الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجد للذكرى التاسعة والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي

الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)

2013 / 3 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بيان الحزب الشيوعي العراقي :المجد للذكرى التاسعة والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي

في الحادي والثلاثين من آذار هذا العام يحتفل الشيوعيون وأصدقاؤهم ومؤازروهم بذكرى ميلاد حزبهم التاسعة والسبعين، في اجواء الفرح والأمل بالمزيد من الازدهار والشموخ ، رغم انكسارات الزمن المر، واوجاع اللحظة الراهنة. انها الآمال بنهارات مضيئة مثل شموسها ،في وطن ينام ويصحو على حلم لا بد أن يتحقق، فيتألق فرح فطري على وجنات كل الطيبين من أبناء الشعب ، وهم يتابعون ويتعرفون اكثر فاكثر على تضحيات رفاق الحزب ، في قافلة عريضة تغطي خارطة وطننا العراقي ، وعلى تاريخ ناصع مطرز بالمجد. انه ميلاد الحزب الذي عده الكثيرون ونعده معهم ، عن حق ، ربيعاً للحركة الوطنية والديمقراطية العراقية، وتطوراً نوعياً في النضال الوطني والطبقي للشعب العراقي بكادحيه ومثقفيه، وجميع من افترس الجوع والظلم حياتهم. فقد دافع حزب الشيوعيين دفاعا باسلاً، مكللا بالمجد والبطولة، عن حقوق ومصالح كل هؤلاء الذين لا تستقيم الحياة بدونهم. كما خاض النضال الوطني، دون كلل، من اجل استقلال البلاد وتحررها السياسي والاقتصادي- الاجتماعي, وفي سبيل حياة ديمقراطية حقة، ولضمان الحقوق المشروعة للشعب الكردي، والحقوق القومية السياسية والإدارية والثقافية للقومية التركمانية، وللكلدان السريان الآشوريين، وللصابئة المندائيين وسائر ابناء شعبنا ، وفي سبيل السلم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وقدم الحزب من أجل هذه الأهداف والغايات النبيلة ، وبسبب تبشيره بالأفكار والمثل الاشتراكية ، الآلاف من الشهداء والكثير الكثير من التضحيات الجسام الاخرى ، واجترح مآثر تخلدت في ضمائر العراقيين الشرفاء.
وحين نحتفل اليوم بتأسيس حزب يوسف سلمان (فهد)، وزكي بسيم، وحسين الشبيبي، وسلام عادل، وجمال الحيدري، والآلاف غيرهم من مناضلي حزبنا الشجعان، فإنما نسعى إلى استلهام الدروس والعبر من تجربة نضالية ثرة امتدت 79 عاماً، ولعل أبلغ ما فيها هو الثقة غير المحدودة بالشعب وبالنفس، بعيداً عن مشاعر اليأس والقنوط، مهما اشتدت الريح الصفراء، وأنسدت الآفاق.


يا بنات شعبنا العزيز وابناءه
نحتفل هذا العام بعيد حزبنا التاسع والسبعين فيما توشك ان تحل الذكرى العاشرة لغزو بلادنا واحتلالها وانهيار النظام الدكتاتوري ، حيث امتزجت في 9 نيسان 2003 مشاعر الفرح برحيل الطغيان غير مأسوف عليه ، مع وقوع ما كنا رفضناه مسبقا وحذرنا منه ومن نتائجه. وعندما انطلقت العملية السياسية ساهمنا فيها من اجل تهيئة المستلزمات المادية والسياسية لرحيل القوات المحتلة عن اراضي بلدنا، وتحقيق الاستقلال الناجز والسيادة الوطنية الكاملة، والخروج من الفصل السابع، والعمل مع غيرنا من القوى الوطنية على بناء البديل الذي كنا وما زلنا، نحن الشيوعيين والديمقراطيين، نريده بديلا وطنيا ديمقراطيا، وليس نظام الطائفية السياسية الذي تكرس بعد التغيير وصار اساس ما ابتلينا به حتى اليوم.
واليوم، في عشية الذكرى العاشرة، يهمنا ايضا أن نشدد على مواصلة النضال من اجل التخلص من تركة الاحتلال ومخلفات الدكتاتورية ومنع عودتها تحت أي غطاء ومبرر.


يا جماهير شعبنا
ونحتفل هذا العام بالحادي والثلاثين من آذار، في حين يعيش شعبنا وبلدنا محنة حقيقية ، تتفاقم تعقيداتها وقسوتها يوماً بعد آخر. فتداعيات الأزمة السياسية القائمة تتفاعل على مختلف الصعد السياسية والشعبية، منذرة بمزيد من التدهور والتعقيد ، وبمخاطر جدية تهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي في البلاد. وتمثل هذه الأزمة حلقة جديدة اشد خطورة، في مسلسل الأزمات المتتالية التي ينتجها نظام حكم المحاصصة الطائفية – الاثنية ، وما ينطوي عليه من صراعات ونزاعات بين القوى المتنفذة على السلطة ومغانمها، ومن فساد ينخر في مفاصل الدولة ومؤسساتها، وفشل مريع في توفير الخدمات الأساسية ومقومات العيش الكريم لشرائح وأقسام واسعة من أبناء شعبنا. وادت الازمة وهي تستفحل الى شل عمل البرلمان واجهزة الدولة ومؤسساتها ، ومنعها من اداء مهامها على نحو سليم ، خاصة بعد الانسحابات من الحكومة وتعليق العضوية فيها والامتناع عن حضور جلسات مجلس الوزراء .
ان هذه الأزمة تبين مجددا عجز القوى المتنفذة عن تبني لغة حوار جاد، تتناسب مع الظرف الحرج الذي تمر به بلادنا ، وتسهم في نزع فتيل الأزمة والجنوح الى التهدئة والحلول المناسبة في الظروف الراهنة، وتلبية المطالب المشروعة للناس، وتفويت الفرصة على أعداء الوطن والشعب، على اختلاف مشاربهم وعناوينهم. وان يتكلل الحوار بعقد المؤتمر الوطني الذي كنا دعونا له ، ويشارك فيه جميع المساهمين في العملية السياسية وليس فقط الحاكمين المتنفذين ، ويخرج بحلول للازمة وآليات للتنفيذ من قبل جميع الاطراف المشاركة فيه ، وبسقوف زمنية محددة. واذا تعذر عقد هذا المؤتمر فلا بد من الركون الى الحلول السلمية والدستورية ، والذهاب الى الانتخابات المبكرة بعد توفير مستلزمات نجاحها .
لقد سبق لحزبنا ان حدد موقفه الواضح من التظاهرات والاعتصامات ، المتواصلة منذ ثلاثة اشهر، وهو الموقف الذي ظل يتطور تبعا لتطور الاحداث. فقد تضامن عن وعي وفهم مع المطالب المشروعة ، التي عبر عنها الخطاب المعتدل والتظاهر والاحتجاج السلميان، ودعا الى الاسراع في تحقيقها وعدم الاستخفاف بعامل الزمن، كما حذر من اعتبار ما يحصل بمجمله مجرد مؤامرة خارجية. واشار الى ان تأخر الحلول والمعالجات الجادة يفسح في المجال للجهات المتربصة ببلادنا، في الداخل والخارج ، والتي تستغل مشاعر السخط لدى المتظاهرين والتذمر لدى الأهالي ، وتسعى الى دفع الاحتجاجات والتظاهرات السلمية في اتجاهات طائفية او قومية متعصبة ضيقة ، والترويج لرموز وشعارات مستلة من موروث الدكتاتورية والاستبداد. وهذا ما امكن ملاحظته اخيرا في ارتفاع اصوات القوى السوداء، التي لم تعد تخفي جهدها المحموم لعسكرة التظاهرات والاحتجاجات، والسعي للاجهاز على العملية السياسية، وجر البلد الى صراعات دموية ومستقبل مجهول.
اننا نحمّل كل القوى المتنفذة مسؤولية ما يجري، ونرى ان الحكومة لم تقم بدورها المطلوب لمعالجة الأزمة ، وهي لو أحسنت اتخاذ التدابير في وقتها ، لبقي الحراك الجماهيري في مجاله الطبيعي، ولإنحسر دور قوى الشر. وانه لمن الخطورة بمكان ان لا تعي الحكومة أهمية دورها السياسي وخطورته.
وكما هو الحال في كل مرة ، فان شعبنا هو من يدفع ثمن الادارة السيئة للبلد، واستهتار المتنفذين بمصائره وباستقراره. ولقد تابعنا في الايام الاخيرة تفاقم مخاطر اندلاع العنف الطائفي ، نتيجة استمرار الشحن والتحشيد الطائفيين. كما سجلنا التصاعد الخطير في الاعمال الارهابية، وبضمنها عمليات الاغتيال والاختطاف والاعتداءات في المناطق المختلطة ، الى جانب اعادة تشكيل المليشيات المسلحة. ونتيجة لهذا كله خسرنا المئات من الضحايا الابرياء بين شهيد وجريح.
وفي رأينا ان الاوان آن لدخول عامل جديد ، يتمثل في الحراك الجماهيري وتصعيد الضغط الشعبي، عبر مختلف الوسائل والفعاليات، لاجبار الفرقاء، صناع الازمات ، على الانصات لصوت العراقيين الطامحين الى العيش في امان واستقرار وحرية وتقدم، في دولة مدنية عصرية تحترم كراماتهم وحقوقهم الانسانية، وتتيح لهم التمتع بثروات بلدهم المتنوعة. دولة المواطنة التي لا تميز بين عراقي وآخر بسبب انتمائه السياسي او القومي او الديني، والتي يستوجب بناؤها تضافر جهود وطاقات كل القوى المدنية والديمقراطية والشعبية ، وتشكيلها تياراً متماسكاً موحداً ، قادراً على ان يطرح نفسه كبديل موضوعي لنظام المحاصصات، يتصدر المسيرة على طريق بناء المستقبل الوضاء لبلدنا وشعبنا .


يا بنات وابناء الشعب العراقي
تجري هذه الايام التحضيرات لانتخابات مجالس المحافظات ، وسط تحديات كبرى يمر بها البلد. فهي لا تحصل في ظروف طبيعية، وانما في اجواء الازمة العميقة التي تعيشها البلاد في هذا الظرف التاريخي الدقيق.
ونحن نرى في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، رغم الصعوبات جميعا ، محطة ديمقراطية بالغة الاهمية ، تتيح للناخب التأثير في شؤون المحافظات والبلد ككل ، وتحديد الخيارات المطلوبة، وفرض ارادته وخياراته عبر تمكين المخلصين وذوي الكفاءة والنزاهة ، من تولي زمام المسؤولية في السلطات المحلية، وإزاحة من لم يبرروا الثقة، ولم تثبت قدرتهم او تتأكد نظافة اياديهم.
ان حزبنا ينطلق من قناعة بالانتخابات كممارسة ديمقراطية حضارية، ومن تبنيه مصالح وحاجات المواطنين ودفاعه عنها. لذا فانه سيساهم في العملية الانتخابية بهمة ونشاط مع حلفائه في التيار الديمقراطي والقوائم الائتلافية التي يشارك فيها، متطلعا الى مشاركة المواطنين الواسعة ، باعتبار ذلك حقا وواجبا وطنيا ينبغي عدم التفريط به، مهما كان حجم المرارة والخيبة والصعوبات والمشاكل.
وانه لمما يثير السخط والغضب ان تتواصل المساعي المحمومة، الهادفة الى تأجيج النعرات الطائفية ، والى تشويه وعي الناخبين عبر النفخ في صورة الولاءات الفرعية والثانوية، وتسخير ذلك كله لصرف الانتباه عن التصويت انطلاقا من المصالح والطموحات المشروعة.
ومن جانبنا نتطلع، مع ابناء شعبنا، الى أن تكون هذه الانتخابات ممارسة تتجلى فيها حرية الاختيار والنزاهة والشفافية، وتنعكس إرادة الملايين، ويتجسد السلوك العصري المتحضر، المستند الى المنافسة الديمقراطية الحرة والبرامج السياسية ، بعيدا عن الاملاءات والاكراه والضغط المعنوي والمادي ، والتزوير وتزييف ارادة الناخبين وتخريب وعيهم.
لنجعل من الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس حزبنا مناسبة لتحدي الواقع المرير ، ولمواجهة التعقيدات والصعوبات الراهنة .. مناسبة لاشاعة الأمل وتدشين مرحلة جديدة من النشاط والنضال المثابرين من اجل الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، وكي تبقى راية الحزب خفاقة ومسيرته حثيثة على طريق الوطن الحر والشعب السعيد.


عاش الحزب الشيوعي العراقي

المجد لشهدائه الأبرار، وشهداء الحركة الوطنية كافة

الظفر الأكيد لشعبنا في نضاله المتفاني لبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد المستقل

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
اواخر آذار 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما فائدة العراق من حشع
طلال السوري ( 2013 / 3 / 27 - 01:33 )
تأسس الحزب الشيوعي سنة ١٩٣٤ ورفع شعار وطن حر وشعب سعيد وقام بتبني العنف الثوري والكفاح المسلح كوسيلة لتحقيق اهدافه وتحالف مع البعث عام ١٩٥٧...اشترك في تشكيل مليشيا مسلحة -المقاومة الشعبية- وكذلك ايد وصفق لمحكمة عسكرية سلطوية -محكمة الشعب- للتنكيل بالخصوم السياسيين، قام البعث بتقليد المؤسستين السلطويتين فأسس -الحرس القومي- ومحكمة الثورة- ونكل بخصومه السياسيين. اشترك الحزب الشيوعي في احداث الموصل وكركوك، ورغم مجازر شباط ١٩٦٣ عاد للتحالف مع البعث في سلطة لاوطنية ولاشرعية وزكى البعث وصدام شخصيا كحزب قائد ومكنه من التحكم في رقاب العراقيين ثم حمل السلاح في معركة غير متكافئة مع السلطة ...حتى وصل الامر الى وطن ممزق وشعب تعيس.....لكم ما تدعون .....الرجاء توضيح ما هي فائدة العراق من هذا الحزب؟ ارجوا الهدوء والموضوعية


2 - وطن ممزق وشعب تعيس
طلال السوري ( 2013 / 3 / 27 - 10:20 )
تأسس الحزب الشيوعي سنة ١٩٣٤ ورفع شعار وطن حر وشعب سعيد وقام بتبني العنف الثوري والكفاح المسلح كوسيلة لتحقيق اهدافه،عمل على عسكرة المجتمع المدني العراقي، وتحالف مع البعث عام ١٩٥٧...اشترك في تشكيل مليشيا سلطوية مسلحة -المقاومة الشعبية- وكذلك ايد وصفق لمحكمة عسكرية سلطوية -محكمة الشعب- للتنكيل بالخصوم السياسيين، قام البعث بتقليد المؤسستين السلطويتين فأسس -الحرس القومي- ومحكمة الثورة- ونكل بخصومه السياسيين. اشترك الحزب الشيوعي في احداث الموصل وكركوك، ورغم مجازر شباط ١٩٦٣ عاد للتحالف مع البعث في سلطة لاوطنية ولاشرعية وزكى البعث وصدام شخصيا كحزب قائد ومكنه من التحكم في رقاب العراقيين ثم حمل السلاح في معركة غير متكافئة مع السلطة ...حتى وصل الامر الى وطن ممزق وشعب تعيس..فما هي فائدة العراق من هذا الحزب؟

اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة