الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرش الجنسي ظاهرة اجتماعية مرضية

صبيحة شبر

2013 / 3 / 2
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي





هناك ثلاثة أمور مجتمعة تعمل على بروز ظاهرة التحرش بالنساء في العالم العربي، وحاصة في السنوات القليلة الماضية بروزا خطيرا ، اول هذه الأمور هو شدة الكبت الذي يعاني منه الشباب العربي ، وهذا الكبت يرتبط ارتباطا وثيقا بالتربية السائدة التي يتلقاها الذكر في العوائل العربية والقائمة على القوة البدنية واعتبار الاعتداء على الآخر دليلا على

القوة التي يستحق من يتصف بها التقدير والاحترام من قبل افراد المجتمع ، كما ان تلك التربية تحرص على تنشئة البنات ضعيفات يلعبن دور الضحية ،التي تخفي ما تتعرض له من انواع التحرش الجنسي ، لان اعلانه يتسبب في ان تظهر الفتاة بمظهر عديمة الاخلاق ،والتي لم يحسن ذووها تربيتها ، ولم تتلق في المدرسة تعليما يؤهلها ان تكون قوية الشخصية ،تدافع عن نفسها في اوقات الاعتداء ، كما تحرص ابعض العوائل على تربية بناتها متقلبات الرأي ، لايحملن فكرة معينة ،باعتبار الثبات على الرأي من صفات الرجال ، وان من يتشبه بهم ملعون في الدنيا والآخرة ، هذه التربية تعمل على ان ان يقوم الذكر باظهار فتوته وصفات الرجولة ، وان تخفي الفتاة جمالها ، وألاتعلن عن أنوثتها، مخافة من التحرش ، تشارك في نمو هذه الظاهرة وتفاقمها النظم السياسية والاجتماعية السائدة ،والتي اشتدت عدوانتيها ضد النساء ، بتقسيرها الخاطيء للدين وتجريده من الصفات الانسانية ،والتي تدعو الى التعاون والتآلف ومساعدة الضعيف ،والوقوف بجانب المظلوم ،والحرص على التعلم من المهد الى اللحد ، ولقد كثرت التحرشات الجنسيةعند اندلاع الثورات العربية ضد الظلم والطغيان ، وتصدي الاسلام السياسي للسيطرة على هذه الثورات، فأخفي الجانب الانساني من الدين ،والذي يدعو الى الانصاف والعدالة والاجتماعية ، ورغم ان المظهر الديني اخذ ينتشر بين الناس ، الا ان الوازع الديني بدأ ينحسر انحسارا شديدا ، فتحجب النساء لم يمنع التحرش بهن ، فكل النساء معرضات للتحرش الجنسي سواء كن جميلات أم قبيحات ، شابات او كهلات ، متزوجات ام عازبات ، عندهن اولاد وبنات بعمر المتحرش ،ام ليس عندهن ، وانتشر التحرش في الهواتف ، وفي الانترنت ،فما الذي جعل مجتمعاتنا المحافظة على قيمها ومبادئها ،وحسن تربيتها تكثر بها التحرشات الجنسية ، يقول بعصهم ان علاج التحرش يكون في الفصل بين الجنسين ، ونجد التحرش شديدا وقاسيا ،حين يتم هذا الفصل ، كما ان الحجاب لايمنع التحرش ، ولا يمعنه ايضا لبس النقاب او اخفاء المفاتن ، وهذا التحرش ليس دليل اعجاب او عاطفة حب نحو المتحرش به ، انما هو رغبة في الانتقام وتلويث السمعة، والحط من شأن المتحرش ، وأصبحت بعض النساء يتحرشن بالرجال ، ظنا منهن ان ذلك التحرش يكسبهن المساواة ، مفاهيم خاطئة ، انتشرت في مجتمعاتنا حين انعدمت القدوة، وسادت الفوضى ، فما الذي جعل التحرش الجنسي منتشرا بعد التغييرات ،التي حدثت بما يسمى بالربيع العربي ؟ هل ان مجتمعاتنا العربية قد احبت العقاب القاسي من طول ادمانها له ، ام ان السبب يكمن في انقلاب المقاييس ؟ما الذي جعل شبابنا وشيوخنا يكثرون من التحرش ، هل لأنهم أمنوا العقاب ولم يكن الحياء من طبعهم ، ام ان اليقين اخذ يساورهم ان الآخرى المتحرش بها سوف لن تشكوهم الى السلطات ؟
ولو قارنا بين مجتمعنا في السبعينات وبينه الآن ، لأتضح اننا تراجعنا في القيم واحترام الآخر ،وتقدير النساء كثيرا جدا ، في السبعينات كانت الفتيات يرتدين الملابس القصيرة – الميني جوب- ولم يتجرأ أحد على التحرش بهن ، وكانت مقاعد الدراسة في الجامعات العراقية للبنات والبنين ، وكان العميد بمثابة الاب لكل اولاده الطلاب من الجنسين ، ولم نشهد تحرشا ، انما علاقات نظيفة لم يكن بها اكراه ولا تشهير
العلاج هو في التعاون بين كل الحريصين على صحة المجتمع وسلامته ، بين البيت والمدرسة ، ويكون العلاج في النظم التربوية والمساواة بين الجنسين في تكافؤ الفرص ، ويكون العلاج في الاستفادة الواعية من التكنولوجيا وادخل التطورات الايجابية الى مجتمعاتنا





صبيحة شبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت