الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى شهوة

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)

2013 / 3 / 19
الادب والفن


هرعتُ إلى قهوتي أبحثُ فيها عنهُ... لا أدري هل أبحث عنهُ أمْ أبحثُ عني ! كم سخيفة تلكَ السُطور التي تدوخُ رأسي كحبوب هلوسة تشمرُني إلى عالم قارس المشاعر؛ هل ياترى هو قارس مثلهُ !
فأقَلِبُ في كوب القهوة تارة وتارة أُقلبُ الهاتف أتظاهر اني قد اكون لَمْ أسمع رنته المعتادة , تذهب أصابعي بعيدا إلى أخر رسائلهُ فيجنُ جُنون مخدتي, فيهبُ عِطرهُ مِنْ عليها يطوق أنفاسي يمسكُ برقبتي يشدُ مِنْ على نهدي قطعة الملابس الوحيدة التي تستر شهوتي لهُ, أتقلبُ فوق المنضدة أفركُ بقلم الرصاص الذي تركهُ عندي بعد أخرِ قصيدة نقشها وهو ملقى على السرير كالجندي الاسير ... كم حقيرٌ هو ... آه
تركهُ عمداً كعادته في بعثرة ذكرياتنا بين عيني فالغرفة تكاد لاتخلو مِنْ شيء يعودُ لهُ فحتى أنا صِرتُ أعودُ إليهِ كقطة فارسية لاتلبثُ تتركُ المنزل وتلهو بكُرةِ الصوف إلى مالانهاية. هل أنا كُرة صوفهِ أمْ أنا قِطتهُ التي دوما تعود إليهِ !
كانت أخرُ ليلة ساخنة كباقي الليالي
- قفِ أمامي وضعي عليكِ ربطة العنق السوداء فقط
- ربطة العنق ... فقط ؟
- نعم سأكتب شهوتي علّها تكون معلقة القرن الواحد والعشرين !
- لما ربطة العنق فقط لماذا لا أكون بلا رتوش؟
- لا لا .. ربطة العنق السوداء فهي تثير أصابعي وتثير أحزاني ووقت لقائاتنا
سأهجرهُ ....
نعم سأهجُرهُ فهذه هي المرة العاشرة التي يخلفُ موعدهُ , لايتصل ولا يجيئ بل أبحث في رسائله لا أجدُ غير رسائل أول لقاء لنا عندما التقطني بعد عاصفة هوجاء أسقطتْ كُلَ أوراقي في منتصف الربيع وحولتني إلى خريف أستمر سنين , لا أتذكر كيفَ دسَّ أصابعهُ في مُخيلتي وقادها إلى طريق لا أدري نهايتهُ لكنهُ دخل عليَّ مِن باب قال لي أنني نسيتهُ مفتوح !
يالعشقي لهُ فهو يعرف مِنْ أينَ تُقبل الرقبة ؛ يعرفني جيداً يُغريني يشدُني إليه أشعرُ أني ملتصقة به كشمعة بضوئها واتمنى أن لايتحول إلى ريح فيجردُني للمرة الثانية من شوقي اليه !
كانَ يتلذذ بضربي كانت لذةُ الشمع المحروق فوق جسدي تسليتهُ أصرخ ... أبكي
" لما تؤذيني أيها السادي "؟
- أنا أؤذيكِ ! أنتِ لا تتأذين أبدا يا ماكرة فأنا أشم شبقكِ لسوطي فألبي أوامركِ ...
- آه أطلق سراحي أشطُبني مِن نسائك
- أنا لستُ سجناً , أنا ذكرى ستضلُ تُطارِدُكِ وتجلدكِ فوقَ الوساداتْ وبينَ العُطور حتى يُصبح شوقُكِ لي قارة الارض الثامنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ


.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني




.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق


.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع




.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر