الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الإرهاب وفشل أمن الدولة في مصر

وحيد حسب الله

2005 / 4 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عودة الإرهاب وفشل أمن الدولة في مصر
دكتور وحيد حسب الله
ممارسات الشرطة وجهاز أمن الدولة
من المبادئ الأساسية في حياة أي أمة هو أن يشعر المواطن بالأمان والأمن . أن يطمئن المواطنين أن جهاز الأمن والشرطة هما في خدمته . فهؤلاء يحصلون على مرتباتهم من المواطنين دافعي الضرائب للقيام بمهمة محددة وهي حمايتهم ممن تسول له نفسه بالاعتداء عليهم أو محاولة سرقتهم أو ابتزازهم بطريقة أو بأخرى . لكن من يتابع الأخبار التي تنقلها لنا الصحف المصرية تعطي المواطنين صورة أخرى غير ما يتوقعه من أجهزة الأمن . والأغرب من ذلك تصريحات المسئولين في الدولة وعلى رأسهم الرئيس نفسه كما جاء في تصريحاته بمناسبة عيد الشرطة يوم الخميس 3 فبراير 2005 والذي شد انتباه المواطنين في مصر من كافة طوائف الشعب وفئاته المختلفة. ونلفت نظر الرئيس الذي فقد مصداقيته أن الشعب المصري قد أصيب بتخمة من كثرة الخطابات والتصريحات التي يعتبرها المسئولين في جهاز الشرطة ما هي إلا ثرثرة وتخدير للشعب . فما نقرأه في صفحات الحوادث من تجاوزات هذا الجهاز أصبحت قاعدة أساسية وليست خروجاً عن القاعدة العامة .
فما حدث في منطقة الأزهر من تفجير يجعلنا نسأل من جديد : أين كان رجال أمن الدولة والشرطة المنوطين بالحافظ على أمن المواطن وحماية حياته ؟ أين كان المسئولين عن حماية أمن البلاد واقتصادها حتى يحدث هذا الفعل المشين ؟
وأجيب على هذه الأسئلة بأن رجال الشرطة وأمن الدولة كانوا مشغولين في مهمة أخرى لا علاقة لها أصلاً بعملهم ، وهذه المهمة هي خطف بنات الأقباط واغتصابهم وأسلمتهم بالقوة . أن الدولة التي ما زالت تحتفظ بقليل من الهيبة والكرامة ، لا يقف رئيسها مكتوفي الأيدي أمام هذا الفعل ، بل يتخذ الأجراء الذي لا بد منه وهو محاسبة المسئولين عن الأمن وإقالة وزير الداخلية إن لم يستقيل هو من نفسه وكذلك المسئول عن أمن الدولة ! لو أن مازالت هناك سلطة فعلية لرئيس الدولة ، لما التزم الصمت أما هذه الجرائم التي ترتكبها أجهزة الأمن في حق الأقباط باختطاف بناتهم وهتك عرضهم وتصويرهم ثم أسلمتهم بالإكراه بدلاً من توفير الأمن للمواطن المصري .
لقد حان الوقت يا سيادة الرئيس أن يعاد صياغة مسئولية جهاز أمن الدولة حتى لا يسئ من يعملون فيه إلي كرامة المواطن . وليته يسئ للمواطن العادي فقط ولكنه يسئ إلي رمز الدولة وهو سيادتكم بإشعار المواطن البسيط إنهم يملكون زمام البلد في قبضة يدهم وأن سيادتكم مجرد صورة ومن هنا نناشدكم أيها الأب أن توقف هذه المهازل حفاظاً على الشكل العام لسيادتكم ولمصرنا بأكملها . أنهم أعادونا إلي الماضي المظلم وإلي أيام مراكز القوي وصلاح نصر ، وسيادتكم تعلم جيداً ماذا كان يفعل صلاح نصر بجمال عبد الناصر ، هل تريد أن تكون نسخة أخري من جمال عبد الناصر في أحاديث عامة الشعب؟ العامة ينظرون إلي مراكز وأقسام الشرطة على أنها أوكار تمارس فيها كل أنواع الرذيلة والأجرام والوحشية! فهل تقبل كزعيم لهذه الأمة بهذه الممارسات التي لا تختلف كثيراً عما جرى في سجن في أبو غريب؟ بالإضافة إلي أن ما يحدث في سراديب ومباني أمن الدولة في طول البلاد وعرضها، تقشعر له الأبدان وترتعب منه القلوب . بل أن ما حدث في أبو غريب والتي تتباهى صحفنا القومية بإظهاره يومياً كفضيحة للجيش الأمريكي ليس شيئاً بجانب ما يفعله زبانية أمن الدولة في مصر بحق المواطن المصري . فليس فقط الأقباط الذين عانوا ومازالوا يعانون من بطش هذا الجهاز هم فقط الضحايا ، ولكن إخواننا المسلمين لهم أيضاً نصيب فيه . ولم يسلم منهم المختلفون معكم سياسياً أو الذين لهم آراء وعقائد مختلفة. هذا بالإضافة إلي أن موظفي هذا الجهاز يستخدمون موقعهم لإغراض شخصية والحصول على مزايا لا حق لهم فيها بترويع المواطنين مسلمين ومسيحيين.
أن أمن الدولة يرتكز أولاً وأخيراً على أمن وكرامة المواطن المصري الأصيل الذي يحب وطنه ، وليس على هذا الجهاز الذي تفشي فيه الفساد ويتفنن في اختراع آلات التعذيب ، وأصبح العاملين فيه مرضي ، لا يشفي هؤلاء المرضي إلا رؤيتهم تعذيب الأبرياء من شعبنا العظيم .
سيادة الرئيس
أن هذا الجهاز يهدر كرامة الله عز وجل. لأن من يهدر كرامة الإنسان الذي خلقه الله فهو حليف الشيطان فكيف يجرؤ ويقول أنه يؤمن بالله . أنه لكاذب حتى ولو قال الشهادتين آلاف المرات في اليوم الواحد. يجب أن نكون صادقين في القول والفعل وأن ما نقوله نفعله. أنا واثق أنكم تشاركونني اعتقادي أننا لا نستطيع أن نكذب أو نضحك على الله عز وجل بأن نقول كلاماً ونفعل أشياء لا يقبلها.
سيادة الرئيس
أنني أتألم بنفس القدر عندما أقرأ أو أعلم ما يقوم به زبانية أمن الدولة بتعذيب أعضاء الجماعات الإسلامية، على الرغم من أنني أعلم ما يعلمون به تجاهنا نحن المسيحيين ، ولكن ما لا أقبله على نفسي لا أقبله على غيري ، كما علمنا السيد المسيح "فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم. لأن هذا الناموس والأنبياء" (إنجيل القديس متي 7: 12 ) . فالتعذيب والعنف لا يحل المشاكل كما هو الحال على الساحة الدولية، ولكن بالعقل والحوار والحب نستطيع أن نغير الناس.
حقوق الأقباط
وتعليقاً على ما ذكرته سيادتكم بخصوص المساواة وحقوق المواطنة في عيد الشرطة: " أن مجتمعنا يقوم دائما علي المساواة في حقوق المواطنة‏,‏ وتكافؤ الفرص بين الجميع‏,‏ ويحترم كل الأديان‏,‏ ويرفض كل أنواع التمييز‏,‏ ولا يفرق بين مواطن وآخر بسبب الجنس أو الفكر أو العقيدة أو الدين‏,‏ فكلنا مصريون نعيش تحت علم واحد‏,‏ ونشرب من نيل واحد‏,‏ ونستظل بسماء واحدة‏.‏" لكن يا سيادة الرئيس هذه الكلمات جوفاء لا وجود لها على أرض الواقع، ونتمنى في القريب العاجل أن تتحقق هذه الشعارات ، ولذلك نحن لا نشارككم فرحة احتفالات عيد الشرطة، لأن جهاز بهذه الصورة القبيحة المروعة لا يستحق الاحتفال به ونتمنى أن نحتفل برجال شرطة شرفاء بالفعل بعد إقصاء واستئصال كل بؤر الفساد الموجودة في هذا الجهاز الحالي . فلا بد من تنقية القوانين التي تناقض هذا المبدأ الدستوري ، حتى لا تعطي فرصة للانتهازيين والمستغليين للدين في مصادرة حق الآخرين في التمتع بالمساواة في نفس الحقوق التي كفلها الدستور . فالحل بسيط جداً وهو ما يطالب به مسيحي مصر في الداخل والخارج انطلاقاً من حبهم غير المحدود لمصر وليس كما يحاول أن يشوهه لكم البعض بأننا مأجورين. أن حبنا لمصر وكرامة مصر كرامة لنا جميعاً ، وليس العكس .
يجب ، يا سيادة الرئيس ، من إصدار قرار واضح وصريح بإلغاء ما يسمي بالخط الهمايوني وكذلك الشروط العشرة التي أصدرها العزبي ، حتى لا يكون هناك تضارب بين القرارات التي أصدرتموها في شأن بناء وترميم الكنائس وهذه الشروط العشرة . يضاف إلي ذلك إلغاء دور أمن الدولة في إعطاء رأيه في هذا الشأن .
أيهما أفضل ، يا سيادة الرئيس ، تسهيل بناء الكنائس التي تخلق المواطن الصالح ، أما سهولة بناء الملاهي الليلية التي تشجع على الفساد الأخلاقي ونشر المخدرات والتشجيع على الجريمة ونشر الرذيلة!
كلي أمل في شجاعتكم أن تتخذوا هذه القرارات حتى يشعر المواطنين بالأمن والأمان في وطنهم ، وإلا يعيشوا مهددين في ممارسة حقوقهم المشروعة والتي كفلها الدستور الذي يحكمنا جميعاً .
لي أمل كبير أنكم تقدمون زبانية أمن الدولة ومحاكمتهم على ما ارتكبوه في حق الشعب المصري من إهانة لكرامته وإهدار لحقوقه حتى يشعر المواطن المصري بجميع فئاته وطوائفه أنه في دولة يحكمها القانون والشرعية حسب تصريحاتكم.
أما فيما يخص الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب، فأفضل طريقة هي القائمة لتفويت الفرصة على المتاجرين بالدين، والذين كثروا في الآونة الأخيرة.
أتمنى لكم ، سيادة الرئيس ، صحة جيدة ونجاح مستمر في مهمتكم وكل أمل بتحقيق العدل والمساواة بين المواطنين المصريين جميعاً مسلمين ومسيحيين ليعيش الجميع حياة كريمة .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير