الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيد الرحباني طلع فالصو يا محمود.

فواز قادري

2013 / 4 / 20
الادب والفن


ينام طفل المخيمات الفلسطينية كما ينام أيّ طفل السوري: شراكة في الأرق والكوابيس، شراكة فيما تبقّى من الحياة التي تبقي على أرواح من لم يستشهد منهم صدفة، شراكة الجوع والعتمة وخفقان القلوب، شراكة المطر الرصاصي والقذائف والرعب المبصر الفجّ، شراكة اليتم والنزوح والمخيمات المنصوبة على تلال ريح غاضبة، شراكة صدور تنفّست الكثير من هواء حريّة كان ينتظرها الآباء والامّهات والجدّات والشيوخ، شراكة الموت المتربّص في كل زاوية وحارة، شراكة الثبات والصمود اللذين يطيّران حمام البشائر إلى أبعد سماء، شراكة الدم والدموع والحلم.

شراكة الدم السوري والفلسطيني هذه المرّة، لم تكن شراكة على الورق، كما كان يفعل نظام الممانعة الكاذب، بالفصائل الفلسطينية التي لم يترك فرصة لضربها واضعافها وتقزيمها، من أجل الامساك بالورقة الفلسطيني لتحسين شروط تسويته مع الكيان الصهيوني.

هي شراكة بصقت على خسّة وصفاقة أدباء وفناني وساسة الممانعة التجاريّة الرخيصة، الذين تجاهلوا كل هذا الدم السوري، وأمعنوا أيضاً بالسكوت على حصار وتدمير المخيمات الفلسطينية وتشريد سكانها، أكثر مما فعل المغتصب الإسرائيلي الذي ظنناه هو الأكثر وحشيّة!

لم أكن أحلم أن أرى السوريين بهذا الجمال، بهذه الروح الصامدة رغم كلّ شيء، الشباب والصبايا، النساء والرجال، الأطفال، السوريون الذين يدفعون ثمن حريتهم: كما لم يدفع شعب في مواجهة محتل داخلي.

نحن السورييين لسنا الوحيدين الذين خبروا وعانوا من بشاعة وقبح سلالة هذه المستحثّات القمعيّة، بل سبق أن عرف اللبنانيون ذلك أيضاً، وهنا المفارق، هنا المفارقة يا زياد الرحباني!

محمود وزياد الرحباني

لم يكن محمود الشاعر والثوري الحالم، محمود ابن مخيم اليرموك، يترك فرصة للحديث عن الفنان الثوري الملتزم بقضايا شعبه، إلّا وذكر زياد الرحباني، لم يكن إعجاب محمود من فراغ، فإلى جانب ما نعرفه عن زياد من خلال فنه ومواقفه، يعرف محمود ذلك من خلال ارتباطه الصميمي بالمخيمات الفلسطينية في لبنان، محمود لم يترك محنة لم يشارك فيها أهله الفلسطينيين هناك، وفي كل مرّة نلتقي فيها، بعد أن غسل يديه من العمل مع الفصائل الفلسطينيّة، وصار يؤمن أن العبور إلى فلسطين يتمّ من خلال الخلاص من هذه الأنظمة، وعلى رأسها النظام السوري، هذا الانتقال الدائم بين سورية ولبنان، أتاح لمحمود معرفة زياد عن كثب، وكان يقول عن زياد: "يا خيي هذا هو الفنّان الصحح، الفنّان المرتبط بقضايا شعبه، وبقيّة الشعوب، قبل أن يكون مرتبطاً بفكر أوحزب". وزياد هذا يا محمود، يا ابن فلسطين التي تتأبّطها أينما حللتُ، فلسطين القصيدة والأغنية والحلم، يا محمود الذي لا أعرف عن أخباره شيئاً، يسكت زياد الرحباني وأمثاله، عن حصار وقتل وتجويع فلسطينك التي تسكن وتنام معك في مخيم اليرموك، بعد أن سوّغوا وهلّلوا لقتل الشعب السوري، تحت يافطة الممانعة الكاذبة.
زياد "طلع فالصو" يا محمود، يا محمود الذي لا أعرف عن أخبارك شيئاً، هل تسمعني يا محمود؟ زياد "طلع فالصو، الله وكيلك!

ثمة طفل يغنّي
إلى: أريج أحمد

ثمّة أرواح تحت أنقاض البيوت
تنتظر أن ينقشع الغبار لتصعد
ثمّة طفل غصّ بأغنية
تنتظر سماء حزينة
أن يقف هدير الطائرات لتسمعها
ثمّة رغيف وحيد
ينتظر أن يعرف عدد الجائعين
ليقسّم نفسه بينهم بالعدل
ثمّة أرض حنونة
يزدحم الشهداء في رحمها ولا تتململ
ثمة مدينة تغسل جراحها
كلّ صباح بالفرات وتتعافى
ثمة شاعر يبكي
على الطالع والنازل
وهو يرعى قطعان الأمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
فواز ادري ( 2013 / 4 / 20 - 13:57 )
أرجو من هيئة التحرير تصحيح اسم -زيد- إلى زياد الرحباني، في عنوان المادة
.
مودتي وتقديري وشكري

اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا