الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إثيوبيا .....هل لازال لدي الأقباط حلفاء؟

مجدي محروس عبدالله

2013 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


كنت أتبادل الحديث مع ابي رحمه الله ذات يوم,بالرغم من كونه فلاحا "لا يعرف الألف من كوز الدرة" لكني كنت اجد حديثه شيقا وممتعا في احيان كثيرة , أتذكر انه مرة تم ذكر الأحباش
فاسرع على الفور وقال لي "دول بيحلفوا بينا" فرددت عليه متعجبا وقلت له "ازاي؟" قال لي انهم " بيقولوا وحياة اخوتنا المأسورين" ففهمت منه انهم-أي الأحباش-يعتبرون الأقباط مأسورين وعندما استمريت بالحديث معه وجدته يقول ان الأحباش قوة عظمى واقوي دولة في العالم....
دهشت كثيرا من كلامه هذا وقلت له هذا غير صحيح أثيوبيا هي دول فقيرة جدا ولا تجد العيش الحاف وجدته يحتد علي وقال لي "علموك في المدرسة غلط" بل استمر يسرد لي قصص وبطولات الأحباش في الدفاع عن الأقباط في مصر وقال لي عن مرات كثيرة أنقذ الأحباش اخوتهم الأقباط من مذابح عديدة.
بعد فترة ليست بطويلة وتأكدت من ان معظم ما قاله لي ابي كان صحيحا الى حد ما
فالأحباش كانوا قوة كبيرة في الشرق الأوسط في أزمنة غابرة فهم ما قاموا بهدم الكعبة اليمانية
في جنوب الجزيرة العربية وبنوا مكانها الكليس(الكنيسة) وحاولوا هدم الكعبة في الشمال من خلال حملة عسكرية لكن قامت عاصفة ترابية أفشلت الحملة* بل لازال المسلمون يعتقدون ان الأحباش سيقوم منهم ملك وسيهدم الكعبة!!؟
والأغرب من هذا ان إثيوبيا هي الدولة الوحيدة في إفريقيا التي لم تستعمر في تاريخها الا فترة
صغيرة جدا(اثناء الحرب العالمية) وليس خافيا عن احد تحكم الحبشة في منابع نهر النيل وهذا بالتحديد ما دفعني لكتابة هذا المقال ففي ظل ازمة سد النهضة والمخاوف من النتائج السلبية ابتدأ الكثيرون في فتح ملف علاقة الكنيسة القبطية بالكنيسة الحبشية متناسين امورا هامة
ان البطريرك القبطي ليس مغفلا ليذهب الى الاحباش ليطلب منهم حماية مصالح الدولة المصرية الاسلامية التي تضطهد المسيحيين ليلا نهارا-وان علاقة الكنيسة القبطية مع الحبشية ضعفت تماما بانفصال الاخيرة وبسبب إهمالنا ملف الحبشة منذ فترة طويلة بالرغم من تحذيرات
عديدة** لكننا امام قيادات كنسية متغطرسة لا ترى المستقبل ولا تستطيع ان تخطط له
تم انفصال الكنيسة الحبشية كما توقع البعض** وابتعدنا عن حليف قديم للشعب القبطي وارتمينا في احضان الامريكان والغرب والذين دعموا الاسلاميين للوصول للسلطة
الان وبعد كل هذا هل نستطيع ان نرجع حلفائنا القدماء بل واعادة حسابتنا وتخطيطنا للمستقبل
في النهاية اتمنى ان يظل الاحباش يحلفون بنا "وحياة اخوتنا المأسورين"
الهوامش:
(*) احاديث اسلامية كثيرة تذكر هذا الامر بل وتصف ذاك الملك الحبشي بأنه عظيم الفخذين
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُمَحِيُّ , قَالَ : ثنا أَبُو قُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” يُبَايَعُ رَجُلٌ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ هَذَا الْبَيْتَ إِلا أَهْلُهُ ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشُ ، فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا ، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ “.
(**) كتاب البرهان المحسوس ضد الرهبنة وترمل القسوس تأليف القس عبدالمسيح البراموسي-طبع سنة 1919
"وفي الحقيقة انه من المهم جدا ان تبقى الكنيسة الحبشية مرتبطة بأمها الكنيسة القبطية
ليس ارتباط سيادة بل ارتباط اخاء ومحبة وفائدة وليست هذه الاهمية في نظرتنا ناتجة عن الرغبة في التباهي بالالقاب الضخمة......,بابا الكرازة المرقسية والنوبة والحبشة,....وانما هذه الاهمية لامرين او لأعتبارين:الاول روحي والثاني سياسي"
(***)المرجع السابق صفحة 108 يقول
" ... ومعلوم ان الاحباش لا يمكن ان يظلوا متمسكين باهداب الكنيسة القبطية الى الابد خصوصا اذا دخلت بينهم العوامل الاجنبية وتأثرت افكارهم بما يرونه وما يسمعون عنه
فان حبل علاقتهم بنا يدق شيئا فشيئا الى ان يقطع"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل