الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلان الحرب على السينما و المسرح

سالم بخشي المندلاوي

2013 / 5 / 27
الادب والفن


يفاجئنا بعض المسؤولين من المتأسلمين بين الحين والاخر في محاولاتهم لفرض وصايتهم المقيتة على المؤسسات الثقافية والابداعية في العراق من خلال تتبع واقتناص الهنات والهفوات الطبيعية والتي يمكن ان يرتكبها الجميع في اي وقت من دون قصد ، فيسمحون لانفسهم المريضة التدخل السافر وبطريقة استفزازية فجة لاتنم الا عن الجهل والتخبط والدجل الديني ، ليظهروا في ثوب الورع والفضيلة والاخلاق الحميدة في الوقت الذي هم فيه ابعد مايكونون عن هذه المعاني والقيم السامية من خلال تبوؤهم لمناصب ثقافية لايفقهون منها شيئاً ، وعلى اعلى المستويات ، في حين يقصى فيه المبدعون من الذين يمكن لهم ان يسهموا حقيقة في تطوير العملية الثقافية والابداعية مضموناً وليس شكلاً كما هو حاصل الان وقد جرد هؤلاء المبدعون من الفرصة التي يمكن لهم من خلالها ايصال رسالتهم السامية هذه.
ولعل اخر هذه المفاجآت هي الزوبعة التي اثيرت حول المشهد المظنون من المسرحية الالمانية التي عرضت على هامش مهرجان مسرحي اقامته دائرة السينما والمسرح وهو مشهد جاء ضمن سياق درامي اقل من الاعتيادي في مقاييس العدل والانصاف لكن ابطال الفضيلة الزائفة انبروا في اشهار سيوفهم الخشبية في وجه المسرح الثقافي الرصين وبطريقة ( دونكيشوتية ) ساخرة لم تعد تنطلي الا على الجهلة وبعض الهمج الرعاع من الذين ينعقون مع كل ناعق !
ولو تكلمنا عن المشهد المغضوب عليه والذي اثار حفيظة المتحفظين ، لوجدناه خالياً من اي اسفاف او رذيلة والزي الذي ترتديه الممثلة لا يختلف كثيراً عن الزي الذي ترتديه راقصات الباليه العالميات ولو سمحنا لانفسنا ان نقارن هذا المشهد المعبر مع بعض المشاهد لاية مسرحية تهريجية عراقية من التي تعرض على خشبة المسرح الوطني نفسه وبحضور ابطال الفضيلة واغلبهم يحرصون على الحضور لمشاهدة مسرحيات رخيصة كهذه .. رخيصة في المضمون على الرغم من غلاء التذاكر والتي تبلغ خمسة وعشرين الف دينار عراقي لاغير للشخص الواحد ، لوجدنا حجم الاسفاف والخروج عن قواعد الاداب بشكل لايمكن تحمله او مقارنته باي مشهد ( عري ) كما يزعمون .
انا اخاطب المنصفين والراسخين في علم المسرح والمثقفين ، ولا اخاطب المقهقهين لهذه المشاهد التهريجية طويلاً ، واسال ، اين يكمن الاسفاف والابتذال والخروج عن الاداب ... في بعض العبارات والمشاهد الهابطة التي تمتلأ بها عروض المسرح التجاري ام في المسرحية الجادة المغضوب عليها ، واترك الجواب للمنصفين ؟!
اما يكفي هؤلاء المتباكين على الفضيلة انهم وبداعي المحاصصة البغيضة تقلدوا مناصب ثقافية رفيعة لايستحقونها وقد اثروا من خلالها وحولوا عشرات الملايين من الدولارات من بركات مناصبهم الى حساباتهم البنكية في الخارج ، ليتدخلوا هذه المرة في شؤون ابداعية لايفقهونها؟!
ان مثل هذه الاشكاليات تدفع المعنيين بالشأن الثقافي العراقي الى تجديد الدعوة لعزل وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية الاخرى عن المحاصصة السياسية المقيتة وتركها لاصحاب الشأن من المثقفين المبدعين فهم ادرى بشعابها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة