الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهم -فيسهم- ولنا -فيس-.

محمود عبد الغفار غيضان

2013 / 5 / 31
كتابات ساخرة


لهم "فيسهم" ولنا "فيس".
هل من المفترض أنْ تؤدي التكنولوجيا لتقاربنا أم تمعن في تعليمنا الإقصاء؟
هل نعاقبها بتشويهها لأنها أزعجت استمتاعنا بالعصر الحجري الذي لم نبرحه؟ أم أنها تعاقبنا فتسقط كل أوراق التوت عن قبحنا؟ متى ستكون شبكات التواصل الاجتماعي معبرة عن تسميتها بالفعل في مجتمعاتنا العربية؟ هل يحق لي أن أحسد الحيوانات على أنها لم تعرف هذه التكنولوجيا؟ أم تراها تملك "تيس بُكم" تتداول فيه كل شيء عن عالمنا الخرب بصمتها البليغ؟!
بحسبة بسيطة جدًّا جدًّا. لو قارنا ما آل إليه سلوك البشر وسلوك الحيوانات- مع الوضع في الاعتبار حجم الإنفاق على تعليم البشرية وتهذيب سلوكها والترفيه عنها بعد آلاف السنين على كوكب الأرض- سنجد العجب العجاب. يعني الحيوان تهذبه مقطوعة موسيقية، يرق قبله لمن يطعمه ويسقيه. يجلس بجوارك في هدوء وسكينة لو قرأت بصوت عذب قصيدة راقية أو أسمعته تلاوة جميلة للقرآن الكريم. يعرف صاحبه من رائحته فلا يفارقه. يعرف قيمة الجماعة والعمل الجماعي ويوقن أن هلاكه في وجوده وحيدًا دون حماية.
هل رأيتم حيوانًا بوذيًّا يقتل حيوانًا مسلمًا؟ هل رأيتم حيوانين في المنطقة العربية يتعاركان ليل نهار لأن أحدهما سنيّ والآخر شيعي؟ هل سمعتم حيوانًا يتهم أخيه بالخيانة والعمالة لأتفه الأسباب؟ هل أفزعنا ما تتداوله الناشطات من إناث الحيوانات من تعرضهن للتحرش الجماعي كلما مررن بعيون الماء؟؟ هل سمعنا عن جاموسة تسرق أمها أو تقتل صاحبها لكي تجري عملية تكبير الثدي؟! هل تستهلك البغال في منطقة الشرق الأوسط أعلى نسبة "فياجرا" في العالم لأنها تمر بأزمات نفسية تمنعها من ممارسة حياتها الطبيعية كحق كفله الدستور للجميع كما أكد "الأفوكاتوا" حسن سبانخ؟!
أهم حقًّا لا يتكلمون أم نحن الذين لا نعرف كيف نتكلم مثلهم؟ لقد بلغنا في الزمان مبلغًا رحنا معه نتغنى بإخلاص الكلاب وصبر الحمير، وأصبحنا نتسارع لنمرر على صفحاتنا مقاطع الفيديو التي تبين حيوانية الحيوان إن جاز التعبير، وأقصد سلوكه الراقي الطيب الذي كان يقال عنه في الكتب حتى عهد قريب "إنسانية الإنسان". أعزائي الكرام! هل يمكننا أن نكون ديمقراطيين ونتصرف بنبل ونكفّ عن وصف البشر السيئين وتشبيههم بالحيوانات؟ على الأقل حتى نتعلم لغتهم ونتواصل معهم بشكل يسمح لنا بفهمهم أو يسمح لهم بالرد علينا؟!


هامش تفسيري (أعلم علم اليقين بأن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم. ولا أتحدث هنا عن خلق الله لنا وإنما كائنات ممسوخة ومشوهة وصلنا إليها بإرادتنا واختيارنا وبكل تبجح نتشدق بالتحضر والإنسانية)

محمود عبد الغفار غيضان
31 مايو 2013م
كوريا الجنوبية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج