الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوغو تشافيز... عزاء وتضامن مع الذات..

وسام الفقعاوي

2013 / 3 / 8
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


هوغو تشافيز... عزاء وتضامن مع الذات..
بقلم: وسام الفقعاوي.
نتقدم من الشعب الفنزويلي وحكومته بعظيم العزاء والتضامن والمواساة لرحيل القائد والزعيم الثوري الرئيس هوغو تشافيز، نعزي أنفسنا وكل أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية وكل الثوريين والأحرار في العالم أجمع.
عزاء وتضامن ومواساة، لا يقدمه الشعب الفلسطيني للزعماء والقادة والملوك والأمراء والرؤساء بالعادة، فقد رحل وأُسقط العديد منهم، لم نقف هذه الوقفة، بل كنا نقف وقفات تضامن مع شعوبها المقهورة والمُستَلَبة، وحين رحلوا أو أُسقطوا استبشرنا ببدء قاطرة التغيير، لكننا اليوم مع القائد والزعيم الثوري الرئيس هوغو تشافيز في وضعية مختلفة، هي وضعية التضامن مع الذات، التي فُجعت وحَزنت وخسرت بفقدانه ولو بصراع مع المرض.
أنه الوفاء الذي لا نمنحه إلا لمن يستحقه، وفاء للقيم والمبادئ الإنسانية السامية التي آمن بها تشافيز، قيم الأمم المحتلة والمفقرة والثائرة، وليس قيم الأمم المتحدة وحقوق إنسانها، رفضاً للاستعمار والاحتلال واستغلال رأس المال، ومواجهةً للحرب والحصار والدمار وإبادة أحلاف الاستعمار القديم - الجديد، ومجابهةً لسياسات التجويع والفقر والإفقار، باسم اللبرلة والخصخصة وإعادة الهيكلة، ومؤسسات عابرة للقارات خدمة لأهداف الإمبريالية الطامحة دوماً لنهب فائض رأس المال، وصولاً لنهب شعوبها واستباحة مقدراتها وتخليف مجتمعاتها وتفكيك بلادها.
هنا عندما نعزي أو نعلي تضامننا مع الشعب الفنزويلي، نعزي أنفسنا ونتضامن مع ذاتنا، لأننا رأينا الثائر هوغو تشافيز من خلال فلسطين، واستمراراً لمحرر أمريكا اللاتينية من نير الاستعمار الأسباني سيمون بوليفار، وفكر القائد الثوري والزعيم الكوبي فيدل كاسترو، وبندقية الثائر دوماً تشي غيفارا "فأينما وجد الظلم فهناك موطني"، لذلك كانت فلسطين موطن تشافيز رغم أن قدماه لم تطأها، لكنها سكنته قضيةً وشعباً ومصيراً، وصولاً لأن يقول أن "فنزويلا هي فلسطين .. وفلسطين هي فنزويلا"، يأتي ذلك في الوقت الذي تخلى ويتخلي الكثير من زعماء أبناء جلدتنا عن فلسطين، ولم ينفكوا عن تشويه التاريخ واستلاب الجغرافيا، ومد جسر العلاقة مع الكيان المغتضب. وعليه ضيقوا الحدود وشددوا الحصار وزادت قوائم المنع والحظر والطرد والاعتقال، ليس هذا فحسب، فقتل الفلسطيني باسم حفظ الأمن أو ربيع مجهول أصبح عندهم حلال، في الوقت الذي كانت فنزويلا أول دولة تمنح السفر والتنقل للفلسطيني بحرية وبدون تأشيرة مسبقة، كما منحته حق الإقامة علي أراضيها متى شاء دون أية تعقيدات.
تُعلَن الحرب على غزة في عامي 2008-2009، من قلب أكبر عاصمة عربية، وبحضور رسمي وإعلامي عربي وأجنبي واسع، وتشن حرب الإبادة والتدمير والتطويع، ويتوسط الزعماء العرب أنفسهم لجلب تهدئةٍ لالتقاط الأنفاس، في الوقت الذي قام تشافيز بطرد السفير الإسرائيلي من بلاده رداً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسحب السفير الفنزويلي من تل أبيب، ويعلن حينها "لا فائدة من التعامل مع إسرائيل".
ولم يكتفي تشافيز بما سبق بل صرح أنه "ينبغي جر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأميركي، لو كان لهذا العالم ضمير حي". ويكمل "يقولون إن الرئيس الإسرائيلي شخص نبيل يدافع عن شعبه! أي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه" أنه الوفاء الفلسطيني لمن قال وأعلن بأننا "منذ البداية وقفنا في صف الشعب الفلسطيني ونضاله التاريخي ضد دولة الإبادة إسرائيل".
وهنا من حقنا أن نسأل عن الدافع الذي يجعل هوغو تشافيز دولةً وشعباً، يقفون مع الشعب الفلسطيني ونضاله، هل طمعاً في أرض؟! أو نفط؟! أو مال؟! أو نفوذ؟! أو سيطرة؟! أو هيمنة؟!، أم هي المبادئ والقيم الإنسانية التي تتجاوز العقيدة والمصالح والأطماع، قيم رفض الظلم والقهر والاستلاب والاستغلال والاحتلال وبشاعة رأس المال، لتؤسس وتعلي وتعزز لقيم العدالة والمساواة وحق الشعوب في ثرواتها وحياتها، قيم الحرية والإخاء الإنساني، قيم النضال ضد الإمبريالية داعمة الصهيونية وربيبتها إسرائيل وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
عزاؤنا تشافيز.. أن كل محاولات تفتيت وتمزيق القضية الفلسطينية، وتركيع شعبها، تارة تحت عباءة القوة والغطرسة والعدوان، وتارة أخرى تحت عباءة التسوية والتفاوض والعبثية السياسية لم تنجح، وبقي الشعب الفلسطيني عصي على الكسر أو التطويع بفضل إيمانه بحقه في أرض وطنه، وإرادة الصمود والمواجهة، ومقاومته الوطنية الباسلة، وقبضه على زناد بندقيته التي يعرف أن وجهتها صدر العدو لا غير.
عزاؤنا تشافيز.. أنك توشحت بالكوفية الفلسطينية، متقدماً مسيرة شعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في قلب كاراكاس العاصمة الفنزويلية، نأمل أن تتوشح بها الضفة وغزة في مسيرة رسمية وشعبية لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة، والاتفاق على رؤية إستراتيجية وطنية تستند لحقوقنا الثابتة والتاريخية.
عزاؤنا تشافيز.. أنك دعوت من قلب سجنك إلى ثورة شعبية ضد مغتصبي حكم فنزويلا في أوائل التسعينيات، فلا يزال أسرانا في السجون ينتفضون ويثورون بأمعائهم الخاوية، فبالتأكيد وصلتك أخبار أحمد ومروان وخضر وسامر وهناء وورود والشراونة وقعدان وعزالدين، وعرفت أن أفقاً جديداً للثورة الفلسطينية قد يفتح من بوابة زنازين الموت الصهيونية، حينها لن يكون الموت في سبيل قضية عادلة إلا حياة.
ويبقى عزاؤنا.. أن شعبينا الفنزويلي والفلسطيني والكُثر من أحرار العرب وثوار العالم، آمن بمبادئك واشتراكيتك وقيمك الإنسانية، ونهجك في النضال ضد الاستعمار والاحتلال والإمبريالية، ولن يفكوا للعدو حبل المشنقة وداعاً رفيقنا تشافيز.. وصبراً شعب فنزويلاً وفلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟