الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقابة موازية للصحفيين !

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2013 / 3 / 3
الصحافة والاعلام


تعلمت من حزب الدعوة الاسلامية قاعدة ذهبية هي " دعهم يعملون "، أعتقد أن القائد المغيب عبد الهادي السبيتي( أبو حسن ) هو من كتبها في واحدة من أعداد نشرة الحزب المركزية (صوت الدعوة) التي توقفت من وجهة نظرنا عند العدد 32 بعد انشقاق الحزب في إيران الثورة الاسلامية الى قسمين:

واحد بقيادة الشيخ علي الكوراني الذي سرعان ما انسحب وترك القيادة للمرحوم الشهيد (عز الدين سليم ) وصار حركياً على نهج الإمام الخميني القائم على العمل العلمائي، وطريقة العمل على طريقة الحشود البشريّة كبديل للتنظيم والحزب قبل أن يغير رأيه في العمل السياسي في زمن الغيبة وإقامة حكم ديني، وهو أؤمت به أنا أيضاً فقد سرتُ على نهج الكوراني الذي كان استاذي المباشر في (التحليل السياسي) مؤمناً بنا يؤمن به في شأن العمل السياسي والتنظيمي ، وأشهد على الكثير من مفارقات تأسيس " حركة الدعوة الاسلامية " وانقلاب بعض أتباع الكوراني عليه! متناسين أنهم ينقلبون على ( دعهم يعملون ) أيضاً.

والثاني فكان قيادة الشيخ محمد مهدي الآصفي الذي أصبح وفاة الامام الخميني تحت عباءة السيد علي خامنئي قائد الجمهورية الاسلامية في ايران ومعه بالطبع فقيه الحزب السابق السيد كاظم الحائري ، ملتزمين كما يبدو بتلك القاعدة.

ولقد وضعت نشرات (صوت الدعوة ) للحزب في مرحلته الثقافية أو التغييرية مسلّمات ثابتة، أرست قواعد عمل ثابتة في أي تحرك يقوم به الدعاة ، سواء أكان في الأمة في إطار التنافس مع التنظيمات والمؤسسات الفكرية والحزبية وحتى المهنية التي لاتؤمن بفكر الدعوة ولا بخطها وربما تتعارض معه جملة وتفصيلاً، أم بين الدعوة ومحيطها الخارجي أي خارج نطاق الأمة الاسلامية وخارج دائرة عملها في المرحلة السياسية.

عموماً تشكل قاعدة (دعهم يعملون) مدخلاً ايجابياً لفتح حوار مع كيانات أخرى تحاول الدخول في منافسة أو مشروع على الساحة بمايساعد على التقارب ويجسّر الهوة ويجنب الصراع المكلف وغير المجدي، وهي واحدة من أهم القواعد التي سرت عليها الى جانب القاعدة الذهبية الأخرى (فكرنا صحيح ما لم يثبت العكس) التي تأتي لتكمل أننا لانعارض خلق أي كيتن منافس لنا ونتركه يعمل ونتمسك في الوقت نفسه على فكرنا وقواعدنا ما لم يثبت العكس، أي أن باب الحوار يزل مفتوحاً مع (الآخر) ولا نغلفه مع التأكيد على ضرورة الإلتزام بما نعتقد متمسكين بأسسه.

ومن هنا فإنني أرى أن تأسيس "النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين" لا يتعارض مع ما أعتقد به خصوصاً وإن المادة 22 ثالثا من الدستور العراقي الدائم تضمن أن "تكفل الدولة حق تأسيس النقابات والاتحادات المهنية، أو الانضمام اليها، وينظم ذلك بقانون". ولم يصدر حتى اليوم مثل هذا القانون، شأن قوانين عديدة أخرى دعا الدستور الدائم الى تشريعها.

ولفتني في الواقع أن الصديق العزبز ورفيق النضال الطويل النقيب المنتخب لهذه الجماعة الزميل عدنان حسين أنه قال إن النقابة "ستركز جهودها على محاولات الدفع نحو اصدار تشريع حق الحصول على المعلومات" الذي بغيابه ومن دون وضعه موضع التنفيذ، يتعذر على الصحافة القيام بواجبها الأول على أفضل وجه وهو تقديم خدمة الحقيقة الى الشعب .

وما أسرني أكثر أن هذا الكيان الجديد أعلن منذ البداية أنه ليس بديلا عن أي كيان قائم، كما أن العضوية فيه لا تتعارض مع عضوية "نقابة الصحفيين العراقيين".
ياجماعة الخير ...
إذا كنا عاجزين على توحيد جهودنا كصحيفيين ، ونحن عاجزون أساساً على ضم جميع الصحفيين تحت خيمة واحدة أخفقت حتى الآن في ذلك ؟ فهي لم تمنح العضوية كما علمت للكثير من مؤسسي تلك النقابة الوطنيّة ، ولم تحتف بمثلها الذي عينته في العام 2007 ممثلاً عنها في الامارات ، بل لم تنشر ولو خبراً صغيراً تضعه على موقعها الأليكتروني بعد حصوله على وسامين ذهبيين من مجلس الشيوخ الفرنسي ومن الأكاديمية الفرنسية للعلوم والفنون والآداب، فلماذا لا نؤيد تأسيس نقابات صحفية أخرى خصوصاً وأن "التعددية النقابية، هي كالتعددية الحزبية، مطلوبة ومفيدة من ناحية تشديد المنافسة على خدمة الجمهور بصفة عامة، او بعض شرائحه بصفة خاصة".

نعم إن أهم ما يجب أن تتحلى به أي نقابة للصحفيين العراقيين هو الاستقلالية تجاه السلطات، وهذه هي الأزمة الأزلية بين المثقف والحكومة.
والعاقل يفهم.

مسمار :
" هنا تكمن عظمة الفضيلة..أن لا تعملها لتجاهر بها ..ولا طوعا لأمر الهي "
فريدريك نيتشه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي