الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة تعدد النقابات الصحفية في العراق (تحقيق صحفي)

سالم بخشي المندلاوي

2013 / 6 / 1
الصحافة والاعلام


ظاهرة تعدد الإتحادات والنقابات الصحفية في العراق...هل تؤشر لإثراء الواقع الثقافي العراقي أو يندرج الأمر ضمن صراع المصالح وجر الحبال وسحب البساط من الآخرين؟!!
تحقيق : سالم بخشي المندلاوي
* نقيب الصحفيين العراقيين ، مؤيد اللامي : الإتحادات والمنظمات والنقابات الصحفية التي يعلن عنها زيد أو عمر من الناس في هذا الحين أو ذاك ، غير قانونية .
* أمين سر نقابة الصحفيين العراقيين ، سعدي السبع : شهدنا الكثير من النقابات المتحدثة باسم الصحفيين العراقيين لكنها أثبتت فشلها فيما بعد لأنها أسست بغايات نفعية وحرّكتها مصالح ذاتية .
* نقيب النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين ، عدنان حسين : هناك المئات من الصحفيين الحقيقيين خارج منظومة نقابة الصحفيين يشعرون بالحاجة إلى نقابة تتبنى حقوقهم وتدافع عنها والنقابة الوطنية للصحفيين العراقيين ستعمل على ذلك .
*رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن الصحفيين العراقيين إبراهيم السراجي : التعددية شيء رائع لكن يجب أن تبنى على أسس صحيحة وأن تخرج عن دائرة التسقيط والعمل بالضد من الآخر .
* الكاتب الصحفي ، جواد البياتي : من الأسباب الرئيسة في ظهور مؤسسات صحفية عديدة هي عدم إتباع الضوابط والثوابت القانونية في توزيع المكاسب ومنح العضوية لكل من هب ودب في نقابة الصحفيين .
* المحرر الصحفي ، سامي كاظم فرج : الخيار مطروح للصحفي ذاته لإختيار من يمثله وفق قناعاته ، بالجهة التي يمكن لها أن تحقق طموحاته .
المقدمة
على مدى الأعوام المنصرمة،شهدت الساحة الثقافية العراقية،ظهور الكثير من الإتحادات والنقابات والمؤسسات الإعلامية التي قدمت نفسها،كحامية للصحافة العراقية الرصينة،وتكلمت بأسم الصحفيين العراقيين وحاولت أن تنتحل الدور المفترض للنقابة الأم (نقابة الصحفيين العراقيين).
والغريب إن معظم هذه المؤسسات الإعلامية تلاشت وتبخرت بعد حين من دون أن تقدم أو تضيف شيئاً ملموساً يدفع بالعمل الصحفي والصحفيين إلى أمام،بل تحول البعض منها وبمرور الوقت إلى جمعية خيرية استهلاكية أو وكالة لبيع السيارات الحديثة بالإقساط المريح في أفضل الأوقات. والطريف في الأمر إن الهيئة الإدارية لأحد هذه الإتحادات قد احتالت على أعضائها من خلال قبضها لمبالغ بعشرات الملايين من الدنانير،كمقدمات مفترضة للحصول على سيارات حديثة لهم ـ حصراً ـ لكن تبين فيما بعد إنها نصبت عليهم واستحوذت على مبالغهم قبل أن يتلاشوا في دول الجوار ولم يبق من إتحادهم الصحفي المزعوم غير يافطة أنيقة معلّقة على بناء مؤجر حتى نهاية الشهر!
أما المؤسسات الأخرى التي صمدت وبقيت على الساحة وعلى الرغم من إخلاص العاملين فيها والدوافع النبيلة التي تاسست من أجلها،إلا أنها لم تقدم الكثير هي الأخرى واقتصر عملها على رصد وفضح بعض المخالفات والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون العراقيون وإصدار بيانات الشجب والتنديد ضد هذه الانتهاكات،ولعل أفضل إنجاز للبعض منها والتي تحمد عليه،هي أنها استطاعت تبني بعض قضايا الصحفيين الذين تثار ضدهم قضايا قانونية من قبل بعض المسؤولين والجهات الحكومية في المحاكم وانتداب محامين للدفاع عنهم في هذه المحاكم.
ولم تذهب أية مؤسسة أو إتحاد أو نقابة إلى أبعد من ذلك في تبنيها الجدي لتطوير العمل الصحفي،وحماية الصحفيين،وتطوير مستواهم المادي،وانتزاع التشريعات التي تمكنهم من الحصول على المعلومة ونشرها من دون تعرضهم للمساءلة والضغط،كذلك متابعة قضايا الشهداء منهم وملاحقة الجهات التي تستبيح دماءهم،وفضحهم وملاحقتهم قضائياً ومحاسبة كل من يسيء للصحافة والصحفيين.
وقد شهدت الساحة الثقافية العراقية مؤخراً ظهور نقابة حديثة بأسم: (النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين) التي عقدت مؤتمراً تأسيسياً لها في فندق الشيراتون في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني لهذا العام،وقدمت نفسها كنقابة واعدة تعمل على خلق تقاليد عمل نقابي رصين يتجاوز أخطاء الآخرين،ويرتكز على المعايير الدولية للحريات الصحفية،ولايخضع إلا لمهنية دور النقابة المفترض،حسب ما ورد في نشرة اللجنة التحضيرية لها.
ونحن كوسط صحفي فعال،ونتصدى للعمل الصحفي،ونتعرض لمنغصاته ومخاطره يومياً،نعطي الحق لأنفسنا أن نستفهم ونثير بعض التساؤلات،من قبيل:
ما جدوى تأسيس نقابة صحفية تعمل خارج إطار النقابة الأم؟ وما هي المقومات التي ستجعلها تختلف عن النقابات والإتحادات الشكلية الآخرى؟ ما الذي يمكن أن تضيفه للعمل الصحفي والصحفيين؟ ولعل السؤال الأهم الذي يتصدر هذه الاسئلة كلها: ماهي دوافع تأسيس مثل هذه النقابات... هل تأتي كاستجابة حتمية للتنوع الثقافي والإثراء الفكري والحرية الكبيرة التي تحظى بها مؤسسات ووسائل الإعلام والتعبير،أو جاءت لسد الخلل وتراكم الأخطاء في نقابة الصحفيين العراقيين وعلاقتها السلبية مع بعض الصحفيين أو يندرج الأمر ضمن صراع المصالح وجر الحبال وسحب البساط من تحت أقدام الآخرين؟!
سنحاول من خلال تحقيقنا هذا أن نغطي كل وربما معظم هذه التساؤلات ونكوّن فكرة عامة عما يدور ويحيط بالعمل الصحفي في العراق من خلال عرض وجهات النظر للأطراف كافة.
نقابة الصحفيين العراقيين
انطلقنا من نقابة الصحفيين العراقيين،والتقينا الأستاذ سعدي السبع أمين سر نقابة الصحفيين العراقيين وسألناه:
* هل ترون في تأسيس نقابات وإتحادات صحفية خارج إطار نقابة الصحفيين العراقيين تكاملاً وإثراء للعمل النقابي الصحفي أو هي محاولات لانتحال الدور المفترض للنقابة الأم؟
ـ نقابة الصحفيين العراقيين هي نقابة مهنية تمتلك تاريخاً مهنياً قديماً اسست عام 1959 وتعمل بموجب قانون مشرع ونافذ،وإذا كان ثم تشكيل إتحادات ونقابات تعنى بالشأن الإعلامي فلابد أن يكون عمل تلك الجهات على وفق القوانين النافذة وأن تكون خاضعة للرقابة والنزاهة وأن تثبت تلك الإتحادات أو النقابات حضورها المهني الفاعل وتكون موضع قبول لدى غالبية الصحفيين كما هو الحال في نقابتنا.
لقد شهدنا بعد عام 2003 ظهور بعض الإتحادات والنقابات المتحدثة بأسم الصحفيين العراقيين،إلا أنها سرعان ماتوقفت عن العمل وفشلت في جمع الصحفيين والإعلاميين،وقد عملت بعض هذه النقابات والاتحادات تحت لافتات إعلامية وصحفية،اثبتت فيما بعد،إنها مؤسسات وهمية أسست بغايات نفعية وحركتها مصالح ذاتية بأسم الصحفيين والاعلاميين.
وفي حوار سابق لنا مع الاستاذ مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين سألناه:
* ما هو موقفكم من الإتحادات والنقابات الصحفية التي تعلن عن نفسها خارج إطار النقابة الأم وهل تعتقدون إن ظهور هذه المؤسسات يؤشر لخلل ما في عمل النقابة أم هو مؤشر صحي يعبر عن التنوع وحجم العمل الصحفي الكبير في العراق؟
ـ هناك مخالفات قانونية تمارس الآن... الدستور أشر إلى الإتحادات والنقابات في بند من بنوده وأشار إلى عمل منظمات المجتمع المدني في المواد (22، 45 ) من الدستور أيضاً أشار إلى أن النقابات والإتحادات يجب أن يكون لديها قانون مشرّع في مجلس النواب...
صدر قانون رقم 12 لسنة 2010 الخاص بمنظمات المجتمع المدني من مجلس النواب الذي أشار في إحدى مواده: (ان هذا القانون لايشمل النقابات أو الإتحادات التي تشكل وفق قوانين خاصة).
هذا القانون يشمل منظمات المجتمع المدني الجديدة على أن تكون مسجلة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وفق ضوابط،ومن يخالف هذا القانون يعتبر مخالفاً لقوانين الدولة،لذلك فأن الإتحادات والمنظمات التي يعلن عنها زيد أو عمر من الناس في هذا الحين أو ذاك،تعد غير قانونية.

النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين
لعدم وجود مبنى رسمي (( للنقابة الوطنية للصحفيين العراقيين )) حالياً،التقينا نقيبها الأستاذ عدنان حسين في صحيفة المدى مقر عمله الحالي وسألناه:
* كيف تنظرون إلى تأسيس ( النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين ) في هذا الوقت بالذات،هل جاء تعبيراً عن تطور العمل الصحفي في العراق أم لايخرج الأمر عن دائرة سحب البساط من نقابة الصحفيين العراقيين ومحاولة لإضعاف دورها المفترض،كما يعتقد البعض؟
ـ تأسيس النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين،جاء تعبيراً عن واقع وحاجة موضوعية. الواقع الموضوعي يعكسه حضور 215 صحفية وصحفياً للمؤتمر التأسيسي... أي أن 215 صحفية وصحفياً من مختلف مجالات العمل الإعلامي،قرروا إنشاء هذه النقابة،لشعورهم بضرورة وجود نقابة تمثلهم وتلتزم المعايير والقواعد المهنية في عملها... ونقابة لايدخل في عضويتها أعداد كبيرة ممن هم خارج المهنة كما هو الحال في النقابات الاخرى.
أما الحاجة الموضوعية،فتتجسد في وجود المئات من الصحفيين الحقيقيين خارج منظومة نقابة الصحفيين... هؤلاء يشعرون بالحاجة إلى نقابة تتبنى حقوقهم وتدافع عنها.
وحقوق الصحفيين الأساسية تتمثل في ضمان حقهم في الوصول إلى المعلومات ومصادرها بحرية وحقهم في نشر هذه المعلومات والتعليق عليها وإبداء الرأي بشأنها بحرية،أيضاً من دون اي قيد أو شرط،إلا شرط الالتزام بالمعايير والقواعد والأخلاقيات المهنية المتعارف عليها دولياً كذلك ضمان حقوقهم داخل مؤسساتهم وفي ميادين العمل.
الصحفيون العراقيون لايتمتعون الآن بهذه الحقوق،ولهذا نشأت الحاجة لديهم لإنشاء نقابة تتبنى هذه الحقوق وتعمل للاعتراف بها وتكريسها قانونياً.
* على الرغم من بعض المآخذ على ( نقابة الصحفيين العراقيين ) إلا أنها نجحت نسبياً في تحقيق بعض المكاسب المادية والاعتبارية للصحفيين المنتمين إليها... ماذا يمكن أن تقدمه(النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين) لمن يروم الانتساب اليها؟
ـ النقابة الوطنية ستعمل أولاً وقبل كل شيء على تحقيق الاعتراف بحرية التفكير والتعبير والتنظيم،وتجسيد المبادئ التي أقرها الدستور في هذا الشأن،وضمان حق الصحفي والإعلامي في جمع المعلومات وبثها بحرية تحقيقاً لهدف مهنة الصحافة، وتزويد المجتمع بالمعلومات.
كما ستعمل النقابة على تكريس حقوق الصحفيين المهنية التي تضمن لهم بيئة عمل مناسبة وحياة معيشية كريمة يتم تكريسها في قانون أو قوانين،ومنها مايتعلق بتقاعد الصحفيين وبعقود العمل في مؤسساتهم،كما ستعمل على توفير الفرص المناسبة للصحفيين بتطوير قدراتهم عبر دورات وورشات عمل مهنية داخل البلاد وخارجها.

الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين العراقيين
الأستاذ إبراهيم السراجي رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين العراقيين وفي معرض رده على سؤالنا:
*كيف تنظر جمعيتكم لتأسيس نقابات وإتحادات صحفية عديدة لعل آخرها النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين وما جدوى تعددية المراجع الإعلامية للصحفيين العراقيين؟
ـ بالتأكيد التعددية شيء رائع وان تكون هناك أكثر من جهة ثقافية تتبنى تقديم أفضل الخدمات لعموم الصحفيين والأدباء لكن يجب أن تبنى هذه التعددية على أسس صحيحة وسليمة ويجب أن تخرج عن دائرة التسقيط والعمل بالضد من الاخر.
اما بخصوص تأسيس النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين،فأننا في الوقت الذي نبارك فيه لكل جهد جديد يخدم الصحافة،إلا أننا نعترض على مفردة (الوطنية) لانها تعني بشكل أو بآخر،أن الجهة الاخرى غير وطنية وهذه بداية غير طيبة لمن يريد أن يكوّن مؤسسة إعلامية تخدم الإعلام. وفي هذا الصدد لا يمكن أن ننسى التجربة السيئة عندما تم تأسيس:(اتحاد الصحفيين العراقيين) الذي ولد ميتاً ولم يقدم أية إضافة جديدة للوسط الصحفي،بل كان مجرد حلقة فارغة استهلك الكثير من الإمكانيات والجهد والوقت.
أقول للذين يودون تأسيس نقابة جديدة:أنا أحترم رغبتكم لكن يجب أن نعرف،هل سيكون نشاطكم موجة بالضد من نقابة الصحفيين العراقيين؟! وأرجو أن يكون هناك حوار مع نقابة الصحفيين باعتبارها إمتداداً لنقابة عريقة أسسها الجواهري،لذا أدعو إلى عقد مؤتمر للحوار تشترك فيه كل الأطراف والمكونات الصحفية وأن يناقش هذا الموضوع بجدية وإذا كانت هناك أخطاء أو خلل معين في الوسط الصحفي فيمكن إصلاحه من خلال وضع برنامج عمل جدي يعمل على إنجازه المخلصون بعيداً عن النظرات الضيقة التي لاتخدم الإعلام في العراق.

رأي الصحفيين والوسط الاعلامي العراقي
لالقاء المزيد من الضوء حول الموضوع،التقينا بعض الإعلاميين والصحفيين العراقيين ليدلوا بدلوهم في الموضوع،وسألنا الكاتب الصحفي جواد البياتي:
* ماهي قانونية تشكيل نقابات وإتحادات صحفية عديدة في ذات الوقت،وماهي الأسباب التي دعت لمثل هذه المحاولات،برأيك؟
ـ اباح الدستور العراقي في مواده (41،39،38) حق تشكيل اللجان والجمعيات والنقابات والمنظمات ذات الطابع المدني،ووضع لها شروطاً وضوابط وحدد علاقتها بالدولة. وفي ضوء ذلك تشكلت المئات من هذه التجمعات المدنية وتحت مختلف المسميات،وهذا هو تقليد قديم يتخذ من التوجه الفكري أساساً لانطلاق نشاطاته،ومن هذه التجمعات تلك التي تعلقت كل عناوينها بالصحفيين،إلا أن نقابة الصحفيين العراقيين هي النقابة الرائدة تاريخياً في العراق،وربما تشكلت جمعية أو نقابة باسمهم في العهود الماضية بسبب الضغط السياسي أو القومي،لكن الانفتاح الذي حصل بعد 2003 أتاح لكل الناس تشكيل التجمعات والمنظمات والتنظيمات بكل أنواعها وإتجاهاتها بكل حرية،ففضلاً عن النقابة الأم ـ نقابة الصحفيين العراقيين ـ تشكلت لجنة حماية الصحفيين،وإتحاد الصحفيين العراقيين،ومنظمة الصحفيين والمثقفين الشباب المستقلة،والجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين،وأخيراً... النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين،التي تاسست على يد نخبة من الصحفيين المعروفين،وكما يبدو،فأن جميع هذه المنظمات تعنى بالصحافة،إلا أن غير المعلن من الأهداف تحتفظ به افكار ونوايا لجان التأسيس لهذه المنظمات التي تنادي جميعها بالوطنية وحرية الصحافة وحرمة الكلمة،وراحت تنادي جميعها بحقوق الصحفيين وتحاول الحصول على سقف أعلى من المكاسب،وقد يكون الجانب المادي الصرف هو أول الأهداف التي تسعى إليها هذه التشكيلات،ثم تأتي بعد ذلك الأهداف الأخرى. وقد يصب ذلك كله في خدمة الصحفي باعتباره الأداة الأولى لعملها. وفي رأينا فأن نقابة الصحفيين العراقيين حققت مكاسب كثيرة للاسرة الصحفية لكن هذه المكاسب باستثناء المنحة السنوية ـ لم توزع بشكل عادل،بسبب عامل العلاقات الشخصية الذي في كل العصور ينسف العدالة كمبدأ مهني وإنساني. وهذا يرجع إلى عدم إتباع الضوابط والثوابت القانونية في توزيع هذه المكاسب واحتواء كل من هبّ ودبّ تحت هوية النقابة،كما أن بعض التشكيلات شوهت الوجه الفني المحض للصحافة فاتخذت من الكسب التجاري مساراً لها وتسببت في تشويه السمعة الصحفية.
أما فيما يتعلق بالتشكيل الجديد للنقابة الوطنية للصحفيين العراقيين وحسب قراءتنا للبرنامج العام لها فأن الكثير من المؤسسين هم من الصحفيين المعروفين وأصحاب الأقلام الجريئة والمقروءة ومن ذوي الأفكار المتنورة... لكن ذلك لايعني بأن خياشيمنا لاتشم رائحة الغيرة والحسد مما تحقق للنقابة الأم ولقيادتها العليا من سمعة وماحققته على الصعيد المادي والإعلامي المحلي والعربي من مكاسب،وكما يعبر عنه شعبياً:(حسد عيشة!).
نتمنى أن يكون الصراع النقابي الإعلامي لخدمة الأغراض الإعلامية أولاً وخدمة الصحافة العراقية والكلمة الحرة ثانياً،ثم خدمة الصحفي والإيفاء له بالوعود الوردية التي لما يزال يسمعها من هذا الطرف أو ذاك من دون جدوى.
والتقينا المحرر الصحفي سامي كاظم فرج وسألناه:
مارأيكم في تعددية النقابات والإتحادات الصحفية في العراق؟
ـ عملية ظهور النقابات جاءت استجابة لمتطلبات وحاجات الشرائح التي تمثلها وقد لعبت النقابات دوراً مهما في حياة الشعوب بشكل عام ووقفت بوجه الأنظمة الدكتاتورية والشمولية،هذا من جانب،ومن جانب آخر،سخرت الكثير من الانظمة الجائرة السمعة العامة والشرف الرفيع الذي تتمتع به النقابات لتلويثها بعد أن أسست أكشاكاً صنعتها بيدها ووضعت فيها أقزامها لتسميها نقابات،وقد جلبت هذه الجرائم الكثير من الضرر وبخاصة فيما يتعلق بالمفهوم الواقعي والدور الحقيقي للنقابات في عقول الشعوب... ولكن النقابة وعلى الرغم مما تقدم،تبقى منظمة أصيلة من منظمات المجتمع المدني بخاصة إذا كانت قد ولدت من انتخابات حرة شريفة دون مواربة ودون دعم ممن يدعو لـ (حاجة في نفس يعقوب!).
وفي معرض رده على سؤالنا :
كيف تنظرون إلى تأسيس النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين؟
ـ النقابة الوطنية للصحفيين العراقية حالة صحية وواقعية،وإن ولادتها هي استجابة لمتطلبات المرحلة الديمقراطية،وإن هذا الوصف لا يعني بالضرورة الاساءة لنقابة الصحفيين العراقيين أو بعض الإتحادات المعنية بالصحفيين،وبالتالي فأن الخيار مطروح للصحفي لاختيار من يمثله،وبالطبع فان هذا ياتي وبكل تأكيد على ضوء القناعة التي يجسدها تحقيق الطموحات وانتزاع الحقوق والدفاع عن حرية العمل الصحفي،والنضال من أجل أن تكون الصحافة هي السلطة الرابعة بحق لا أن يبقى هذا مجرد إيهام الصحفي وتحذيره بإن صوته ذو تأثير وأنه أداة تقويم للسلطة والشعب على حد سواء.
في نهاية المطاف،نعتقد إن الوقت كفيل ليبين عن مدى القوة والإمكانيات التي تملكها النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين،ومدى جدّيتها في خدمة وتطوير العمل النقابي الصحفي بعيداً عن النزاعات والمهاترات الجانبية مع بعض خصومها في الوسط الصحفي لهذا السبب أو ذاك،والذي من شأنه أن يبدد وقتها ويضيّع عليها الهدف السامي في (تطوير الصحافة العراقية) التي أعلنت عنه سبباً لتأسيسها،كما حدث لكثير من النقابات المتلاشية الأخرى...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكلة ليس بالنقابات بل في الهوية الأعلاميه
قاسم السيد ( 2013 / 6 / 1 - 08:21 )
مشكلة الأعلام لدينا هو انه لم يرتقى لمستوى البضاعه انسجاما مع التحولات الديمقراطية الموردة الينا بعد التغيير الذي عصف بنا بعد 2003 والذي تحول به النظام السياسي في العراق من الشموليه الى الديمقراطيه ولاتزال النزعة الأيدولوجيه هي الهوية المميزه لهذا الأعلام بكل امتياز والنقابات والمنظمات المهنيه التي تعبر وتمثل مصالح العاملين في هذا الأعلام هي الأخرى تعكس هذا التوجه فنقابة مؤيد اللامي هي مؤسسة مؤيده بكل ماتملكه من امكانيات للحكومة لهذا تجدها تحظى بدعم حكومي مميز ونقابة عدنان حسين التي تسمي نفسها بالوطنيه هي مؤسسة مناوئه للمالكي وهي تابعة لفخري كريم رئيس مؤسسة المدى المعروفه بولائها لمسعود البارزاني ولكي نؤسس لمنظمات نقابيه مهنيه للعاملين في الحقل الأعلامي نحتاج لقامات مثل قامة الجواهري حتى تسبغ على هذه النقابات ليس الشرعيه فقط بل والمهنيه ولترتقي بمستوى الأعلام ليناسب حجم التحولات السياسية الضخمة التي لازال اعلامنا يتعامل معها وفق نظرية المؤامرة بعيدا عن المعرفه والعلميه والمهنيه

اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد