الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاتب عربي يطلب الدفن في تل أبيب

حكمت الحاج

2013 / 5 / 18
الادب والفن


أمامي رواية عربية جديدة صغيرة الحجم لكنها كبيرة الهم والغم والسخرية المرة السوداء من حياة هذه الأمة يتناول فيها المؤلف حياة ومصير شاب عربي يرى أمامه الآفاق مسدودة فيفكر في حل غريب لمأساته.
صدرت هذه الرواية المهمة عن منشورات مومنت كتب رقمية بلندن، تحت عنوان "ادفنوني في تل أبيب" للروائي السوداني "معتصم الشاعر"، في طبعتين، ورقية وإلكترونية، وتقع في أربع وسبعين صفحة، وقد صمم غلافها الفنان الكوردي هكار فندي. وهذه الرواية هي الإصدار الثالث لمعتصم الشاعر ضمن مشروعه الروائي زهرة الربيع، والذي يناقش فيه قضايا الإنسان العربي في ظل الربيع الذي تعيشه المنطقة، لقد جاءت هذه الرواية صغيرة في حجمها لأنها جزء من روايته الأشمل أنشودة العريش والتي أجل نشرها قليلا لأسباب خاصة كما ينوه بذلك الروائي.
يقول الناقد السوداني حسام الدين صالح عن هذه الرواية إن بطلها منتصر الظافر، شاب عاش حياته وفق سيناريوهات كتبها لجيله آخرون، فجعلوا منه أخرق لا يفكر إلا بسطحية، ولا يهتم إلا بالقشور، جعلوه فارغ الذهن ليكون جاهزا للتعبئة، وقد سرت عدوى بساطته إلى السرد، وكادت الرواية أن تكون عملا سطحيا لولا عمق سخريتها.
ويواصل الناقد قائلا: لقد تعرض منتصر لهزات عنيفة بعد تخرجه في الجامعة، لكن الأمل قد عاد إليه بعد أن وعده أبوه بحل مشكلاته إذا ساعده في الوصول إلى البرلمان، لكن الأب ينكر نسبته إليه بعد فوزه، فتبلغ مأساته ذروتها، فيحاول أن ينهي حياته لكنه يفشل، فيرى في اسمه سخرية منه، فيسمي نفسه هيومان أكس، ويقرر الهجرة إلى إسرائيل، لا لشيء سوى ليُدفن هناك، إنه قام بعمل انتقامي، هو في الحقيقة محاولة رمزية لتدمير الذات المجتمعية والثقافية والدينية أيضا، كأنه يريد أن يقطع كل جذور الانتماء، ويتخلص من هويته كما أنكره أبوه، وذلك بالانتماء إلى عدو أمته التي يراها مسرح مأساته.
وبالفعل يتوضح لكل قارئ للرواية تلك السخرية المريرة القابعة خلف الحل الذي توصل اليه ذلك الشاب العربي بطل الرواية بعد أن أعيته السبل في وطنه فلجأ إلى حيلة غريبة للالتفاف على مصيره.
إن ما قام به منتصر جزء من عقلية أمته التي لا تعرف ردود الأفعال الموضوعية، والتي لا تهتم بالإنجاز المعرفي وقدرته على صناعة حياة أفضل، وإن اهتمت فهي لا تطبق ما علمت. وكما قال حسام الدين صالح فإن الربيع العربي لم ينعش الظمأ إلى تغيير هذه العقلية، بينما يقول الكاتب نفسه إن الربيع العربي أفرز ظاهرة في غاية الخطورة، يسميها "موت المثقف". لقد انتحر الكثير من المثقفين العرب، وعادوا إلى الحياة في صورة أشباح سياسية، لقد أغراهم عالم السياسة السفلي، بخطبه الجوفاء وجدالاته الخرقاء ولا أخلاقيته وتزييفه وانتقائيته، ونسي المثقف أن يستفيد من هذه الأجواء في التبشير بالوعي والمعرفة والإبداع، وهذا الفراغ الثقافي والمعرفي الناتج عن موت المثقف، سيكون له أثر كارثي، لو لم يتم تداركه، ولن يكون الربيع العربي سوى لحظات عابرة من تاريخنا، ما لم يحدث تغيير جذري في العقلية العربية، يمكنها من صناعة الفعل الخلاق والإدارة الحكيمة لردود الأفعال فيما بتعلق بها ومحيطها العالمي على السواء".
معتصم الشاعر، كاتب روائي سوداني شاب، من مواليد العام 1982وهو مهتم بالشأن العربي، وله مشروع روائي يحمل اسم زهرة الربيع، صدر منه حتى الآن ثلاث روايات، الأولى أهزوجة الرحيل (2011) عن شركة صوت القلم العربي بمصر، وهي الرواية التي بلغت شهرة واسعة نتيجة تنبؤها باللحظات الأخيرة للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، أما روايته الثانية فهي في انتظار العرب أو في انتظار السلحفاة، والصادرة عن شركة إي كتب- لندن، في العام 2012 وهي رواية تناقش التفاعل العربي مع قضايا البلاد العربية المنكوبة، وآخر الروايات الصادرة حتى الآن هي ادفنوني في تل أبيب، وهي رواية تبحث عن السبب الخفي وراء هجرة الشباب العربي إلى إسرائيل، وقد صدرت عن منشورات مومنت.
ومعتصم الشاعر أيضا كتب القصة القصيرة والمقالة والنقد لعدد من الصحف السودانية، درس الإنتاج التلفزيوني ويهتم بالأفلام الوثائقية وقد كتب السيناريو وقام بإخراج ومونتاج فيلم عطر من عرق المتعبات، والذي قام بإنتاجه صديقه القاص والروائي والصحفي السوداني حسام الدين صالح والدكتور موسى محمد آدم. يواصل معتصم حاليا دراسته في مجال الصيدلة وله عدة أعمال روائية تحت الطبع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهل سيقبلون دفنه في اسرائيل.؟
عبد الله اغونان ( 2013 / 5 / 19 - 17:08 )
تلك هي المشكلة
هوليس مواطنا اسرائيليا بل انسان يائس

اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة