الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غباء يبعث على الأمل

شريف الغرينى

2013 / 3 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


يتهم التيار الإخوانى ومن وراءه السلفية والجهادية و الجماعات ، جبهة الإنقاذ بأنها كانت وراء ما حدث فى المقطم، ثم تعرج يمينا فتتهم القنوات الفضائية بالتحريض ،ثم تعرج يسارا فتتهم الأحزاب الليبرالية بالحشد، ثم تعرج شمالا فتتهم النظام السابق وفلوله بتمويل العنف والتوتر، ثم تقرر حشد أنصارها من البلاد النائية والقرى والنجوع فيتركون أعمالهم بدعوى الجهاد و يتوافدون لمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى ، ثم تقرر الدعاوى الجهاد وحرق مقار الأحزاب ردا علىحرق مقر كعبتهم اللتى فى المقطم والمقار الفرعية المنتشرة على طول البلاد وعرضها .. هذا التصرف المستهجن المتكرر من هذا التيار ورد الفعل المتكرر و الخالى من أى إبداع ربما بقدر ما هو مستهجناً ومرفوضا فى ظاهره ولكنه أيضا يسهل للمراقب للشأن العام الحكم على القدرة العقلية لهؤلاء الضائعيين ، ويفتح الأمل على مصاريعه فى سرعة التخلص من تلك العصابات .. لأن الغباء إذا كان يضر بالآخرين ، إلا أنه يقتل أصحابه ويقضى عليهم ، فهم و من تصريحاتهم المتطابقة يتصرفون تماما كمن ضاعت نقوده فى شار ع مظلم فراح يبحث عنها قى شارع به ضوء و أعمدة إنارة .. أضحك على غباؤهم وهم يحاولون اقناع الشعب بأنه ليس الشعب و أن من يفعل ذلك جماعات ارهابية أو شباب قادم من المريخ تقوده جبهة الإنقاذ، و ما لا يعرفونه حقاً أن جبهة الإنقاذ بالفعل أعجز من أن تفعل ما يتهمونها به، و أعجز من أن تحرك عنفا تجاه مكتب الإفسادبالمقطم ، ولاتملك عشر المال الذى تملكه الجماعات ولا التمويل المتدفق الذى يجمعون به أنصارهم من أقاصى الصعيد وأطراف الصحراء ومن وراء الحدود ، وما لا يعرفونه أيضاً أن الاحزاب الليبرالية مازالت تتلمس الطريق وهى لا تختلف عن الجبهة فى عجزها المالى علاو ة على أنها بالفعل لا تملك أى قدرة على الحشد ، كما و أن الإعلام الذى يهاجمونه بالرغم من أنه هو من صنعهم وصنع لهم امتدادا ووجاهة وسوق لهم عند الثوار الليبراليين، إلا أن من يشاهدونه اليوم هم أنفسهم من اعتادوا مشاهدته من قبل وصول هذا التيار -الذى يبشر بالتخلف- للسلطة ، والفرق أن الناس اليوم أصبحوا اقل ثقة فيه وأكثر غيظا وحنقا على هذا الإعلام من حنق التيار المتطرف نفسه ، لأنه لعب دورا فى تضليل الناس وجعل نصف الكتل التصويتيه تتجه فى أحرج مرحلة من تاريخ مصر لإختيار أصحاب اللحى الطويلة والعقول الضحلة، لقد سقط هذ الإعلام المهترىء وكل نجومه سقطوا معه بالفعل ،وعرف الناس أنه لا يملك مصداقية كافيه ليسيروا خلفه لانه لا يعرف أكثر مما يعرفه البسطاء ،وبالتالى لم يعد مهما لأحد أن يسقطوا هذا الإعلامى أو تلك القناة، فالشعب لم يعد يلتفت ولم يعد يلقى بالاً لأحد وقرر أن يبدأ ثورة "ملاكى مصر" و لن يسمح لأحد بركوبها إلا المخلصين من أبناء هذا الوطن ومن يملكون الرشاد والسداد والقدرة والملاءة على القيادة ، لا جيش ولا جبهة إنقاذ ولا أخوان ولا أشباه اخوان .. وبالرغم من أنى يحزننى أن أنصح أعداء هذا الوطن ولكنى مضطر أن أقول لهم ولعلهم لا يتفاجئون ، أن الذى احرق مقار الإخوان فى المحلة وبورسعيد والشرقية والإسكندرية وغيرها من المحافظات هو الشعب، ومن يثور عليهم كل يوم هو الشعب ومن يحرك ويتحرك هو الشعب ، ربما لأن الثورة الاولى كانت مدبرة ومخططة وممولة وأن الإخوان ومن يلونهم كانوا طرفا فى المؤامرة على هذا الوطن، لا يمكن لهم أن يستوعبوا فكرة أن الشعب سيثور بطهر ونقاء وبدون عمالة منظمة و أنه سيقاوم حتى الموت وسيستخدم فى سبيل تحرير بلاده كل الوسائل ، ومع ذلك فالبشائر والشواهد تقول وتؤكد أن الشعب لا يريد التيار الظلامى ولذلك يسقطون فى كل انتخابات نقابية أو جامعية بعد أن اكتشف الناس بالممارسة أن التيار العفن جاء ليحرق بلاده ويسرق سعادته ويخطف ماضيه وحاضره ويعبث بمستقبله ويخطف اللقمة من يده ليمنحها لإرهابيو العالم السفلى الذى تديره أصابع الإستخبارت الغربية .. الخلاصة أن رداء الحق والخير والجمال ومظهر الطهر والنقاء المصطنع لم يعد سلعة صالحة للتداول بين شباب هذا الوطن ولن يكون رادعا للثوار المطالبين للتغيير مهما طالت اللحى أو قصرت ومهما ابيضت الجلابيب أو اسودت و مهما طالت أو قصرت.. التغيير قادم كالفيضان وسيجتاح كل ما يقف أمامه بمافيها سفارة أباكم الذى فى البيت الأبيض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا’ استاذ شريف
د/سالم محمد ( 2013 / 3 / 24 - 20:06 )
استاذ شريف ، المداخلة قصيرة جدا’ و لكنها مركزة جدا’ , تلخص بعبقرية الواقع المصرى البائس , تصور يا سيدى كيف تنتهى كل هذه التضحيات التى قدمها الشعب تتوج بسرقة الامل على يد الوهابيين الهمج ,


2 - شكرا دكتور سالم
شريف الغرينى ( 2013 / 3 / 24 - 22:19 )
الشعب يتخلص من إرث قديم ويتخلص من القداسة الزائفة التى وضعوها اصحاب التيار الهمجى على صدورهم زورا وبهتاناً
والحقيقة أن الإخوان دمروا صورتهم التى علموا على رسمها فى فى عقود طويلة فى ايام والأشهر القادمة حاسمة ستعيد الأمور لنصابها والمشكلة هى فى امريكا التى تحميهم ولكن الورقة الرابحة دائما هى الشعب والشعب يتحرك تحركات مضبوطة جدا

اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل