الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تعمل الرأسمالية اليوم ... 2 6

فواز فرحان

2013 / 2 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية



بعد الاجابة على السؤال الاول من الاسئلة الستة التي طرحها الاستاذ العزيز حسين علوان حسين على السيد فؤاد النمري في مقالته حول الراسمالية في الصين والتي تضمنت ..
ــ توظيف الرأسمال في البورصات يجعله لا يعمل في الإنتاج الرأسمالي ..!
ــ أجور العمل في إنتاج الخدمات لا علاقة لها بأجور العمل في الإنتاج الرأسمالي ..!
ــ الاستغلال الفظيع للعمال الصينيين هو حجة على أن النظام الإقتصادي للصين الشعبية ليس رأسمالياً ..!
ــ النظام الرأسمالي لا يتحمل على الإطلاق تزييف العملة وتبييض الأموال ولا الإتجار بالمخدرات والرقيق لأن النقد بالنسبة إليه هو قدس الأقداس ..!
ــ بلوغ فائض الإنتاج في الصين ربع مجمل الانتاج يعني أن النظام ليس رأسمالياً بحال من الأحوال ..!
ــ أستبدال الصين إنتاجها بالدولار يمنعها من تدوير عملية الانتاج الرأسمالية ( نقد – بضاعة – نقد ). ..!
لا بدّ لي من التوقف قليلاً عند بعض الملاحظات التي أراها مهمة كي يتمكن القارئ من فهم بعض النقاط ، وهي .. أنهُ من غير المقبول في علم الاقتصاد السياسي أن يتحدث المرء عن أرقام وحسابات إقتصادية تخص الواقع الاقتصادي لنظام أو دولة في عصرنا الحالي دون ذكر مصدر أرقامهِ ، فمن السهل القول أن المانيا أو السويد مديونة 20 أو 40 تريليون دولار وانها لا تستطيع تغطية نفقات شعبها دون ذكر مصدر هذا الخبر لا سيما عندما يكون المرء فعلاً على غير دراية ولم يزر هاتين الدولتين .. لكنه لا يعلم أنهُ يمارس أقصى درجات الجهل في هذا المجال لأن الماركسية قامت في الأساس على الدراسة الميدانية التجريبية قبل أن تقوم على أي اساس آخر ..
وأعود لكارل ماركس في كراهيتهِ لهذا النوع من المثقفين الذين يكتبون في هذا المجال دون أن يدفعهم ضميرهم ونزاهتهم الفكرية الى تقديم أدنى درجات الاحترام للقارئ بتقديم مصادرهم ..
في ربيع عام 1846 أسس كارل ماركس عصبة المراسلات الشيوعية وضمت بالاضافة إليه مع فريدريك انجلز أربعة عشر شخصية ، من بينهم .. فيلهيم فيتلنغ ، وموسى هس ، وهيرمان كريج ، وبافل أنينكوف ، وإدغار فون فيستفالن ، وكارل غرون ..
وضع ماركس بنفسهِ قواعد هذه المنظمة وكانت تسمح لهُ بطرد أي عضو يخرج عن الخط الذي رسمهُ هو بنفسهِ للمنظمة ، فكان أول المطرودين ( فيلهم فيتلنغ ) الذي كان يغيض ماركس بزهوهِ بنفسهِ وكان يُطالب العمال دائماً بقراءة كراساتهِ ويصل به الأمر حتى تشبيه نفسه بالمسيح !!
فكان ماركس يسخر منه قائلاً ..
( قل لنا يا فيتلنغ .. ماهي الأسس النظرية لنشاطاتك الاجتماعية ـ الثورية ..؟ على أيةِ نظرية تأمل تأسيسها في المستقبل ؟ فدون مذهب واضح لا يستطيع الشعب فعل شئ ! إلاّ الضجيج والتمردات التي تؤول الى الإخفاق وتسئ للقضية ..! ) ..
فكان فيتلنغ يجيب ماركس ..
على العمال قراءة ما كتبته ليعلموا هذا ..
هنا ينفجر ماركس صارخاً وضارباً يدهِ على الطاولة قائلاً ..
( ما ساعد الجهل شخصاً قط ..! ) . . 1
وربما الجهل بمفهوم ماركس هو عدم قدرة المرء على سماع آراء الأخرين وحتى التركيز عليها وإستخلاص الأفكار الصحيحة من المغلوطة بشكل علمي يستند الى قاعدة معيّنة ..
فالرأسمالية .. ليست ( نقد بضاعة نقد ) كما يتوّهم البعض ، بل هي نظام متكامل قائم على أساس إقتصادي يشكل بُنيتها التحتية ، وعلى نظام آيدولوجي يشكل قاعدة فوقية لهذا النظام ، وبفقدان إحدى القاعدتين لا يمكن لها أن تسمى نظاماً ، ولم يكن حتى بإمكان ماركس أن يفهم جوانبها بشكل صحيح ويجعل من الايدلوجيا عاملاً مكملاً لنظريتهِ ، فلولا هذا الفهم الصحيح لماركس لهذا النظام لما طالب أصلاً بأن يكون للطبقة العاملة دوراً على مسرح التاريخ ..
واليوم نحن أيضاً .. إذا ما أغفلنا إحدى القاعدتين لهذا النظام فإننا دون أن نشعر نساهم بجهل في الفوضى التي يمكن أن تؤدي الى تدمير نظرية ماركس ..
وهناك نقطة حاسمة للتقرّب من فهم الموضوع بشكل أعمق ، وهي ..
أن هذا النظام لم يكتفي بالقاعدتين التحتية والفوقية لنظامهِ ، بل خلق نقيض لكل قاعدة داخل النظام نفسه وراح يُراقب لإستخلاص العبر والتجارب لتطوير مسيرتهِ .. أي أنهُ ساير هنا قوانين الطبيعة القائمة على الثنائية في هذا المجال ..
أي أن النظر الى كل قانون إقتصادي أو حركة على أنها لا تنتمي لقاعدة ( نقد ـ بضاعة ـ نقد ) ونفسرهُ على أنهُ لا يمت للرأسمالية وعملية الانتاج الرأسمالي بصِلة ..! هو قصور في القراءة الصحيحة للمشهد بأسرهِ ..
سأتوقف قبل كل شئ عند إجابة الاستاذ النمري على السؤال الثاني والتي قال فيها ..
(الأجور تتحدد دائما تبعاً للقيمة الرأسمالية لناتج العمل. فما هي القيمة الرأسمالية لعملية جراحية ناجحة تقاضى أجرها طبيب ألوف الدولارات )
ولكن بما أنهُ لم يزر أي بلد اوربي أو يلتقي بأي من عمالهِ ومهندسيه وبرجوازييه وكذلك لم يطلع في حياتهِ على عقد عمل لعامل اوربي أو أجنبي مهاجر يعمل في اوربا فإنه معذور ، لكن لا يمكننا السكوت على التسليم بمقولات لا تمت بصلة للواقع لا من قريب ولا من بعيد ..
فلو أخذنا مثلاً العامل الذي يكون بحاجة لعملية جراحية ، فهو قوى منتجة أو مالك وسيلة إنتاج ( رب العمل ) أو صانع قرار في عملية الانتاج بأسرها ، فالثلاثة يمثلون أساساً في العملية وكل المجتمع البشري أسير لهم وعندما أذكر المصطلحات الثلاث على القارئ التشعب الى أبعد حد في فهم العلاقة العضوية التي تربط العملية بأسرها ..
ففي عقد العمل تحدد النقاط حقوق العامل وواجباتهِ وأجرتهِ ، وقوانين العمل الاوربية تطوّرت الى درجة لم يكن ماركس في أعمق وعيهِ الثوري يتوقعها لعمالهِ ، وهي تجعل من العامل مُحقاً 80% في أية مشكله تصادفهُ مع مالك وسيلة الانتاج ، ولو تشعبنا قليلاً لوجدنا للطرفين محامون وموطفون إقتصاديون لهذا الغرض ، ولمالك وسيلة الانتاج فنادق ومطاعم وناقلات وقاطرات وطائرات وسفن وأطباء من أجل تسهيل صفقاتهِ وأعمالهِ ( أي أن الجميع يدخل في دائرتهِ ) ، وفي المقابل للعامل حق في التأمين وسلتهِ التي يوجد فيها فرع يختص بحوادث العمل ، فهو يدفع شهرياً مبلغ معيّن من راتبهِ ( 30 يورو ) على سبيل المثال لهذا التأمين ويوجد في ألمانيا 55 مليون من الأيدي العاملة ، لو أخذنا نسبة النصف منهم يمتلكون الوعي اللازم لإدراك أهمية هذا التأمين فإن شركات التأمين تحصل شهرياً على ما يقارب الثلاثة أرباع مليار يورو شهرياً ، ولو فرضنا أيضاً أن قسماً من العمال يتعرضون أثناء ذهابهم الى العمل ( شرط موجود في فقرة التأمين ) لحوادث سير على الدراجة الهوائية او النارية او السيارات فإنهم يحصلون على تعويضات ، وأن عددهم يساوي ثلاثة آلاف شهريا ( وهو منطقياً بعيد عن الواقع بسبب الوعي والنظام العالي الموجود في هذهِ البلدان ) وحصل هؤلاء على تعويضات تصل الى مائة مليون يورو مثلاً فإن شركات التأمين تفوز ب 650 مليون يورو شهرياً من عرق هؤلاء العمل كتأمين عليهم من حوادث العمل فقط ..! ناهيك عن السلة بأسرها التي تصل عند أصحاب الدخل المرتفع الى 300 يورو فيها كل شئ ( التقاعد المرتفع والحوادث والصحة وغيرها .. ) ..!
هذه الأموال لا ينظر ‘ليها البعض على أنها من العمال وتؤخذ ايضاً كفائض قيمة بالاضافة الى الفائض الذي يحصل عليه مالك وسيلة الانتاج أصلاً من بيع قوة العامل لعملهِ ..
فشركات التأمين يؤسسها صاحب العمل نفسهُ كما يؤسس شركات السكك الحديدية وكذلك المطاعم وصالات السينما والمسرح والاندية الرياضية والألعاب الاولمبية والاتحادات الدولية وشركات الاتصالات وغيرها ودون النظر للعملية مترابطة بشكل عضوي من البداية الى النهاية لا يمكن فهم عمل وأسس سير عملية الانتاج الرأسمالية في المجتمعات الحديثة ..
لهذا فإن عمل الطبيب والضابط والصيدلي ولاعب كرة القدم كلها تصب في خانة دائرة العملية التابعة للرأسمالي ، فلاعب كرة القدم تأتي اموالهُ من الشركات المتعددة الجنسيات التي ساهمت في تأسيس الفيفا ، وهذه الشركات نفسها التي تحدثنا عنها ، نتجت في مرحلة من مراحل التطور عن تراكم رؤوس الأموال وذهبت في النهاية الى تشعبات مختلفة أصبح من الصعب علينا تحديد أشكال وحركة روؤس الأموال هذه ..
لانها في النهاية كما قلت تشكل جزءاً من النظام المتكامل الذي تقوم عليه الرأسمالية ..
يقول انجلز ...
(( بموجب هذا التصوّر المادي للتاريخ ، نرى أن العامل المادي للتاريخ هو في نهاية المطاف ، إنتاج الحياة الواقعية وإعادة إنتاجها ، وإذا عالج أحدهم ذلك ، ليقول بأن العامل الإقتصادي هو المحدد الوحيد ، فهو يحوّل هذا القول الى جملة فارغة مجرّدة . يحوّلهُ الى الخلف فالوضع الإقتصادي هو الأساس ، لكن مختلف أجزاء البُنية الفوقية تؤثر أيضاً على مجريات الصراع التاريخي ، وتحدد بنسبة غالبة شكل الصراع في الكثير من الحالات ، فهناك فعل ورد فعل لجميع هذهِ العوامل ، تشق في وسطها الحركة الإقتصادية طريقاً لها في النهاية كشئ إلزامي وسط هذا الحشد من الصدف اللامتناهية )) ..

نرى إذاً أنهُ يجب فحص كل شئ قبل البحث عن الإقتصاد ، وإنهُ إذا كان الإقتصاد في نهاية التحليل فيجب التفكير دائماً أنهُ ليس السبب الوحيد ...
فالآيدلوجيات هي إنعكاسات ونتائج للظروف الإقتصادية ، لكن العلاقة بينها ليست بسيطة ، لأننا نلاحظ فعلاً عكسياً للآيدلوجيات على البُنية التحتية ...
إن التطوّر السياسي والحقوقي والفلسفي والديني والأدبي والفني .. الخ يرتكز على التطور الإقتصادي ، لكنها تفعل جميعها الواحدة في الأخرى كما تفعل في الأساس الإقتصادي وليس ذلك بهذا الشكل لأن الوضع الإقتصادي هو السبب ، وهو وحدهُ الناشط وكل ما تبقى إنفعال ، هناك على العكس فعل ورد فعل على أساس الضرورة الإقتصادية التي تتغلب دائماً في نهاية المطاف ...
نحن نرى بالتالي ..
إن الظروف الإقتصادية تولد الأفكار ، لكن الأفكار أيضاً تولد تعديلات في الظروف الإقتصادية ، ويجب عند تفحّص الآيدلوجيات ، جميع الآيدلوجيات ، أن نأخذ في الإعتبار تبادل العلاقات هذا ، ولا نرى أن الضرورات الإقتصادية تتغلب عليها دائماً إلاّ في نهاية التحليل ...2
لو أخذنا مقولة إنجلز هذه وطبقناها على الحالة الصينية وأجرينا دراسة دقيقة علييها ، لوجدنا أن ما حدث في الصين كان يجري بالعكس تماماً ، ( أي أن الافكار هي التي خلقت الإقتصاد في الحالتين ، حالة ما كان يسمى بالثورة الشعبية التي إدعت الاشتراكية ، وحالة التصحيح والانتقال التدريجي الذي يحدث اليوم تحت قيادة الحزب الشيوعي لنشر السوق الحرة وادخال المجتمع الصيني في الحضارة الانسانية من خلال جعل الإقتصاد ينتقل في هذا البلد من الجماعية الانتاجية والاقطاعية التي تسيطر على ثلث الاقتصاد الصيني في المقاطعات الشمالية الى النظام الرأسمالي ) ..
وربما تحتاج الصين الى عقود طويلة قبل أن تصل هذه العتبة ..
ما من باحث نظري في علم الاقتصاد السياسي قبل كارل ماركس إستطاع تفسير كيف تنتج الرأسمالية في مجموعها ربحاً ( في مجموعها ) فهو يُميّز بين إسلوبين لزيادة فائض القيمة ، الأول تمديد مدة العمل الذي يؤدي بدورهِ الى إنهاك الطبقة العاملة ..
والثاني ... تخفيض كمية العمل اللازمة لإعادة انتاج الاجراء ، أي زيادة إنتاجية عمل صنع هذه المنتجات ، وهو غير محدود ويتم بتعويض العمال بالآلات ( وهو ما يحدث اليوم في الدول المتقدمة على نطاق واسع ) ..
العامل الأول محدود بتعب العامل ، والثاني بالتقدم العلمي والتقني ، الأول يتطلب عملاً أكثر ، والثاني رأسمالاً أكبر .. ولو نظرنا بشكل عام لمجمل المشهد فيما يتعلق بالعامِلَيْن لوجدنا .. أن الاسلوب الثاني الذي يسمح بتبديل العامل بالآلة هو الأكثر أهمية وزيادة فائض القيمة دون حدود الا حدود الذكاء الانساني الذي هو أكثر أهمية بالطبع ..
لكن هذا النمط بالنسبة لماركس يشكل مشكلة نظرية خطيرة ، لأن عمل الشخص الذي يُصمم الألات لم يعد قابلاً للقياس بمدة العمل ، فساعة عمل لمهندس ( برجوازي وضيع ) تنتج بلا أدنى شك قيمة أكبر من القيمة التي ينتجها عامل ، وطرح على نفسهِ طويلاً سؤالاً حاسماً ..
كيف يمكن قياس قيمة الاستعمال لمن يُصمم الآلة بساعات العمل ؟
ورغم أن ماركس خاض في تفصيلات هذا الأمر ، إلاّ أنه حسب ما يؤكد أغلب علماء الاقتصاد الاوربيون أنهُ لم يكتشف حلولاً لها بل طرحها كمشكلة تواجه أبحاثه النظرية ، لكن التطور فيما بعد أوصل الرأسمالية الى عتبة تحويل الاختراعات والتصاميم الى منتجات صناعية تدخل في دائرة عملية الانتاج الرأسمالي .. 3
هذا ما نناقشه بإستمرار على موقعنا .. لكن
هناك كثيرون يكتبون في حقل الاقتصاد السياسي والماركسية على صفحة الحوار المتمدّن ولا يسندون كتاباتهم بأيةِ حجة أو مصدر كما ذكرت أكثر من مرة ، وذات يوم قررت عرض ثلاثة مقالات لكتاب محسوبون على الماركسية لاستاذ في جامعة بريمن في كلية الادارة والاقتصاد ..
طبعاً بعد ترجمتها الى الألمانية ، فنظر الرجل نظرة واحدة إليها وقال ..
إحتراماً لك لن القي بها في سلة المهملات ( الرجل تصوّر أنني كاتب تلك المقالات ) ..
فقلت لهُ لماذا ؟
قال ..
هذا العلم بالذات لا يمكن التطرق اليه دون مصادر ، ولا قيمة أدبية أو علمية أو لغوية لهذا اللغو الموجود في هذه المقالات ..
قلت لهُ أنا ايضاً اتفق معك في الرأي .. لكنها عقليات تعيش في العالم العربي وتعشق حب الظهور ولا تبالي بالنزاهة الفكرية والقيمة العلمية للمعلومة ..
فذكرني الرجل بموضوع الساعة في الساحة الالمانية وسحب شهادات من أكثر من وزير لأنهم لم يسندوا ما كتبوا الى مصدر !
لذلك أنصح القارئ بفعل نفس الشئ الذي فعلهُ الاستاذ الألماني مع أية مقالة تتطرق الى تاريخ الماركسية أو مناقشة قضايا الاقتصاد السياسي دون ان يذكر الكاتب مصدر معلوماتهِ ، فهي يإما سرقة أدبية واضحة وضوح الشمس أو انها احتقار لعقل القارئ والاستهانة به ..
فنحن نعلم جميعاً أن أغلبنا تطرق الى هذا العلم من خلال قرائته للماركسية وليس لأنهُ استاذ في الاقتصاد السياسي ، والباحث الحقيقي أو الماركسي الحقيقي لا يحتاج لكي يُذكرهُ أحد بهذا الأمر لأن من يفهم ماركس جيداً لا يمكنه الكتابة إلاّ بالتزام الأمانة الأدبية والأخلاقية التي تترتب على نقل المعلومة ومناقشتها ...
يقول شونبيتر ..
( إن الأداء الفعلي والمأمول من النظام الرأسمالي هو نقض فكرة إنهياره بضغط من الاخفاق الإقتصادي ، لكن نجاحهُ ذاتهُ يُدمر المؤسسات الاجتماعية التي تحميه ، ويخلق بصورة لا مهرب منها حالات لا يستطيع فيها أن يحيا ، والتي تشير بقوة الى الاشتراكية ، ولا حاجة لأن يقبل المرءهذه النتيجة لكي يصلح أن يكون اشتراكياً ) .. 4
أي أن كل تقدم تحققه الرأسمالية تقضي بهِ من خلال نجاحها على المؤسسات الاجتماعية والفكرية التي ساهمت في دعمها في مراحل سابقة ، أي أنها تقضي على بعض مرتكزاتها ..

المصادر
1 .. جالك أتالي ..ماركس فكر العالم ص 116
2 .. فريدريك انجلز .. أصل العائلة والملكية الخاصة ..
3 .. عبارة مأخوذة من مجلة كلارا الألمانية العدد الأخير ص 12
4 .. جوزيف شونبيتر .. الرأسمالية والديمقراطية والاشتراكية .. ص 170








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالات الرأي والمصادر
مالوم ابو رغيف ( 2013 / 2 / 23 - 18:42 )
الاخ فواز فرحان المحترم
ملاحظة قد لا تكون من صلب موضوع البحث، لكنها اشارة لبعض النقاط التي تضمنها المقال. اذ لم تسحب الشهادات من الوزراء الالمان {لأنهم لم يسندوا ما كتبوا الى مصدر !} كما تقول، بل لانهم لم يضعوا علامات الاقتباس لتعليم المقاطع المقتبسة
انى قرات لاكثر من كاتب ، هنا في الحوار المتمدن، فهم يشيرون الى المصادر في نهاية الموضوع، مثل ما تفضلت انت بالاشارة، لكنهم لا يضعون علامات الاقتباس فلا نعرف اين ابتدأ الاقتباس واين انتهي، وما هو للكاتب وما هو لغير الكاتب، بحيث يبدو وكان الموضوع هو من ابداع الكاتب.ـ
كما اني لا اجد في تصرف الاستاذ الالماني اي ذوق، اذ ان اي جهد بشري لا يمكن ان يُرمى به في سلة المهملات، انه استعلاء غربي برجوازي اخرق من هذا الاستاذ
المصادر مهمة بقدر ما يتعلق الموضوع باحصائيات اوبحقائق علمية او باحداث تاريخية غير معروفة او بمقولات فلسفية دقيقة، لكن مقالات الرأي والانتقاد وكذلك المقالات التي تتحدث عن الاقتصاد في حركته وفي مظهره العام، اي ليست مقالات الاختصاص، بالطبع من المستحسن ان يستندوا على مصادر تدعم ارائهم، لكن لا ينقض من قيمة العمل ان غابت المصادر


2 - العزيز مالوم أبو رغيف
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 23 - 19:30 )

أحترم رأيك .. لكن عندما يتعلق الأمر بالارقام والتواريخ فالأمر يختلف ,انا اتفق مع الاستاذ الألماني ، لأن من يكتب في صلب الاقتصاد السياسي أو يُقوّل ماركس ما لم يقلهُ يكون الامر هنا متعلق بالنزاهة الفكرية والأخلاقية للكاتب ..


3 - الاستاذ فواز المحترم
ادم عربي ( 2013 / 2 / 23 - 21:03 )
الاستاذ فواز المحترم
مقال عالي وجهد فكري عالي ايضا ، عندما تقول ان النظام الراسمالي يتكون من بنيه تحتيه وبنيه فوقيه وهنالك تناقض في كل بنيه تنسجم مع ثنائية الطبيعه كلام سليم ، لكن عندما نقول الافكار تغير في البنية التحتيه فهنا تبدو الافكار ليست افراز لتلك البنيه التحتيه بل تميل الى كونها اقرب الى الفلسفة المثاليه ، وهذا مخالف لاسس الماديه التاريخيه ، تطور وسائل الانتاج تفعل فعلها في علاقات الانتاج ، فالقيم والسلوك والمسيقى والفن ومكانة المراة افراز لبنيه تحتيه المتمثله بتطور وسائل الانتاج غير ذلك ان نقول ان البنيه الفوقيه تفرز وسائل انتاج جديدة يبقى الهرم مقلوب
مع كل المودة


4 - حول الموضوع الثاني
جمال احمد ( 2013 / 2 / 23 - 23:21 )
العزيز فواز
كان من القرر ان تبحث في هذا المقال عن -أجور العمل في إنتاج الخدمات لا علاقة لها بأجور العمل في الإنتاج الرأسمالي- وانا انتظرت ان اقرا تحليلا عن كيف ان اجور العمل في انتاج الخدمات له علاقة باجور العمل في الانتاج الراسمالي ، وماهو اوجه التشابه والاختلاف بينهماز ولكني قرات الكثير عدا ماكان من المقرر!!!ل
تحياتي


5 - الاستاذ العزيز أدم عربي
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 23 - 23:40 )
شكراً لمداخلتك ، وأتفق معك في بعض ما جئت بهِ ، لكن هل تعتقد أنت أن البنية التحتية للإقتصاد الصيني هي التي أوصلت المجتمع الاقطاعي المتخلف الذي لم يكن حتى قد عبر نصف المرحلة الاقطاعية الى الاشتراكية ؟ هل إنطبقت قوانين المادية التاريخية على النموذج الصيني عام 1945 ؟
وهل تنطبق على الحزب الشيوعي الذي يقوم بأكبر عملية تحول في المجتمع نحو الرأسمالية ؟
تقبل خالص تحياتي


6 - العزيز جمال
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 23 - 23:42 )

حتى يكون الحوار هادفاً وبناءاً ، قلت في تعليق سابق لي هناك طرحان للموضوع
الأول .. فئة تنفي وجود الرأسمالية ومجمل العلاقات التي يتحلى بها المجتمع الرأسمالي ، وتعتقد هذهِ الفئة بسيطرة ما تسميها البرجوازية الوضيعة وقلت أن هذا الطرح سرّبهُ البريطانيون لبعض الدول لتدمير القوى الشيوعية وخاصة في العالم الثالث لانهُ ينفي تبعية العسكر والملوك لقوى خارجية وروجت هذه الانظمة هذا الطرح ..
والثاني .. الذي يعتقد بوجود الرأسمالية ببساطة وتطور أدواتها ووسائلها ، وقبل الاجابة عليك وحتى أتمكن من التقرب لفهك للموضوع أتمنى أن تجيبني على هذا السؤال حتى يكون الأمر واضحاً لي ..
أنا أقف مع الطرح الثاني ، أين تقف أنت ؟


7 - لاعرف ماذا يحدث
جمال احمد ( 2013 / 2 / 24 - 00:01 )
عزيزي فواز
انا اريد متابعة مواضيعك وفي متن تلك اسال الذي يدور ببالي .
عنوان المقال هو كيف يعمل الراسمالية اليوم، اية الية عمل هذه المنظومة اليوم ، وان القسم الثاني حول اجور العمل في الانتاجي الخدمي ، فمن هذا اريد ان تفي بالجواب على العنوان التي انت اخترتها. وحول الكلام عن هناك طرحان للموضوع ، انا لا ارى ماتقول به ،وهذا التقسيم واستفسار عن اين اقف منهما امر عجيب
اعتذر اذا كان تعليقاتي يزعجك فهذا تكون اخر تعليقي في الموضوع
تحياتي


8 - الاستاذ فواز فرحان المحترم
ادم عربي ( 2013 / 2 / 24 - 02:44 )

اولا الصين ليس نموذجا جيدا...باسم الحزب الشيوعي يتم قهر العمال وذلهم..كما نقول باسم الدين يتم تحقير وتكريس دونية المراة المسلمة..فالصين بقيادتها التي تسمي نفسها الشيوعية دخلت منظومة العولمة وكما هو معروف اي اقتصاد خارج تلك المنظومة منبوذ كما الحال في ايران ، كوريا وتشيلي مثلا فغضب الاله يصب على تلك الدول..الصين صمن منظومة العولمه وكان هذا خلافها مع السوفيت في مرحلة التجهيزات التكنولوجيه ، نعم الصين كسوق للعمال تحت سيطرة الراسماليه التي تمتص دماء العمال الصينيين ولا تختلف عن بقية بلدان شرق اسيا الا بالدين الشيوعي الصيني ، حتى ضمن حققته من انتاج راسمالي لا زالت ظروف العامل الصيني شبية بظروف انتاج القرن الثامن عشر ، حتى راسماليتها متخلفه قرنين ..اما عن الاعمال الخدميه كالقلب والبيع السريع والبورصه وغيرها فقد كان لي نقاش قبل ايام مع الزميل خالد ابو شرخ عبر الفيسبوك ..ان محصلة القيمة الزائدة في هذة النشاطات تساوي صفرا ولا تضيف للثروة شيئ مجموع السالب والموجب يساوي صفر اي ما دام هناك ربح قيمة زائدة هناك خسارة بنفس القيمه لو ربح احدهم مائة ضعف السهم ، ما ينتج فائض- القيمه هو قوة عمل العمال


9 - تتمه
ادم عربي ( 2013 / 2 / 24 - 02:54 )

اما عن كيف تعمل الراسماليه اليوم فاعتقد ان الراسماليه هلاميه غير مرئيه سلمت مقاليد الحكم والسياسه طوعا للبرجوازيه الصغيرة طالما تحقق مصالحها وليس لها وجود دونها لواضطرت الى استعمال القوة المفرطة لحماية مصالحها ، ومهمتها تدجين الشعوب وحماية اجندتها من خلال تلك الطبقه التي لا تحيد عن مصالحها الطبقيه عند الانتخاب اساسا حملاتها الانتخابيه مموله منها...انت محق في ربط المشاريع الخدماتيه مع الانتاجيه لتلك الطبقه للحصول على قيمتين فائض القيمه والقيمة الزائدة
اسف للاطاله


10 - الاستاذ العزيز ادم عربي المحترم
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 24 - 11:56 )
أشكر مداخلتك القيمة على الموضوع وأتفق معك في وجود الرأسمالية التي يمكن تسميها بالهلامية الغير مرئية ، وأختلف معك في تسليمها مقاليد الحكم للبرجوازية الوضيعة ..
من وجهة نظر ماركس لا يوجد سوى طبقتان في العالم هما البرجوازية والبروليتاريا ، الطبقة البرجوازية في تدرجاتها المالية أي طبقاتها تشبه زقورة بابل ، أي أن هناك أغنياء في أعلى الهرم يتحكمون بالعالم وأغنياء على درجات مختلفة ومن مختلف أصناف الشعب ( أقصد الوظائف هنا ) ..
لذلك أرى أن القول بحكم البرجوازية الوضيعة في العالم تعني بالنسبة لي خداع طبقة العمال وتشوييه أهدافها وتسمية أعداءها ، لو فرضنا جدلاً بأن البرجوازية الصغيرة تحكم العالم !! فما هو دور الاوليغاركية المالية التي تتحكم بكل تفصيل صغير من تفاصيل حياتنا ؟
كما أن هذا القول يعني ببساطة جهل ماركس في دراسة الصراع الطبقي وقصور نظرته وضعفها بحيث انه لم يتمكن من تسمية طبقاته بالشكل الصحيح ..


11 - رفيقي العزيز جمال
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 24 - 12:08 )

أعتذر لك أولاً إن كان طرحي للموضوع قد أثار إنزعاجك، لقد أجبت على السؤال من خلال القول بأن إجور الخدمات في المجتمع تدخل في اطار عملية الانتاج الرأسمالي وأتيت بأمثلة عن العامل والطبيب والرياضي ..
ذكرت في تعليقي الاخير للاستاذ ادم عربي أسباب تمسكي بتقسيم موضوع مناقشة دور الرأسمالية في عالمنا الى طرحين ، لا أدعي امتلاك الحقيقة لكني احاول بمساعدة القراء ان نوضح بعض آليات عمل الرأسمالية ولدي ما يقارب الألف صفحة من الملخصات والاسئلة والاجوبة والمصادر وبالتالي قد أكون معرضاً للتشتيت في التعبير عن فكرتي بشكل دقيق وأعتمد هنا على ذكاء وحصافة القارئ الكريم ..
أعتذر لك مرة اخرى وتقبل خالص تحياتي


12 - المصادفة
نعيم إيليا ( 2013 / 2 / 24 - 12:14 )

العوافي أستاذ فرحان
لدي ملاحظات أو تساؤلات، لو سمحت لي!، سأطرحها وقد أناقشها معك، مع أن النقاش يبعدني عن طاولتي العزيزة، لابأس، فالحوار مهم أيضاً ويستحق العناء والتضحية بالوقت.
1- ألا توفر شركات التأمين وظائف لآلاف بل ملايين من المواطنين؟ فلماذا ننظر إليها شذراً
2- يبدو من حديث إنغلز أنه كان يؤمن بالمصادفة، فهل تؤمن بها أيضاً؟ فإن كنت تؤمن بها، فما هي؟ وما مدى ارتباطها بالعقلانية والفكر المادي؟
3- ((كيف يمكن قياس قيمة الاستعمال لمن يُصمم الآلة بساعات العمل ؟))
هذه هي المشكلة التي واجهت ماركس، والتي لم يتمكن من حلها في إبانها، ولكن الزمن، التطور، - على رأيك - سيحل المشكلة عوضاً عن ماركس (( لكن التطور فيما بعد أوصل الرأسمالية الى عتبة تحويل الاختراعات والتصاميم الى منتجات صناعية تدخل في دائرة عملية الانتاج الرأسمالي))
طيب! ألم تكن التصاميم والمخترعات في زمن ماركس تدخل في دائرة عملية الإنتاج الرأسمالي؟ أجد في هذه الجزئية شيئاً من الارتباك والضبابية، فهل تتكرم بإيضاحها وإجلاء الضباب عنها !؟
مع وافر الشكر


13 - الاستاذ العزيز نعيم ايليا
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 24 - 12:34 )
أشكر لك مداخلتك ..
ويسعدني الاجابة على أسئلتك ..
أنا أتفق معك في أن شركات التأمين توفر ملايين الوظائف في عالم اليوم للبشرية ولا أنظر إليها شذراً على الاطلاق ..
نعم انجلز كان يؤمن بالمصادفة ، ولديه الكثير من الثغرات في فكرهِ تسمح لنا بتفسير أفكارهِ بأشكال متعددة ، كما أنهُ كانت لديه حتى أخطاء علمية في بعض كتاباتهِ لا سيما تلك التي تتعلق بالرياضيات والفيزياء ..
وعن مدى إرتباطها بالعقلانية والفكر المادي ، أعتقد أن هذا الأمر نسبياً في موضوع أنجلز أما بشكل عام لا أعتقد أنهُ يوجد ارتباط بينها ..
عن ادخال التصاميم والابتكارات في زمن ماركس في دائرة عملية الانتاج الرأسمالي ، أقول أن ماركس وبشهادة أغلب علماء الاقتصاد فشل في إكتشاف هذا الموضوع في عصرهِ ، مثلما نفشل اليوم في الكشف عن القوانين الجديدة التي تتحرك من خلالها عملية الانتاج الرأسمالي في العصر الحديث .. تقيل خالص تحياتي


14 - اعتذار
نعيم إيليا ( 2013 / 2 / 24 - 12:35 )
كتبت شذراً والصواب شزراً
أرجو قبول الاعتذار عن هذا الخطأ


15 - الاستاذ فرحان المحترم
ادم عربي ( 2013 / 2 / 24 - 13:13 )

الاستاذ فرحان المحترم
وجدت البرجوازيه الصغيرة في كتابات ماركس Petty bourgeoisie ، واوضحت لك ان هذه الفئه تتقن العمل السياسي والاحزاب ، والراسماليه انما تسلم هذه الطبقة مقاليد الحكم طوعا وهي لا تحيد عن اجندتها التي تقف خلفها مقابل عدة امور من ضمنها التدجين بكل ابعادة ..سلوك ، ثقافة...الخ فالمواطن لا يرى الراسمالي بل يرى عضو البرلمان المخادع اما الاوليغاركية الماليه سبب المصائب لا احد يعرف بها...لاحظ تمويل المرشحين يقع على عاتق الاوليغاركية الماليه
مودتي


16 - تحية للكاتب
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2013 / 2 / 24 - 14:38 )
أولا نحيي المجهود الفعلي والواضح للسيد فواز فرحان ،انتهيت للتو من قراءة الجزء الأول والحالي من مقاله..وأظن انه فتح ورشا كبيرا ولا أعتقد أنه سيقفل سريعا وعلى الكل المساهمة الجدية، وهو جهد بحثي أهم ما فيه تطوير مداركنا وصقلها على أسس صحيحة ومصادرها الأصلية،وليس على كتابات تفتقد الدقة المعرفية والتبعية للأسماء الرنانة دون تمحيص لمضمونها..عموما الورش مفتوح والمقال يحتاج لأكثر من قراءة واحدة..وددت هنا فقط تحيتك تحية حارة والتشديد على الفكرة المهمة جدا التي صغتها حول الأمانة الأدبيةوالمبدئية في التعاطي مع القراءوهو ما عبرت عنه ب-لذلك أنصح القارئ بفعل نفس الشئ الذي فعلهُ الاستاذ الألماني مع أية مقالة تتطرق الى تاريخ الماركسية أو مناقشة قضايا الاقتصاد السياسي دون ان يذكر الكاتب مصدر معلوماتهِ ، فهي يإما سرقة أدبية واضحة وضوح الشمس أو انها احتقار لعقل القارئ والاستهانة به ..-أخيرا ملاحظة في تحديدك للبنية الفوقية للنظام توقفت على المستوى الايديولوجي فقط دون دكر للمستوى السياسي فيه..أم أنك تعتبره جزءا منه؟؟؟أخيرا أجدد تحياتي لجهودك في انتظار الأجزاء الأخرى


17 - البنية الفوقية والبورجوازية الوضيعة
عتريس المدح ( 2013 / 2 / 24 - 15:51 )
ورد في تعليق السيد آدم عربي في تعليقه رقم 3حول دور الافكار في تغيير البنية التحتية وبأن هذا الفهم أقرب إلى المثالية، من الواضح أن الافكار (البنية الفوقية) هو انعكاس للبنية التحتية (المادية) ،لكن هذا الانعكاس ليس انعكاسا أصما جامدا، ان هذا الانعكاس هو انعكاس واعي يعود ليعبر عن ذاته المادية في التأثير في البنية التحية، و إلا ما معنى التخطيط الاقتصادي وغيره من أنواع التخطيط أليس هو أفكار واعية تؤثر في البنية المادية التحتية، وعلى هذا يصبح مثل الصين الذي أورده الاستاذ فواز فرحان مثال دقيق عن هذا المفهوم
أيضا هنالك موضوع الرأسمالية وتسليمها السلطة طوعا للبورجوازية الصغيرة، أرى أن إعتبار المسألة على هذا النحو ليس إلا ضربا من التضليل فالبورجوازية الصغيرة لا يمكن لها أن تحكم فهي موظفة ووكيلة للرأسمالية عبر مواقعها الوظيفية في السلطة، تنفذ ما تريده البورجوازية والرأسماليين ، ولا يمكن لهؤلاء مثلا أن يتمردوا على النظام الرأسمالي إلا عبر انقلابات عسكرية وهذا لم ينجح حتى الآن فمثلا الحزب الديموقراطي في أمريكا الان ومعظم أفراده من البورجوازية الصغيرة لا يعبر في طروحاته إلا عن الرأسمالية


18 - الاستاذ آدم عربي المحترم
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 24 - 15:51 )
هذا ما أنا أقصدهُ تماما ...
علينا أن نجعل العامل البسيط والموظف المتعاطف مع قوى الخير أن ترى أن هذا البرلماني ليس إلاّ قطعة شطرنجية تافهة تنتمي الى طبقة الخدم للاوليغاركية وليس الجزم بأن العدو الرئيس للبروليتاريا هي البرجوازية الوضيعة ..
أنا أعلم أن ماركس تحدث عن البرجوازية الصغيرة لكنه قسّم الطبقات التي تشكل المحور في العملية الى إثنان ..
فدورنا كما أعتقد يجب أن يتضمن توعية الطبقة العاملة الى ان هناك من يقف خلف هذه البرجوازية الصغيرة بكل تشعباتها وليس تحميلها مسؤولية السيطرة على العالم لأن هذا ببساطة طرح ساذج ..
خالص مودتي


19 - الرفيق العزيز رفيق عبد الكريم الخطابي
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 24 - 15:52 )
أشكر لك مداخلتك ..
أقصد بها بشكل عام ، ولأن البنية الفوقية تفعل فعلها كما هو الحال في عمل البنية التحتية وتأثيرها على مسيرة التاريخ وكذلك لأن العقل يعمل إكتشف الانسان الآلة ووضعها مكانه في عملية الانتاج ، أي أن سير العملية الاقتصادية هنا خضع لمتابعة العقل البشري الذي ترك تأثيرهُ على البنية التحتية فيهذه الحالة ..
تقبل تحياتي


20 - شكرا للسيد عتريس المدح
ادم عربي ( 2013 / 2 / 24 - 17:00 )
شكرا للسيد عتريس المدح
نتذكر دائما يا سيد عتريس تجربة - كيم سونغ- مؤسس كوريا هذا الشخص انظمه جديده للبنيه الفكريه ،مع الاسترشاد بالتجربه الصينيه مع تعديلات كوريه، انظر للتجربه بعد اربعين عام عليها ، كيم سونغ ، عكس مفهوم الماركسيه للبنيه التحتيه والفوقيه ،حيث اعتبر ان الوعي في المجتمع هو البنيه التحتيه ، والمكونات الاقتصاديه البنيه الفوقيه،الفلسفه الماركسيه تقول لواقع الاجتماعي والتاريخي ليس الا فعل البشر فيه وعملهم التحويلي له وتعطي بذلك اولوية الفعل للمعرفه وليس التامل والتجرد ، والمجتمع ينتج لكي يستمر في الحياه ، لذلك انتاج وسائل العيش وادوات العيش والعمل والمواد الضروريه للانتاج ، لهو شرط لكل تنظيم او نشاط اجتماعي اكثر تعقيدا ،وبالتالي ان الطرق التي ينظم الناس انتاجهم المادي بموجبها هي اساس كل تنظيم اجتماعي عبر العصور .


21 - يرجى إلتأكد من كتابات ماركس
حسين علوان حسين ( 2013 / 2 / 24 - 17:45 )
أستاذي العزيز
برأيي المتواضع ، فأن الفقرتان اللتان تبدآن بالجملة :
لكن هذا النمط بالنسبة لماركس يشكل مشكلة نظرية خطيرة ، لأن عمل الشخص الذي يُصمم الألات لم يعد قابلاً للقياس بمدة العمل ، فساعة عمل لمهندس ......و إلى .... إلاّ أنه حسب ما يؤكد أغلب علماء الاقتصاد الاوربيون أنهُ لم يكتشف حلولاً لها بل طرحها كمشكلة تواجه أبحاثه النظرية
...
.غير صحيحتين مطلقاً قدر التعلق بماركس الذي - حسب معلوماتي - قدم الإجابة المطلوبة عليها
السؤال هو : من أين لك هذا ؟
أريد المصدر لطفاً و بالتفصيل الممل .
تحياتي و مودتي


22 - السيد عتريس المدح
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 24 - 17:59 )
شكراً لمداخلتكم القيّمة
تقبل تحياتي


23 - الاستاذ حسين علوان حسين
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 24 - 18:16 )
في الفصل السابع والعشرون ـ المجلد الثالث ـ النسخة الالمانية
في مجلة كلارا العدد 27 ــ 2013
Disput
وهي مجلة شهرية عدد تموز 2012 ص 37
بالاضافة الى أن هذه المعلومة موجودة في كتاب جاك أتالي
278
وأرجو أن تثق بأنني لا أكتب عن ماركس شيئاً غير دقيقاً
وهناك الالاف الصفحات تم تدميرها لهُ على يد الحزب الالماني الاجتماعي الديمقراطي وعلى يد ستالين الذي مسخ تاريخ ماركس بصدق من خلال تشويه الترجمات في عهده
لك مني خالص المودة


24 - تنويه للاستاذ حسين علوان حسين
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 24 - 18:20 )
معذرة
لم أذكر اسم كتاب رأس المال
في الفصل السابع والعشرين ــ المجلد الثالث من رأس المال ــ النسخة الالمانية
تحياتي


25 - سؤال
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 24 - 18:25 )
الاستاذ حسين علوان حسين
أين أجاب ماركس على هذه النقطة بالتحديد
أرجو التكرم علي بتزويدي بالمصدر وسأكون شاكراً لكم
قلت في تعليقك
غير صحيحتين مطلقاً قدر التعلق بماركس الذي - حسب معلوماتي - قدم الإجابة المطلوبة عليها
أين قدمها ؟ هذا هو سؤالي


26 - عزيزي الأستاذ فواز فرحان المحترم
حسين علوان حسين ( 2013 / 2 / 25 - 05:58 )
أنت تعرف ، و أنا أعرف بأن موضوع قياس قيمة عمل الشخص الذي يصمم الآلة زمنياً لا ينطوي على أية مشكلة البتة ؛ لماذا ؟
لوجود مفهوم العمل المركب إزاء العمل البسيط
و لكي لا نستعجل الأمور ، أتصور أنه توجد هناك مشكلة ، و - لحسن الحظ - فان هذه المشكلة لا تخص المرحوم عمنا ماركس مطلقاً !
لعل المشكلة تكمن في الواقع بالترجمة ، أو في رأس من كتب في الكلارا .
على أية حال ، الفصل 27 من المجلد الثالث لرأس المال عنوانه : دور الإئتمان في الإنتاج الرأسمالي ، و ليس فيه مشكلة من هذا النوع ؛ بل يتضمن ملاحظة توضيحية طويلة من أنجلز حول الجيل التالي من شركات المساهمة
هنا توجد مشكلة إما لدي أنا ، أو لديك
بالمناسبة ، الإشارة لرأس المال يجب أن تكون هكذا :
رأس المال ، المجلد كذا ، الجزء كذا ، الفصل كذا ، الصفحة كذا ، النسخة الإلمانية ، طبعة دار الطبع كذا ، السنة كذا ( أي أن هناك مجلد و جزء) لطفاً
أنتظر منك تفاصيل المصدر ، كي أستطيع فهم الموضوع على نحو كاف كي أدلو بدلوي قبل القفز إلى أستنتاجات غي مبررة .
أسعدني الحوار المتمدن معك
حبي و تحياتي


27 - تحيّة وملاحظة
رعد الحافظ ( 2013 / 2 / 25 - 16:33 )
قول شون بيتر هذا محترم
( إن الأداء الفعلي والمأمول من النظام الرأسمالي هو نقض فكرة إنهياره بضغط من الاخفاق الإقتصادي ، لكن نجاحهُ ذاتهُ يُدمر المؤسسات الاجتماعية التي تحميه ، ويخلق بصورة لا مهرب منها حالات لا يستطيع فيها أن يحيا ، والتي تشير بقوة الى الاشتراكية ، ولا حاجة لأن يقبل المرءهذه النتيجة لكي يصلح أن يكون اشتراكياً ) .. 4
أي أن كل تقدم تحققه الرأسمالية تقضي بهِ من خلال نجاحها على المؤسسات الاجتماعية والفكرية التي ساهمت في دعمها في مراحل سابقة ، أي أنها تقضي على بعض مرتكزاتها
**
من جهة اُخرى عن التأمين / هناك عزيزي فواز تأمين عام للإنسان يشمل حتى أوقات فراغهِ
فعندما اُصبتُ بقدمي الأيمن وأنا ألعب كرة القدم مع أولادي وأصدقائهم وتطلّب الأمر عملية , كان مبلغ التأمين حوالي 80 ألف كرون والعلاج شبه مجاني
لكن حظّي العاثر صادف أنّي ألغيت ذلك التأمين قبل 45 يوم فقط / لا أعرف لماذا ؟
**
الخطل الرئيس في ظنّي حالياً في النظام الرأسمالي
أنّ الإمتيازات أكثر ممّا يجب , وهم يسمحون بالإقتراض كثيراً دون ضمانات كافية للتسديد
وعندما فجأةً يمتنع الكثير عن الدفع , يحدث الإنهيار والطامة الكبرى !


28 - الاستاذ العزيز حسين علوان حسين
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 25 - 17:15 )

عذراً المصدر الذي أشرت لهُ في رأس المال موضوع آخر يعود لنص نشرتهُ في مقالة العزيز جمال أحمد ..
أما مصدر المعلومة بالاضافة الى مجلتي حزب اليسار الألماني فهي موجودة في السطر السادس من الصفحة 278 ، كتاب جاك أتالي ، كارل ماركس فكر العالم ، سيرة حياة ، ترجمه عن الفرنسية ، محمد صبح ..
أعتقد أن كارل ماركس طرح المشكلة دون أن يتوسع في تفصيلاتها ، وسأكون ممتناً لكم لو ذكرت لي أين تطرق ماركس لهذه المسألة ؟
تقبل خالص تحياتي


29 - العزيز رعد الحافظ المحترم
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 25 - 17:16 )

لا أعلم إن كانت لديك هذه النسخة من كتاب شومبيتر ، الرأسمالية والاشتراكية والديمقراطية ، فهو كتاب قيّم كاتبه وزير مالية نمساوي سابق وإستاذ في عدة جامعات عالمية ..
هناك اليوم تفرعات واسعة للتأمينات بما فيها دفع ثمن أي دواء أو علاج أثناء السفر الى بلدان اخرى ، وغيرها ..
تحياتي


30 - عن جوزيف أ . شومبيتر
رعد الحافظ ( 2013 / 2 / 25 - 18:28 )
عزيزي فواز
أعترف بأنّي لم أقرأ لهذا الرجل أيّ كتاب
بل ربّما قد قرأتُ عنهُ مقالاً ما
أعلم أنّهُ قال / بأنّ بذور إنهيار الرأسمالية كامنةٌ فيها
وكذلك هو كان ناقداً للاشتراكية المركزية
معناها / رفض أن يكون مدافعاً عن الرأسمالية وعن الاشتراكية المركزية
وكان يُبشّر بالحركات الاجتماعية وبدورها المتصاعد في حياتنا المعاصرة
وهذا ما نراهُ فعلاً على أرض الواقع اليوم
****
لكن بسؤالكَ عن الكتاب تذكرتُ ما حملهُ لنا صديقنا العزيز الزيرجاوي في مكتبته المتنقلة
وها أنذا أبحث عن الكتاب لأستحضرهُ للقراءة بعد هذا التشويق الجميل
أشكراً لكً


31 - عن جوزيف أ . شومبيتر
رعد الحافظ ( 2013 / 2 / 25 - 18:29 )
عزيزي فواز
أعترف بأنّي لم أقرأ لهذا الرجل أيّ كتاب
بل ربّما قد قرأتُ عنهُ مقالاً ما
أعلم أنّهُ قال / بأنّ بذور إنهيار الرأسمالية كامنةٌ فيها
وكذلك هو كان ناقداً للاشتراكية المركزية
معناها / رفض أن يكون مدافعاً عن الرأسمالية وعن الاشتراكية المركزية
وكان يُبشّر بالحركات الاجتماعية وبدورها المتصاعد في حياتنا المعاصرة
وهذا ما نراهُ فعلاً على أرض الواقع اليوم
****
لكن بسؤالكَ عن الكتاب تذكرتُ ما حملهُ لنا صديقنا العزيز الزيرجاوي في مكتبته المتنقلة
وها أنذا أبحث عن الكتاب لأستحضرهُ للقراءة بعد هذا التشويق الجميل
أشكراً لكً


32 - العزيز رعد
فواز فرحان ( 2013 / 2 / 25 - 20:37 )
نعم الكتاب موجود في مكتبة الاستاذ العزيز الزيرجاوي
لك ولهُ مني كل التحية

اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا