الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان من دوامة المتلقي إلى مشروع بناء الدولة

حسن عماشا

2013 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


المخرج من هذه الدوامة والمراوحة لا سبيل له الا عبر المبادرة في تقديم رؤية عامة مبنية على طبيعة لبنان وموقعه ودوره الذي يمكن أن يلعبه واقعيا وبعيدا عن الشعارات الطوباوية من شاكلة "لبنان الرسالة". و"التنوع والتعايش" و"الحريات" الخ..
والبحث عن دور إقتصادي حقيقي تجاه العمق العربي بعيدا عن وهم سوق سابقا بان لبنان هو المصرف والجامعة والمستشفى والخدمات السياحية، إلى ما هنالك من مبالغات وإدعاءات حيث أن أبعد الكيانات العربية عنا وأكثرها تخلفا من حيث البنى السياسية الاجتماعية أصبحت تتجاوز لبنان بأشواط كبيرة وفي مختلف المجالات.
أن دورا ما يمكن أن يلعبه لبنان تجاه المنطقة لا بد أن يرتكز على ما يمكن أن يقدمه في مجال الصناعة والزراعة شرط أن تتوفر شروطه من حيث تأمين البنية التحتية وتطوير قطاعات الخدمات والاستثمار للموراد الطبيعية بما في تلك التي ترتبط بقطاع السياحة.
وهذا الدور لا يمكن أن تقوم به بشكل مستقل رأسمالية خاصة لأن هذه بطبيعتها غير مستقلة ولا يمكن لها أن تقوم باستثمارات تتعارض مصالحها مع مراكز الرسمال العالمي أي كان انتمائها الطائفي أو إصطفافها السياسي. فهذا الدور يجب ان تقوم به الدولة حصرا وإن كان لا بد من إشراك الرأسمالية الخاصة فهذا لا يجب ان يتعدى الحدود الضيقة التي لا تتيح لها إمكانية التحكم بصيرورة عمليات الانتاج والتنمية.
في لبنان لسنا أمام تأميم القطاعات لأنها أصلا ليست مكونة بعد وما زالت الموارد الرئيسية (المهدورة والمهملة) هي ملكية عامة واذا كانت بعض المرافق جرى إحتلالها بوضع اليد عليها وبالتقاسم ما بين شرائح الطبقة الحكمة فهذه أوضاء شاذة موجودة بقوة الأمر الواقع وليس لها سند قانوني .
غير أنه وقبل الشروع في البحث بهذه الموضوعات من الناحية العملية لا بد أولا من تأمين الحماية والحصانة للحيز الجغرافي الكياني بوجه أي عدوان او إستهداف خارجي وفي واقعنا المحدد هذا الاستهداف موجود واقعيا وليس افتراضيا ممثلا بالعدو الصهيوني والقوة في مواجهته هي موجودة بالفعل انما يفترض نزع الزرائع التي يروج لها العدو وحلفائه والقوى المتماهية بمصالحها وارتباطاتها مع حلفاء العدو الصهيوني والمتبنون للأهدافه. وذلك عبر التوحد خلف المقاومة واعتبار أي صيغة تزيل الهواجس وتحفظ قوة المقاومة إلى أن يتم تكوين القوة الوطنية البديلة التي تتمكن من حماية لبنان بالاستناد الى قواه الذاتية وليس بالرهان على قانون دولي أو حلفاء دوليين وإقليميين.
بهذا المعنى فقط يمكن البحث في إستراتيجية وطنية للدفاع على أسس علمية وواقعية وليس كما هو حال ما يسمى حوار حول "الاستراتيجية الدفاعية" التي ينقسم حولها اللبنانيون بين من يريد الاحتفاظ بسلاح المقاومة مكتفيا بالصيغة القائمة واقعيا دون النظر بمقتضياتها على المستوى الوطني العام وربطها بمجمل الخيارات الاقتصادية والسياسية والحقوقية والاجتماعية. وبين من يتماهى مع متطلبات العدو الصهيوني اولا والداعمين له على الصعيد العالمي ثانيا والهادفة الى نزع هذا السلاح أو محاصرته عبر تقيده بجملة من التعقيدات التي تبطل فعاليته وقدرته على المبادرة انطلاقا من الارتباطات والمصالح التي تجمعهم مع حلفاء العدو الصهيوني بغض النظر عن الحجج التي يسوقونها لتبرير هدفهم.
وهنا بيت القصيد لا يكفي تجاهه رفع الشعارات الفارغة من أي محتوى عملي وان تكوين قوة تغيير حقيقية تتمكن من إرساء قاعدة عمل وطني خارج قواعد نادي النظام السياسي يفترض أولا أن تكون نواة هذه القوة بعيدة عن وهم التغيير من داخل بنية النظام أو عبر المشاركة فيه كواقع قائم. فلا بد ان تكون قوة التغيير العتيدة في منطلقاتها مختلفة كليا عن البنى القائمة في الواقع سواء من هي منها في نادي النظام أو على هوامشه. وان تنجز مقدما برنامجا مرحليا يتضمن خطط ومشاريع عمل تشمل المجالات كافة بدء من تأمين السيادة الوطنية للدولة وبمقوماتها. وصولا الى مشاريع تغطي المجالات كافة والتي تعني تعزيز دور الدولة في كل الميادين وعلى أساس هذا البرنامج المرحلي تقام التقاطعات والتحالفات السياسية.
وكل نشاط دون هذا المستوى يبقى قاصر عن اي تأثير حقيقي يخرج من دوامة الخضوع الفكري والسياسية للقوى السائدة. بمعزل عن النوايا أو الرغبات لا طريق للتغيير غير هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل