الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوردستان تتقمص جسد أوجلان

آکو کرکوکي

2013 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مارس 1947... كانت المرة الأخيرة التي شوهدت فيها كوردستان على الأرض ، حين غادرت جسد الشهيد قاضي محمد ، وهو يتدلى من على مشنقة الشاه ، ومن بعدها توارت عن الأنظار، فكانت تارةً تتقمص جسد هذا البيشمركة الطاهر أو ذاك الشهيد المجهول ، وتارةً تنسخ نفسها في رحم تلك الأم المؤنفلة أو ذاك الطفل المسموم بالخردل.

ظلت خلال السنين تلك...تائهة في غياهيب الكون ، وأستمرت باحثة بين الأعداد الغقيرة من الشهداء والضحايا ، تقلب هذا وتعين في ذاك...إلا أن وجدت ضالتها فأستقرت في جوف جبل شامخ ...!

فهذه المرة أختارت لعودتها الى الدنيا... قميصٌ جديد ، فطلت علينا مُرتديةً جسد أوجلان.

العودة في حد ذاتها...تحتلف هذه المرة عن السابقات ، فلا يبدو عليها إنها تنوي الرحيل مبكراً ، ولايبدو عليها إنها تبحث عن جسد آخر ، فلقد وجدت سكينتها ومستقرها ومأواها الصحيح.

تعرف كوردستان إن القضبان والسجن...لايختلفان في أمرالي عنهُ في كركوك أو قامشلو أو مهاباد ، فأنْ تكون مُحتلاً أو تكون سجيناً فالأمرُ سواء ، ففي النهاية أنت مسلوب الحرية ، ومنزوع الكرامة ، وفاقدٌ للذة الحياة.

أما الهمس فهي مادأبت عليهِ عندما تختلي بأوجلان... فتقول له:

أربعة عشرة عاماً في السجن...ومؤامرة العشرات من حثالات الحكومات ، وزبالات المخابرات ، لم يثنيك، ولم يرضخك... فأنت الجبل ، ولم يُعرّف عن الجبالِ يوماً الإنحناء...أنظر كيف يلوذون بك اليوم ، ويتوسلون ويكادوا يقبلون الأقدام...فأشطب على أسمائهم كلها ، فالتاريخُ لايدخلهُ إلا العظماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رأي مُختلف
امين يونس ( 2013 / 2 / 16 - 07:36 )
عزيزي الاستاذ آكو
مع كامل الإحترام لنضال مُقاتلي حزب العمال ، الشجعان .. وكفاحهم الدؤوب من أجل الحرية والإنعتاق .. إلا أنني أرى انك بالغتَ في شأن أوجلان .. فللأسف ، ان تأثيرات الاجهزة السورية عليهِ واضح ، وبقاءه لسنواتٍ طويلة تحت - الرعاية - السورية .. أكسبتْه الكثير من الصفات السيئة .
أعتقد ان أي مُقاتلة باسلة في سه ريكاني او جبال كردستان تركيا .. أفضل بما لايُقاس من اوجلان .
مع خالص الود


2 - أستاذنا الكبير أمين يونس
آكو كركوكي ( 2013 / 2 / 16 - 09:25 )
شكراً لملاحظتك.
لاأخفيك سراً، إنها مجرد خاطرة كتبتها لذكرى القبض على أوجلان. وهناك محاولة مني فيها لتقديم بعض الصور الرمزية.
فصورة أوجلان مسجوناً تشبه حالة كوردستان وهي محتلة. وحتى شكل وحجم التآمر عليه وإتفاق الكثير من الحكومات المختلفة على إلقاء القبض عليه يشبه إتفاق أغلبية المجتمع الدولي على إغتصاب كوردستان. أنا هنا أريد أن أقول إن روح كوردستان لا تموت بل تستنسخ نفسها مرة في صورة زعيم ومرة في صور شهيد أو أي أم أو طفل كوردستاني.
الجيوسياسة الصعبة المحيطة بكوردستان. لايترك مجالاً لأي حركة تحررية كوردستانية أن تمارس نظالها بشكلٍ مستقل. ولم أسمع في حياتي عن حركة تحررية في العالم، لم تك مسنودة من جهة ما. فالأمر هنا نسبي.
رغم إختلافنا معه لكننا يجب أن لاننسى إنه أعاد الحياة للنظال الكوردستاني، في ظروف تكاد تكون مستحيلة، وبنى لأول مرة حزب كوردستاني مؤسسي، مازال يعمل بنشاط حتى بغيابه. بل إن هذه المؤسسة التي أنشأها هي التي تنتج الباسلات في جبال قنديل وفي سري كاني. ومنطقياً لابد أن تكون رقماً صعباً ومهماً للغاية، لكي تتآمر عليك 28 دولة. ومن ثم يأتوا بعد كل هذه السنين لكي يتفاوضوا معك


3 - تحيا كردستان
فينيقي ( 2013 / 2 / 16 - 10:33 )
عزيزي الكاتب ان كوردستان جسد دبت فيه الروح بفضل اوجلان ومن سبقه ومن سياتي بعدهم فكل كردي عضو في هذا الجسد السليم طالما بقي بعيدا عن حثالة اسمها العرب والعثمانيون. وشكرا وانا فينيقي اقرب اليك ايها الكردي

اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح