الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التميمي والامازيغية

الشهيد كسيلة

2013 / 2 / 18
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


صدق من قال ان نكبة العالم العربي تكمن في نخبه التي اتخذت من تاريخ الغزو العربي الإسلامي شرقا وغربا أبراجا عاجية ومعابد تمارس فيها شتى طقوس التعبد لإله واحد احد فرد صمد اسمه "العروبة" في صيغتها العرقية العنصرية ففي حين تأسست الأمم الأوربية الحديثة التي تتصدر الإنسانية في التقدم الحضاري والنماء الاقتصادي على صيغة الدولة – الأمة (Etat-nation) تقود النخب العربية – الإسلامية حملات احترابية بأرمادا أيديولوجية رهيبة "لإحياء" إحدى الإمبراطوريات العربو-إسلامية الأكثر شوفينية وهي الإمبراطورية الأموية ولا بأس من أن تعود حملات "الفتح" في ثوب جديد اسمه الإسلام السياسي وبسيوف جديدة اسمها التفخيخ والتفجير والحزام الناسف !!!
من هذه النخب الأستاذ الدكتور عبد الجليل التميمي الذي استضافته قناة الجزيرة مباشر ليصرخ من شاشتها ويستصرخ حكام 22 دولة وإمارة عربو-إسلامية ليحذرهم من خطر "الأقليات" التي تجاوزت الخط الأحمر وهي تشكل تهديدا على ذلك الحلم الكبير الذي نظر له عتاة البعث ودهاقنة "الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة"
أخطر هذه الأقليات هي الأقلية "الأمازيغية" نعم الأقلية الأمازيغية التي تهدد عروش العروبة السياسية في شمال أفريقيا الذي فقد اسمه في الإعلام العربي وأصبح اسمه "المغرب العربي" - مع أن العرب تثور ثائرتهم في كل مرة رافضين الاسم التاريخي للخليج الفارسي ويؤكدون أن تسمية الخليج الفارسي بهذا الاسم هو عدوان أثيم على الأمة العربية - وانظروا إلى هذه الصورة الصارخة للكيل بمكيالين.
شمال افريقيا بملايين الأمازيغ الذين هم في وطنهم التاريخي ويتداولون بلغتهم الأمازيغية يصبحون أقلية يدعو التميمي صراحة إلى ترويضها وكأن ما فعله غير المأسوف عليه معمر بومنيار القدافي من تعذيب ونفي وإعدام في حق أمازيغ ليبيا غير كثير وبهذا المنطق يكون العروبيون قد فقدوا في القدافي أشرس دكتاتور عنصري كان سيبيد الأمازيغ نهائيا تحقيقا لتمنيات أحد زعماء حزب الاستقلال المغربي الذي تأسف على عدم إبادة الفاتحين للأمازيغ خلال "الفتوحات" لأن عشرات الآلاف الذين قتلوا وهم في مزارعهم يزاولون أعمالهم الفلاحية اليومية بذريعة نشر الإسلام غير كاف، والآلاف الذين اختطفوا من الأطفال الذكور والإناث وأرسلوا أسرى وسبايا إلى مركز الخلافة الأموية قليل.
التميمي الأكاديمي الذي تخرج على يده المئات من أساتذة الجامعات في تونس والجزائر على الخصوص يصرخ من شاشة تلفزيون الجزيرة مباشر ويدعو إلى ترويض الأمازيغ ولا ندري أي صيغة يريدها لهذا الترويض وجلاوزة العروبيين لا يعرفون غير صيغة ترويض واحدة هي صيغة التعذيب حتى الموت ...
التميمي الذي افني عمره في التنقيب عن تفاصيل التاريخ لم يمكنه ما اكتنزه من معارف تاريخية من "اكتشاف" هويته التونسية الامازيغية لأنه ليس بحاجة إلى التنقيب فاسمه التميمي يلحقه مباشرة ببني تميم في الجزيرة العربية وهو نسب عريق يجعله مطمئنا ومستعليا على مواطنيه "البربر" ونسي أن اسم تميم انتشر في تونس وفي غيرها منذ فرض الأسماء العربية كشرط للدخول في الإسلام ونسي أن هناك احد الملوك الزيريين بهذا الاسم وهناك قرية تونسية اسمها منزل تميم ... الخ لكن يبدو أن انتماءه لقبيلة عربية اعرابية كان "مع سبق الإصرار والترصّد" ولا يمكن إعمال النظر في هذه المسألة أبدا.
هكذا يا سادة يتحول المستعربون في شمال أفريقيا الذين كان يستقطع الاستعراب منهم المئات بل الآلاف في كل جيل ليضمهم إلى الناطقين بعربية شمال أفريقيا ويصنع منهم اليوم جندا وجيشا عرمرما في خدمة النزعة البعثية الشوفينية التي ظلت تحارب الهوية الأمازيغية والتراث الحضاري الأمازيغي وهي على وشك تعريب الجزائر في أكبر عملية مسخ لساني عرفها التاريخ وما الحركات الإسلامية في شمال أفريقيا إلا حركات فتح جديدة هدفها القضاء على من تبقى من المحافظين على اللغة الأمازيغية التي هي العدو وليس إسرائيل وليس التخلف وليس الجماعات الإرهابية وليس الاستبداد ....
دكتور تميمي ... لن اقرأ لك بعد اليوم وسأحرق ما اقتنيته من كتبك ... لأنك باختصار الوجه الآخر لذات العملة : إسرائيل التي تطمس الهوية الفلسطينية في فلسطين والبعث الذي يطمس هوية الكورد في سوريا هو أنت الذي تطمس الهوية الامازيغية في شمال أفريقيا وتقول عن الامازيغ في وطنهم التاريخي أنهم جاليات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - و ماذا عن جمهورية الوهم
إدريس أزيرار ( 2013 / 2 / 19 - 05:24 )
للاسف الشديد كنت اتمنى لو انه كان بالامكان ان يتوجه بتساؤل الى الدكتور التميمي العروبي : ياترى هل يدخل ضمن خانة (-الأقليات- التي تجاوزت الخط الأحمر وهي تشكل تهديدا على ذلك الحلم الكبير الذي نظر له عتاة البعث ودهاقنة -الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة- ) اباطرة الانفصال في الصحراء المغربية الطامحين الى تكوين (جمهورية عربية صحراوية) ام لا.و هل فات الاكاديمي التميمي تحدير حكام 22 دولة وإمارة عربو-إسلامية من خطر جنرالات الانقلابات الجزائريين الذي يمولون و يرعون احلام الانفصاليين في تمزيق وحدة اراضي المغرب و بالتالي اضعاف (بلد عربي) الشيء الذي سيؤثر في قوة و مناعة (الامة العربية الواحدة) طالما انه كما يقال (السلسلة ليست أقوى من أضعف حلقه فيها) ام انه يشفع لزعماء الانفصال و من يرضعهم انهم في جميع الاحوال لن يخرجوا من حضيرة العروبة و الانتماء للامة الواحدة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


2 - فلتكن رؤيتك أعمق
الشهيد كسيلة ( 2013 / 2 / 19 - 08:31 )
الاستاذ أزيرار(الطويل) أطال الله عمرك لتكن رؤيتك للموضوع أعمق فنحن ننافح عن القضية الامازيغية في كل بلاد الامازيغ والموضوع عامّ ولا ريب أن ما تشير اليه موجود ضمنه لمن يقرأ بين السطور... لكن أعتب عليك جرّنا إلى الخلاف بين نظامي الرباط والجزائر باستعمال عبارات من أدبيات المخزن التي لا نستعملها نحن الامازيغ من مثل : جنرالات الجزائر لأن كل بلد له جنرالاته وليس هناك أي اختلاف بين جنرالات الأنظمة العروبية في شمال أفريقيا فكلهم بالنسبة لنا عروبيون بعثيون معادون للهوية والثقافة الأمازيغية وموقف الأمازيغ من جمهورية -أعرابية- صحراوية واحد وهو ذاته لدى أمازيغ المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا... ونحن نردّ على التميمي وليس على جنرالات الجزائر .
أما عن تداعيات قضية ما يسمى بالجمهورية الصحراوية التي أسسها المقبور القدافي واختار لها علما بألوان أعلام البعث اللعين فالجزائر هي المتضرر منها على أكثر من صعيد لأنها تنفق الملايير على مخيمات تندوف وعلى شراء السلاح هذا دون الحديث عن تجميد استغلال منجم حديد اجبيلات الذي كان سيعود بالخير العميم على الجزائريين والمغاربة في حال استغلاله
شكرا على المرور

اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام