعددة .
فكل المؤتمرات التي عقدت في الإقليم حظيت بالقبول والارتياح من قبل المشاركين في المؤتمر ومن قبل المتلقي خارجها ، فعليه اود ان ابادلك هذا الكلام وبكل احترام انت لم تكن لا من مشاركيها ولا من مستمعيها ، لربما من الذين الضامين الكف تقترا خوفا من تبسط الدولار ظننا منك هدرا ولاتنسى ان كل المؤتمرات تساهم بها شخصيات وطنية وديمقراطية عراقية من النساء والرجال , كما تساهم شخصيات عربية من النساء والرجال من دول عربية كان بعد ان تكونت لهم اليقين بنجاح سياسة الداخلية والخارجية للحكومة الاقليم فبات لزاما عليهم التعرف على الشعب الكردي والعراق عموماً وعلى القضية الكردية وعلى اهمية التعامل الإنساني والحضاري بين الشعوب والابتعاد عن لغة الحروب في معالجة المشكلات القائمة وخاصة في كل من تركيا وإيران وسوريا, وهي دول لم تعترف حتى الآن بالحقوق القومية للشعوب الكردية فيها.نتيجة الفكر الشوفيني اللانساني لتلك الحكومات والشعوب العروبية والطورانية والفكر الاسلامي لدى البعض الذي لايؤامن بتفتيت الأمة الاسلامية إيمانا منها بوحدة الدين الاسلامي وشريعته
كما انك تتهم الحزبين الكورديين بإثارة النعرات الطائفية وتشجيع المليشيات الشيعية في تدمير العراق ، ولكن أسالك لماذا لم يكن هناك لقوى اليسار دورا مؤثرا في العملية السياسية على ان يحول الحراك الطائفي العنصري الى حراك اخر بين قوى الديمقراطية والحرية واقامة دولة المؤسسات دولة القانون كي يتخلص العراق من الطائفية والعنصرية ؟ لماذا التشدق بالكلام فقط وما هذا الكفر اللعين إم ان اليسارية تعودت على الإلحاد ليس بنكران وجود الله فقط بل كل طرف يريد ان يثبت وجوده !!!؟
لذا ينبغي التصريح بقول الحق وفق مانتلمسه من تطور بشري وعمراني في الإقليم بشكل
واقعي ، علماً بانه يعرف الجميع ان الإقليم اصبح نموذجاً للحريات الديمقراطية والحياة الحرة حيث وضعت الموارد المالية في خدمة التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي ولا يخفى على مواطنين الاقليم ان حكومتها تقوم الان بتطبيق للقانون مكافحة الفسادة الذي صدر السنة الماضية بمكافحة الفساد والمظاهر السلبية الأخرى، وأخيرا اود ان أشير الى بعض التعليقات والملاحظات للأخوة القراء ومنها على سبيل الاقتداء
تعليق احد الزملاء في منبرك هذا الذي لربما قصر لي الطريق ومنحني وقت لكتابة اسطر اخرى كي يطلع عليها بقية الأخوة القراء للأهمية الموضوع فبلا شك من يقرأ هذا المقال يثير حفيظته ليقرأ كل التعليقات حيث ذكر الزميل : على ان رفاهية الانسان، اليوم، في كردستان العراق، لا تقارن برفاهيته بباقي اجزاء العراق، نتيجة عوامل عدة منها هذا البترودولار الذي نلعنه انت وانا سوية. انها - ايها الرفيق الغالي - رفاهية نسبية (وتذكّر ان الحياة زكّت صواب مبدأ خذ وطالب، ولم تزكِ ثورياتنا ذات النتائج الكارثية علينا قبل غيرنا).
لنأخذ مثلاً مشكلة السكن وتوفره بكردستان نسبياً افضل بما لا يقارن بباقي العراق، بل وبدول مجاورة، لتجربة لم يمض عليها عقد من الزمن. والحال يصح على الكهرباء والنقل والخدمات الصحية. اما التعليم، وهو أساس تطور اي مجتمع، فلا يمكننا نكران تطوره في منطقة حكم الحزبين اكثر من مناطق اخرى في العراق. وهو نتائج ايضاً لهذا الملعون بترودولار. ولا انكر بأي شكل كان ان الحصة الأكبر منه (بترودولار) ذهبت لجيوب من اشرت لهم في مقالك القيّم.
انتهى النص
وقارئ آخر منحني قلمه بذكره الآتي
وأوجز: ليستلم حكم العراق الكرد، بحزبيهما - مع كل المأخذ عليهما - وليحققوا الأمن والاستقرار والحدود الدنيا من الخدمات، وسأكون أول المؤيدين لهم.
أنهيت النص !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة