الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلصص في الوجع

محمود عبد الغفار غيضان

2013 / 4 / 13
الادب والفن


تلصص في الوجع

- إلى ذلك الذي يبخل ببعضه علينا

أوجعك المبكر عقابٌ لنا كلنا؟! أتسخر أنت والحياة منًّا لأنًّا لا نليق بك؟! ألا تعرف بعد أننا نعرفُ جيدًّا أنَّه لا أحد يليق بك؟!! ألم تدرك بعد أنك ضحكةٌ خضراء طازجة لم تلوثها مبيداتٌ قرانا المسرطنة... لم تضع يديها لتغسل وجهها الصافي بماء ترعنا الراكد في العبث... ضحكةٌ نختزنها في صوامع غلال جداتنا الطيبات لأوجاع كبرى نعرفها يقينًا بيد أنها لم تأتِ بعد.

ألا تعلم أننا كنا نراك تسرق أحلى ما بنا ثم برضى طفولي تركناك؟! سُمرة بشرتنا فوق ملامح ذلك الزمن الجميل؛ حضورنا الأخاذ في عفويته وصدقه، مروءتنا الخالصة التي علمت كل مصاطبنا صنوف العدل، تسامحنا، عطاءنا كشجيرات زيتون لا يغيب ثمرها، خفة ظلنا فوق وهج الشقاء، دموعنا الحقة على الغائبين... تركناك لأننا أحببنا جدَّا أنْ نرانا فيك... مجتمعين... أظننا ... نليق بك... ووحدك... تكون المثل الأعلى لأولاد مستقبلنا المرتقب...

ربما كذلك ما زلت لا تعلم أننا نرى فيك الأمل المرتجى... ففي ظلك الأنيق... خطوط واضحة كفرعي نيلنا العذب... كتلك التي ضفرتها ابنتي ذات يومٍ قريب إطارًا لوطنها المغترب... في حلمك صبر غير مفتعل... وفي غضبك أدبٌ يشبه ما قرأته عن المرسلين... تحمل وحدك ما نعجز كلنا عليه دون شكوى... ونحمل وحدنا حلم التشبث بك... داعبنا كما شئت.. اسخر كما يحلو لك.. اعتز بتفردك... تفاخر... تدلل علينا... فهذا بعض حقك... لكن اعلم... لو هددتني ثانية بغيابك... سأعبث بكل وجوهنا التي سرقت ملامحها... سأنبش فيها بأظافر فلاحي قريتنا الأشداء الطيبين دون هوداة حتى تتلاشى الوجوه... أو... تعود.

مجموعة دهاليز عالم ثالث
14 أبريل 2013م
محمود عبد الغفار غيضان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع