الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجرأة في الموقف السياسي

عماد الطائي
فنان تشكيلي

2013 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


أعجبني قول الدكتور اياد علاوي بأن الشارع العراقي تخطى السياسيين! تمنيت لو يشرح الموضوعة أكثر وأن يفتح باب الصراع على الوطنية على مصراعيه أعجبني كذلك قول رئيس الوزراء السيد المالكي من يريد بناء الوطن فليتفضل لا شروط ولا حدود وتمنيت شرحاً وافياً لهذا التوجه الذي نسته أجيال عديدة بعد اعدام الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم فلقد تعب الجميع وخاصة الفقراء والعاطلون عن العمل من كثرة الخطابات والمظاهرات وكيف تحول الدين السياسي الى مأساة تذبح العراقيين كما ملّ المواطنون من تكرار الخطباء بأن لا طائفية في العراق وكلنا قلب واحد وأفراح ومسرات..وما شاء الله..
لا يشك أحد بوطنية الكثير من الأقطاب السياسية ونبذهم للطائفية ولكن كيف ورجال الدين يقفون بطوابير أمام التجمعات البشرية والمظاهرات والقنوات التلفزيونية وكأن العراق خلى من السياسيين الذين يستطيعون تغيير الواقع السيئ الذي فرضه المحتل بعد توريط الدين بالسياسة وتأجيج الطائفية.
واحد من أهم نقاط ضعفنا الحقيقة هي اننا غارقون بالمثاليات. وكررنا نفس اخطائنا بان سبب المصائب ونهب خيراتنا هو تآمر العدو ولم تعطى حلول جذرية لفتح جبهات حوارعريضة وصريحة للأسباب الحقيقية لنجاح التآمر.
لأول مرة في تأريخ المنطقة جعل الاحتلال العراق مقيدا برجال الدين وصار وكأن مراجع الطوائف تمثل كل المتضررين والمعارضين والشعب بأكمله بفقراءه وأغنيائه بل وحتى الموتى منهم
متى أصبح لدى السنة أو الشيعة تيار واحد لا فرق فيه بين يمين ويسار بين رجل دين وطني وبين فاشي وعميل بين شريف نزيه وفاسد دجال وانتهازي متخلف؟؟؟
لقد غاب عنا في السنين الاخيرة الانعطاف الكبير في نهج الاستعمار الجديد وذكائه في (ربيع الديمقراطية) فقد ولى زمن رجل الدين الذي إعتبر الديمقراطية "حرام" والسبب يرجع الى قتل البنية التحتية للفكر الوطني والتقدمي المناهض للامبيرالية وعلى سبيل المثال مدينة النجف الاشرف كانت شاهد على قوة تلك التيارات الثورية أما اليوم فقد انقلبت الآية وفَقد الشارع الهيكل الوطني العريق عندها سمح المحتل بالديمقراطية وفكرة الأكثرية فوقعت المأساة وارتبكت كافة مؤسسات الدولة وحتى مناهج المدارس قُيدت بالمنهج الديني فهاجت الطائفية وانفلتت حدودها لتشل حتى حركة المرور وأوقات الدوام الرسمي فتحقق الهدف من اشعال الفتيل وكثرت المشاكل بين الطوائف وتحوّّل العراق الى مسجد كبير أو مأتم شامل أثار الكراهية والنقمة والانتقام.
رغم كل هذا نلاحظ أطرف من المتشددين غير راضية عن ما تحقق تنصح البرلمان وتعتبر السيد المالكي مقصر بترتيب اللازم للعهد الجديد فهُم وحدهم البديل الذي يَفهم ( بالشفافية) وهو مُصطلح مجهول التفسير فلأول مرة نسمع خطباء الجوامع وهم يدعون للشفافية وما دام الحال هكذا فلماذا لا تكون الجوامع انتخبت "شفافيا" خطيبا لها يحاسبه الحضورعلى كل كلمة أو أن يُسمح للفقراء والمعدمين بالمناقشة بالجوامع بدلا من خطباء المواعض واذا هم غير ديمقراطيون في بيوتهم فكيف يطالبون ببرلمان ودولة ديمقراطية فهل غابَ عنهم ما يشاهده العراقي على القنوات العراقية بما فيها الحكومية حين يبكي الفقير على حاله ويندم على انتخاب من سرقوه وأذلوه بل ومنعوه من التقدم خطوة واحدة بدون المراقبة والتضييق تحسبا من تحوّل المشهد الى ثورة إجتماعية تؤدي الى تغير موازين القوى وتقربهم من المشروع الوطني التقدمي.
على القوى الوطنية النبيلة التفكير بمستوى الشارع وتغيير خطة المحتل بهيكلة المجتمع والساسة وفق أجندته الخبيثة وهو ما يتطلب جهد ذكي يوقف ارتباط المستعمر الجديد بعصب العملية السياسية والتي عليها اعتماد الإنفتاح السياسي على الوطنيين فعلا وإختيار التخطيط العلمي لتعمير البلد ومنع الاختراقات الأمنية ومحو الأمية والتخلف وهي ثورة اجتماعية أهم بكثير من الانتخابات أو زيارة دول الجوار بل وان محاكمة واعدام المتسللين ومن يخبئهم في اراضينا هي أهم من عضوية العراق في الجامعة العربية ولوقف الانتقام والوشاية ومحاكمة المخبر الكاذب وهي الشريحة التي أطلق عليها العراقيون تسمية "العلاسة" الذين جاءوا بعد الحواسم فالمواطن ليس بحاجة لهم ودوره مشرف في كشف المجرمين الحقيقيين وهي وسيلة تعطي مردود أفضل من شراء المعدات الثمينة السعر والسيئة النوعية للكشف عن المتفجرات كتب عليها صنعت في امريكا مع ان مصدرها الاصلي الصومال!!!
عشرة أعوام والشعب يسمع نفس الخطاب وبدون تغير فالتفجيرات مستمرة رغم الحلف الإستراتيجي مع الادارة الامريكية والدليل على سوء هذه الاتفاقية هو عدم انفجار ولا سيارة ملغومة واحدة في أمريكا فقد انتهى الأمر وتحقق الغرض من تفجيرات 11 سبتمبر رغم ان الولايات المتحدة مليئة بالمتفجرات والاسلاميين المتطرفين الفرق هو رعايتهم لأرواح المواطنين ومنتسبي الشرطة والامن والجيش في أمريكا وليس في العراق المحتل رغم أننا بلد وقلب وايمان واحد وموقعون على اتفاقية ستراتيجية!!
ما الفائدة من الانتخابات التي تكلف ميزانية الدولة المليارات حين تعود نفس المشاكل؟ أليس من الأفضل للشعب تحشيد المظاهرات من أجل مشروعا وطنيا يمسك بأمن البلد بقبضة من حديد .. كتصنيع النفط و اعادة الزراعة ومعارضة تزرع في الجيل الجديد روح الالتزام والمسؤولية المباشرة في تعمير البلد فالعراق بلد الكوادر والمهارات والخبرات العالية وتشهد على ذلك بريطانيا التي تحتوي ثلاثة آلاف من الاطباء العراقيين الهاربين من الفاشية والتخلف واظهرت احصائيات بريطانية اخرى ان الكادر العلمي العراقي يشكلون 60% من نسبة العاملين في مجال البحوث والتطوير الطبي في بريطانيا... !!!
لقد ملّ الشعب من الشعارات والتصريحات ولو كُنت مكان الناخب لأخذت تعهدا خطيا من المنتخَب يتعهد بموجبه بتنفيذ مشاريعه ووعوده بعد فوزه في الانتخابات وليس الضحك على الناس وشراء أصواتهم بطرق رخيصة.
الكل يُعَلم ويُلقن الحكومة والبرلمان دون النظر الى العلل الاساسية في المأزق فالمحتل اختار الطوائف وأفخاذ العشائر وبطونها ليغطي على جريمته بأنتخابات وصفها بالديمقراطية لكي يبقى الشعب بأمل وأوهام شكلية لا يدري الى متى والى أين وكيف؟
يجب أن لا يصدق الجيل الجديد بالكلام والصفصطة وأن لا يمشي وراء مَن لا يحتمل النقد ويلف ويدور فهؤلاء مجردون من صفات القائد الوطني. ليتعلم الجيل الجديد بأن المثاليات والروزخونيات هي السمة السائدة في المجتمعات المتخلفة وعلى الشباب الواعي ان لا يصدق كل الخطباء الذين يكررون ما سمعناه مليون مرة عن عظماء وأئمة العهود القديمة فهم لا يمتلكون ذرة واحدة من خصال اولئك العظماء فقد تغير الدين وحُلل الحرام وحُرّم الحلال.
لنعلم الجيل الوطني أن يسأل ويطلب الحجج العلمية ولا ان يحفظ على ظهر قلب روزخونيات ومواعظ ليعيش واقع العالم ومشاكله والتنافس الجشع على تصريف البضاعة بما فيها الأسلحة والمخدرات ليتعرف على الحيلة في السياسة, لندرسه تاريخ الاديان وسبب النهايات المأساوية لأعظم رموز الثورات ضد الجشع والاستغلال لنشرح للتلاميذ لماذا استغلوا الدين في جريمة 11سبتمبر؟ يجب أن لا يغرّد الجيل الجديد بالفتوحات الاسلامية قبل آلاف السنين, لنطلعهُ على ما هو معاصر ولكي يفهم أنه لا غرابة في أن يمارس أي حزب كان التطرف والانعزالية أوالانتهازية والذيلية ليأخذ الجيل الجديد عبرة من أخطاء الماضي ولا أن نعوده على اعتبارالحكومة والبرلمان بلوة الفساد الاداري والتلاعب بالمال العام ليفهم باننا جميعا نخطئ ونناقض انفسنا فنحن أصحاب حق في مكان وندوس عليه في مكان اخر فمنا الملايين المقصرة بواجباتها الوطنية والوظيفية تغشُ وتتحايل على القوانين والتشريعات لنُذكر الشباب بأن "عراق بريمر" أعطى الاعتبار لشرائح عشوائية خطرة فكبر تأثيرها وصارت صاحبة نفوذ بل وتفتي بالمؤمنيين بان سرقة المال العام غزوة والقتل جهاد وسماع الموسيقى حرام
نعم.. لدولة قانون ولترتاح العشائر من ورطتها وتنام الطوائف برغد فجبهة دولة القانون تضع المسؤول في مكانه المناسب, رئاسة الوزراء مدعومة بعلماء وخبراء وحقوقيين ولا توزير الا لذوي الحرفية المرموقة أما الشعب فيعرض مقترحاته لتحسين اداء الدولة فتتبيّن الوطنية الفعلية وتتعرى المزايدات ولن يتضرر أحد بفقدان وظيفة أو باب رزق فالدولة التي يحكمها العلماء تستطيع توفير فرص عمل للجميع ومن كسب خبرة الاعوام الماضية بنزاهة باق لا يمسه احد.
أحلم بمظاهرة وطنية شاملة من زاخو وحتى الفاو تجبر اياد علاوي والمالكي على التعاون وعلى ان يكونا الذراع الأيمن المتمم لملامح الاصطفاف الوطني النبيل لمنع الطائفية والعشائرية من التدخل بالسياسة لدستور لا يخلط الدين بالسياسة ويلغي مصطلح الاقليات فنحن العرب المسلمون كنا في يوم من الأيام أقلية. القانون يحاسب الجميع ويلتفت للمتضررين بدون وساطات أو تزوير أو إذلال فأموال النفط والتصنيع والسياحة كافية لتعويضهم وستصان حتى حقوق الشريحة المتطفلة وسيئة السُمعة بفرص عمل تعويضية تبعدها عن العمل بالسياسة ومؤسسات الدولة والأمن والجيش يومها لن يستطيع التآمرعلى العراق الا من كتب على نفسه الورطة فقد حاربنا ثلاثة وثلاثين عاما ولا مانع من تكملة المشوار مادامت الحرب هذه المرة وطنية وشريفة ندافع بها عن تحضرنا وحريتنا واستقلال قرارنا ولا نريد ان تقف معنا ولا دولة عربية واحدة فقد جربنا مواقفهم المخزية عهد تهيئة اللوبي الأمريكي لاحتلال العراق وبدلا عن ذلك سيتحول العراق الى مركز رائد لمؤسسات علمية وثقافية توحد مثقفي ومبدعي الشرق الاوسط ولن تلغي جبهة دولة القانون دور رجل الدين الوطني وبالعكس سوف تعود هيبته ويسهل عليه التعامل مع مجتمع مُتطور ذو كرامة لائقة بالمؤمن فليعتنق البشر ما يشاء من أديان ومذاهب مادامت لخير الانسانية ولإسعاده وليمارس العراقي طقوسه على اشكالها مادامت خارج ميزانية الدولة ولا تتوقف الحياة العامة ودوائر الدولة بسببها فدولة القانون الجديدة لا تتدخل بشؤون الفرد الشخصية وبذلك تفوّت الفرص على الأعداء وحيلهم فتعود حضارتنا المعروفة للعدو والصديق.
مع تحياتي للمحتل الأمريكي الذي افادنا بخبرته العلمية في كل المجالات خاصة الاستمرار بحرق غازنا الطبيعي وتهريب النفط وزيادة هجرة الفلاحين من أراضيهم واللاجئين للخارج ولا ندري أين وكيف صرفوا 600 مليار دلارعلى تعميرالعراق وأين صكوك هذه الأموال؟؟ كل ما نعرفه ان بريمر درب الكادر المتخصص على بدعة المشاريع الوهمية والمقاولات السحرية والفواتير الألكترونية فالف شكر لبريمر (انعم الله عليه ورايته بيضاء) ولا نشك بان حيله وايمانه بألله سيستمر بشحن تجارب الحملات الايمانية في ارجاء العالم وبالأخص لإخوان الديمقراطية) ولا داع لأن يٌتعب لوبي جورج بوش نفسه بقصة الـ (600 ملياردولار) لأنها اما مزورة أو وهمية كما ونشكر دول الجوار الأحباء على تقديمهم جرد بكل لتر نفط عراقي أو ماشية هربت( شرعا ) لأراضيهم...ألله أكبر ما أعظم هذه الدول التي تحيط بنا. مع تحياتي الى الأمير العربي ووزير الخارجية الاكثر جرأة والذي قال للادارة الامريكية :"أن ادارة الرئيس جوج بوش هي التي جاءت للعراق بالطائفية" وسبحان مغير الأحوال من حال الى حال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على