الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غبار الأصدقاء.. غبار المدن

فواز قادري

2013 / 2 / 16
الادب والفن


غبار أقدام من غادروا، مازال يعجّ في روح المدينة، طلل حاراتها، طلل طينها، طلل الحجر والتراب. روحها مازالت تتّقد، لا يُلوى لها ذراع ولا تغمض لها عين. الأمكنة نواقيس يلاحقني رنينها،
والأسماء صدى الحارات في الذاكرة. كيف لي أن أغسل دمي منها، وللمدينة شكل كريّات حمراء وبيضاء وكريّات معجونة بالفرات، وللهجة ناسها في الأسواق، ذلك الإيقاع الذي يجعل شوقي إليه فضيحة لا أريد نكرانها، أريد سماع أصواتها تتردد على سمع الدنيا إلى أبد الآبدين: التحايا، قرع أبواب البيوت، المسبّات، أصوات الباعة، هلاهل أعراسها، الشجارات التي بلا سبب، صوت امرأة تنادي جارتها، تعالي أذان مآذنها، صراخ أطفالها الواصل إلى حارة عاشرة، ضجيج المقاهي وسمر الخلّان. لم يبق شيء منها خارج زحامي، المدينة تتحول إلى غبار، أصدقاء يلاحقني خوفي عليهم ولا أعرف عنهم شيئاً: غرز وغسان الجازي، نذير وحازم العاني، بسام الرضا، وليد عبدو، صفوان فرزات، أبو فيصل، أبو نضال، يحيى العاني، ربيع شطيحي، محمد وعبود الصاهود، عبد الملك عساف، نضال عوّاد، معن الزايد، عبد الحي عريب، فوّاز وعبد الرزاق ابسيس، هؤلاء مع أخوتهم وزوجاتهم وأبنائهم وعائلاتهم وآخرين. وأصدقاء تسمع أخبارهم وهم مازالوا صامدين مع من صمد: مراد، فؤاد، إسماعيل. وأصدقاء في أماكن أخرى: أحمد، بهاء، أسامة، عبد الناصر، بشير، تميم، مهيدي، علا، وآلاف الذين يجمعكم بهم سلام عابر. والشهداء الأصدقاء: خضر الدعار، عمر الجابر، عدنان العكيلي، خليل الكرك، صخر العبد الله، إبراهيم خرّيط، رشيد الرويلي. والكثير من الشهداء الذين أعرفهم بأسمائهم.
المدينة تتهاوى بيوتها كالغبار، الطائرات مازالت تقصف، والمقاتلون صامدون إلى آخر الروح.

عبد العزيز الهايس

لم أستطع أن أكتب شيئاً يا صديقي عبد العزيز.. أنتَ أرحب من الزنزانة والكلمات.. لا أطيق أن أنتظر طويلاً.. ولا تقوى أن تصمت القصيدة!
ماذا أفعل يا صديقي، بيني وبينك أحلام وقصائد ومسافات وليل لن يدوم طويلاً، ونحن على وعد أن نلتقي، ومن عادتكِ أن لا تُخلف المواعيد!

صبحي الجاسم

كم ندم أنا يا صديقي.. لم أسأل عنكَ ولم أقل لك: من حقّك وحقَنا أن نفخر وأن نخاف على ابنك فهد، كما خفنا على عبيدة بهاء الركّاض، وعلى عبد الله الماضي وآخرين، وها أنت يا صديقي أيضاً في الغياب.
هل تفهم الزنزانة شوقي إليك؟ هل يفهم جلّادك أن ظلامه لن يدوم! تمعّن في الليل وصفه لي كما تراه.. حتى أستطيع أن أصف لك الحرية.

سأشي بكم للحرية يا أصدقاء..
سأشي لملايين الطيور
سأشي بخطاك يا عبد العزيز
للمدى الأزرق وللفرات.
**
كيف ألملم يومي الحائر
وأنا مسفوح على أرضها الشاسعة
هنا جسدي يتعارك مع بعضه
وهناك روحي تتناثر في الأغاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي