الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(موناليزا بغداد)

شعوب محمود

2013 / 3 / 23
الادب والفن


(موناليزا بغداد)


عيناي الليلة تحترس
عيناي تخاف الغدر ،
وترقب في الصمت الممتد من الصحراء إلى الصحراء
حيرني النجم
حملت متاعي
وعبرت الغابة ، والأشجار
رجمتني بأوراق
يلتف العمر بها
ويتيه المغتربون
ونواح الريح :مدارج للصحراء ،
ظمأتُ وجوْد الماء
يستنفذ صبري
والكاظم غيضي ،وحيداً كنتُ هنا
وعواء الذئب ،
رفيق الوحدة يترع كأسي في الصحراء
بالخوف ، وخمر الخوف يصور من أنباء
يومية فصل الرحلة ، يا بغداد
في الزمن الهارب من طوق الزمن المسعور ،
أدوّن يوميات الوحش ، وطاعون الإرهاب
خلف الأسوار ،
وخلف بيوت الله ،
ومن خلف الأبواب
يتجذر في الشريان،
وطين القلب ،
وفي الإحساس
مثل الهلع المخبول ،
ومثل أساطير الوسواس
في اليقظة والأحلام
من نار العام لثلج العام
يتجذر في القاع الحنظل
مذ فاض كماء النار بمنهل
عند التفجير
قد أعلن عن مقتل ..
من كل محطاتي العربية ،
قال المرسل
وتلكأ قبل النطق
بالسطر الأول
تعداد القتلى أجهل
أتعبني الصوت
وتفنن صنع الموت
والليل ، فرحت أجاذب
أحلام الذات ، وأطياف الغابات
ومعارض للفن الدموي على أطراف الكوفة كاللوحات
بل فوق جدار البصرة ،
فوقك يا بغداد
مونليزا بألوانٍ حمراء على الجسد البشري
في بابل ، تحت منائر سامراء
تلقى من حالق والغرباء
يأتون من الصحراء وحراس الصحراء
يلقون اللوم على الصحراء
لاشيء يمر الوحش
من تحت جناح الليل ، وعبر حدودك يا وطني
كي يفتح جرحك مشرط قزم
ليغير وجه العالم
بقطيع خنازير من خارج دائرة النور
يأتي في رقصة معتوهين
في كل زمان يُحشَّدُ فيه الناس
في كل مكان يعلن فيه عن الإفلاس
للجوقة بين مضارب طبالين
للبائع قدسه بالدولار
بغداد لقد جنّ النفر المشبوه ..
غسلوا أحلامك بالتكفير ،
وماء النار
وأمير الجوقة من محترفي الموت يهيم
بالذبح ، وإلقاء الجثث المحروقة للأنهار
في يوم النذر ، يصار النذر إلى التيار
بين السادي ّ ، وبين البالغ دفق النشوة بالآثام
في زمن كل السحر تمترس تحتك يا بغدادِ
في قلب الليل ، وعند ضحى الميلاد
في كل مساجد بيت الله مآذن ترفع ..
وكنائس تقرع ..
للعرس ،
فعرسكِ عرس الفرحة ، والأمجاد
أدخلت عوالمَ للتلفاز ، رجعت لصمتي
ولحزنكِ يا بغداد، وحزن الناس
عانقت اليقظة والأجراس
في زمن كل السحر تمترس في الساحات
في السيرك ..،وفوق الماء ، وفي دائرة النار
كل الأرقام من الكنز المسروق تصاعد ،
تدعمها الأصفار
فمزيد من السحب السوداء ،
من الأمطار
فالساعة دقت
عند التوقيت ، وهلّ لهم آذار
في الساحة حيث الباعة ، و الأطفال
أنفال تعقب أنفال
موال يعقب موال
بالحزن على بغداد ،فتنتكس الآمال
والثور يجول
في الساحة ، من ساحاتكِ يا بغداد
يتأقلم ، يألف طعم الموت ،
ولون دم الإنسان
في كل مكان
في ميسان ،
وفي بغداد،
وسامراء فخاخٌ تقطع
أثداء نساء
وأصابع تنثر عند رصيف الشارع
في الساحة من شارعنا المغرق بالأموات
والثور يجول
وقطيع خنازيرٍ يترصد في الأسواق ،
وفي الطرقات ،
وعند مداخل فردوسي المسروق ،
وفردوسي المحروق ،
يتمترس سحر الرعب
من سفح الهرم القائم ،
حتى ذروة ذاك البرج
ما أغرب نهج النهج لصبية هذا العصر
من ذاك القزم ، لهذا القزم
كالأعور في المدن العمياء
ملكاً قد توج بالبهتان .
شعوب محمود / بغداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل


.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج




.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما