الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحل لأم القضايا : القضية الفلسطينية

حاتم بن رجيبة

2013 / 6 / 2
ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها


الحل لأم القضايا : القضية الفلسطينية .

لحل أي صراع وجب كأول خطوة الإستماع إلى وجهة نظر كل طرف ثم تحليل هذه تحليلاً منطقياً وموضوعياً قبل تقديم الحلول الممكنة التي يمكن للطرفين مناقشتها أو لطرف ثالث نافذ فرضها .

الإسرائيليون أتوا إلى فلسطين هرباً من المتابعة والمجازر في روسيا القيصرية أولاً ثم من طرف النازية ثانيا وثالثاً لتحقيق حلم شعب مشرد بأن يعود يوماً ما إلى الأرض التي طرد منها عن طريق الروم في تاريخ ساحق في القدم .

أما الفلسطينيون فيطالبون بالحكم في أراضيهم التي استقروا فيها منذ آلاف السنين قبل أن يعلن المستوطنون اليهود، بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الثانية، إقامة دولتهم الجديدة فوقها غصباً عنهم ودون موافقتهم .

وفقاً للمنطق السليم فإن الإسرائيليين غزاة وظالمون بما أنهم انتزعوا أرض الغير وأقاموا دولةً دينية يفضل فيها اليهودي على غيره . كذلك الحال بالنسبة للمسلمين فهم يطالبون بجدارتهم بالحكم على أساس ديانتهم الإسلامية . فنحن هنا أمام طرفين عنصريين متعصبين .

أنا كيساري ومؤمن بالقيم الإنسانية وبالمنطق السليم وبفلسفة التنوير لا يمكنني إلا أن أدعو إلى دولة علمانية مدنية لا يكون التمييز فيها بين الأفراد إلا على أساس الكفاءة ولا يمكن في أي حال التفريق بين المواطنين على أساس غير ذلك كاللون أو العرق أو الدين أو اللغة أو المذهب ...

إذاً لا مجال لأي يساري علماني مستنير إلا الإقرار بهذا الحل : دولة واحدة تضم الجميع : الملحدين و اليهود والمسيحيين و المسلمين و غيرهم .

هذا المبدأ ينطبق على جميع الدول ومن يدعي غير ذلك فلم يفقه الحداثة وفلسفة التنوير والديمقراطية الليبرالية وحقوق الإنسان الكونية . وأنا هنا لا أتفهم البتة قرار التقسيم للأمم المتحدة.

إذاً الحل الإنساني واليساري والمستنير والديمقراطي بين لكن كيف يمكن تطبيقه ؟

حسب رأيي الكرة ملقاة في ميدان العرب أكثر من اليهود . فخلافاً للإسرائليين المتعلمين والممارسين لقسط كبير من الآليات الديمقراطية والمتمرنين على النقاش والصراع الفكري كما المزدهرين اقتصادياً و علميا والمتفوقين عسكرياً فإن العرب قابعون في الجهل والأمية والتخلف والفقر و لم يكن لهم أي حظ من الآليات و الممارسات الديمقراطية كما تفشي التفكير الديني و الدوغمائي فيهم .

نحن العرب في موقف ضعف : عسكرياً واقتصادياً وعلمياً وعلى مستوى التحالفات وموازين القوى العالمية . كل مانملكه هو التفوق العددي الذي ليس له أي قيمة كما بان ذلك من نتائج الحروب التي اندلعت بين الطرفين: قلة يهودية سحقت مئات الآلاف من العرب في حروب خاطفة وجيزة.

لا يمكن حل المشكل إلا متى انتصرت الديمقراطية اليبرالية في تونس وليبيا وسوريا وفلسطين: غزة والضفة الغربية وإيران ولبنان ... عندما تقر دساتيرنا أن الكفاءة هي المقياس الوحيد لتقييم الأفراد وأن المواطنين سواسية أمام القانون وأن المنطق السليم هو الفيصل لحل المعضلات وليست الدوغما الدينية أو الإيديولوجية يمكننا المطالبة الإسرائيليين بالدولة العلمانية الجامعة وتسوية وضعية اللاجئين بضمان حق رجوعهم لموطنهم ومنازلهم المغتصبة وإقرار المصالحة.

هذا التمشي يكون بالحسنى في المرحلة الأولى ولكن يحق بعد استنزاف كل سبل الحوار السلمية الإلتجاء إلا الحل العسكري بإقامة الحرب كحل أخير لإجبار اليهود على التعايش السلمي في ضل دولة مدنية غير دينية ، في ضل دولة مستنيرة .

إنني واثق أنه متى ترسخت الدولة المدنية العلمانية عند العرب أو جزء منهم فإن الإسرائليين لن يمانعوا للأسباب التي شرحتها آنفاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال