الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب العالمية الأولى ومصير الشعب الكوردي

شهاب وهاب رستم

2013 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


رفض الأكراد القتال الى جانب الأتراك خـــلال الحــــــرب العالمية الأولى ، عدا قوات صغيرة أجبرت على ذلك ، وارســـــــلو ا الى الشعــيــبة ، الذين أسئيت معاملتهم فعادوا الى كوردستان. ووقفوا مع قوات الحلفاء ، كما أنخرطوا في الليفي البريطاني ، وسحب الأتراك القوات "الحميدية " الكردية من الحرب خلال الأشهر الأولى من أندلاع الحرب ، وأصدروا الأوامرلمعاقبة الأكراد، وضرورو تصفيتهم بعد أنتهاء الحرب. فأصدروا القوانين والأنظمة لمطاردة الأكراد وأضطهــــادهم وتهجيرهم من مناطق سكناهم ، وبموجب المادة الثامنة من قانون التعامل مع الأكراد لم يسمح للاجـئين الأكراد العودة الى أراضيهم حتى بعد الحرب ، بل تم تسجيلهم وتوطينهم في مسـتـوطنات بعيدة ، ومجموعات صغيرة لا يتجاوز الثلاثمائة شخص متناثرة بين المدن التركية . ونـصـت المـادة الثانية عشــر من القانون بتجريدهم من السلاح ، كانت هذه الإجرءات تستهدف تذويب الكرد وتتريكهم وبسرعة ، إلا أنهم فشلوا في تطبيق هذه الأجراءات ، فأخذوا يبطـشـون بهم ويتم تصفيتهم و إبادتهم من خـلال سـياسـة التهجير القسري تحت ظروف قاسية مثلما طبقت على الأرمن من قبل. بعد الحرب العالمية الأولــى ، وفي عام 1919 ميلادية وبناء على دعوة موجهة من مؤتمر السلام في باريس توجـــه وفد كردي برئـاســة الجنرال شريف باشا لطرح ومناقشة المسألة الكردية وحضر في الوقت نفسه وفد أرمني للمطالـبة بأراضي تـمـتـد من البحر الأسود الى البحر الأبيض المتوسط لضمها الى جمهورية أرمينيا الروســـــية القائـمـة آنذاك . إن تأخير حسم قضية الأكراد والأرمن في مؤتمر السلام لحين تأسيس عصـبـة الأمم المتحدة المقترح من قبل الرئيس الأمريكي ودرو ويلسون قد ساعد على حبك المؤامرات وتمييع القضية ، ومن ثم أعطاء الفرصة لمحــاربة فكرة أســتـقلال كوردسـتان من خلال البعثات التـبـشيرية المسيحية والأمريكيين المقيمين من تجار و رجــال أعمــال في أسـطـنـبـول لمحــاربة فكرة أستــقلال كـــوردستان وأرمينيا وإعطاء شعبـيهما حق تقرير المصير لتشكيل دولتين كردية وأرمينية بمســـاعدة الولايات المتحــدة الأمريكية وبخاصة بالنسبة للأرمن . وقد شنت حملة ضد الشعبين لإبقاء تركيا والقوقاز الـروســي تحت الســيـطرة الأمريكية لأستغلال المصالح والأمتيازات الأقتصادية ونشر مهمة التبشير في المناطق الأسلامية . { وقد حمل الدكتور غيتس رسالة من طلعت باشا الذي قام بتدبير مذابح الأرمن والأكراد عام 1915 ميلادية الى وفد السلام الأمركي في مؤتمر باريس تتضمن ترحيب تركيا بالوصاية الأمريكية عليها .... الخ } . بحلول آب 1919 ميلادية حشد كمال اتاتورك قواته في الأناضول ( 35 ألــــف جندي ) ، وأسس مقرا ً لمقاومة الحلفاء في " سيوس " لمقــاومة الحلفـــاء بعد قيام اليونان بأحتلال مدينة " سميرنا " التركية في مارس / آيار / 1919 ميلادية . وكرد فعل لظهور مصطفى كمال أتاتورك وخوفا ً من عرقلة القضية الكردية بادر القادة الكـــرد الى الأجتماع في ( قحطة ) بالقرب من بلدة ( ملاطيا ) وتشــــكيل قـوة كـورديـة للتصدي لمصطفى كمال اتاتورك ، إلا أن وصول مدير المخابـــرات البريطـــانية في حلب العقيد " بيل " الى هناك وتقديم المشورة باسم حكومته بألا يقوم الأكراد بأية عمليــــات ضد " أتاتورك " والتأكيد بأن الحلفاء مصممون على حل القضية الكردية إستنادا ً الى التعهـــدات التي قدموها ، حال دون قيام الأكراد بسحق قوات مصطفى كمال أتاتورك بالتعاون مع الأرمــــــــن ، إذ كان بإمكان "جمهورية يرفان الأرمنية " أحتلال أرمينيا التركية بسهولة . وبهذا وقع الأكـــراد والأرمن في خطأ كبير بإعتمادهم على حسن نية الحلفاء وتطميناتهم . ونتيجة لتقرب مصطفى كمــال أتاتورك من البلاشفة الروس وتوقيعه إتفاقية مجابهة القوى " الإمبريالية " في صيف 1919 ميلادية في مؤتمر الشعوب الشرقية في باكو ، ترأسه وزير خارجية السوفيت " زينوفيف " تضمنت الخطوة الأولى القضاء على جمهورية أرمينيا وتصفيتها . بعد ذلك تم التوقيع على أتفاقيتين لتجسيد الأتفاقية الأولى : وقعت في اســطـنـبـول في 29 / تشرين الثاني / 1919 ميلادية ، والثانية وقعت في أرضـــروم في 15 / نيسان /1920 ميلادية . ورغم مناشدة أرمينيا العالم وخاصة دول الحلفاء ودول عصبة الأمم لمساعدتها على وقف العدوان عليها ومساعدتها بتزويدها السلاح للدفــاع عن نفسها ، لم يأبه الحلفاء ولا عصبة الأمم لنداءها ، واكتفت عصبة الأمم بإرسال لجنة لتقصي الحقائق وتوجيه أنذار الى الحركة الكمالية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال


.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل




.. يارب آخر شهيد-.. رثاء أم لابنها الشهيد-


.. مراسل الجزيرة: مجموعة من المستوطنين تقتحم المنطقة الأثرية في




.. السيسي يؤكد مجددا: نرفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو إلى أ