الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((الصلوات لا تحل الازمات ياساده))

علي الشمري

2013 / 6 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عبر التاريخ الاسلامي وفي مختلف عصوره حدثت أزمات وفتن وحروب,والجميع أنذاك من الحاكم الى أصغر فرد بالمجتمع كلها تؤدي الصلاة باوقاتها دون تهاون كما يحدث اليوم ,بل حتى في المعارك عندما يحين وقت الصلاة يقف مجموعة من الجيش لحماية المصلين وبعدها يصلي القسم الاخر ,ورغم كل هذا لم نقرأ عبر التاريخ بان الصلاة كانت أحدى الحلول لللازمات التي تعرضت لها الامة الاسلامية,وربما تكون الصلاة في بعض الاحيان أحدى دعائم الفتنة والتفرقة فقد أختلفت الفرق الاسلامية في كيفية الوضوء قبيل الصلاة ,وكيفية وضع اليدين أثناء الصلاة ,وهل تختصر الصلاة في ثلاث أوقات أو تبقى على ما هي عليه في خمسةأوقات ,,والاختلاف في أماكن صلاتها ,فهل الاوجب في الجامع أو البيت ,وهل الاوجب أن تكون صلاة جماعة أم فرادا ,وكيفية اداء صلاة السفر والغائب والمي,وغيرها الكثير , وقد تكون فرصة مناسبة للاغتيال الخصوم (كما في حادثة قتل الامام علي وهو يؤدي صلاة الفجر في مسجد الكوفة) ,فحل الخلاف يتم عبر الاتفاقيات بين طرفي الصراع ,أو النفي الى مناطق نائية (كما حدثت لحجر بن عدي الكندي,وأبا ذر الغفاري),أو الاغتيال السياسي للطرف المعارض(كما حدث للشيخين عمر وعثمان ) وبوسائل مختلفة اشهرها في التاريخ الاسلامي هي دس السم للخصوم ,وكما قال معاوية أول المبتكرين لها(ولله جنود من عسل ),أو يكون السيف هو الفيصل في حل الكثير من الاختلافات كما حدث في حروب الردة والفتوحات,
الجميع في تلك الاوقات لم يختلفوا على عدد السموات أن كانت واحدة أوسبعة ,ولا لونها ولا من يسكن فيها ومدى قربها أو بعدها عن الارض ,ولا على ما أنزل منها من التعاليم السماوية ,ولا على عدد الانبياء والرسل وأيهما كان أصدق من غيره ,وأنما أختلفوا في التأويل عبر اجتهادات من أعطى الحق لنفسه أن يتكلم بأسم السماء,ومدى الحفاظ على مصالحه وأمتيازاته ,على حساب جوع وفقر الاخرين,فالمقياس ليس على أساس الاعلمية ومدى تطبيق النصوص بصورة أمينة وصادقة وأنما لغرض ترويض الاخرين والتسيد عليهم من اجل أستغلالهم من خلال الاجادة والبراعة في التحوير والتحريف,علينما الاستفادة من قراءة التاريخ بصورة صحيحة وبعيدة عن التحابي لهذا الطرف أو ذاك وبصورة أكثر عقلانية لغرض غربلة التراث واخذ ما هو مفيد منه أن وجد وترك الباقي مع كثبان الماضي السحيق وأطلاله التي لا زال البعض منه شاخصا ليومنا هذا .علينا الاستفاقة من غفوتنا الطويلة وأن كان متأخرة كثيرا عسى ولعل نستطيع اللحاق بالركب الحضاري العالمي
على العراقيين أن يبحثوا جيدا في أسباب الازمات السياسية المتلاحقة وما ينتج عنها من قتل وعمليات اجرامية يذهب ضحيتها الابرياء,عليهم أن يفتشوا عن الذين يقفون خلف تلك الاعمال ,عليهم الايمان بأن الصلاة الموحدة واللقاءات الرمزية والعزائم والولائم بين القادة المتسلطين لم تحل الازمة السياسيةولم توقف مسلسل الدم والقتل,وأنما هدر للمال والجهد والوقت ,على العراقيين أن لا يبحثوا عن لاهوتيين أخيار أمامهم وشرارا خلفهم كي يعلموهم طقوس العبادة والصلاة,عليهم أن يبحثوا عن أنسانويين صادقين يخلصونهم من عبوديتهم ويغرسون فيهم قيم المحبة والتسامح وقبول المختلف,فالازمة السياسية المتعايشة منذ عشر سنوات مع العراقيين لم تكن أزمة دينية تخص عباداتهم وطقوسهم ,وانما أزمة وجود متمثلة في محاولات كل طرف من اطراف العملية السياسية بأستعباد المجتمع تحت يافطة معينةمحاطة بهالة من القدسية الزائفة,أنها ليست أزمة عقيدة سياسية أو دينية بقدر ما هي أزمة حكم ,فالعراقيين ليس لديهم مشكلة مع السماء وأنما مشكلتهم مع من يدعون بانهم وكلاء السماء على الارض,
على العراقيين البحث عن طرق الحرية لا عن طرق السماء للوصول الى الاله,عليهم البحث عن وسائل التغيير لا عن مسائل الفقه,والبحث عن أمرأة خير من البحث عن مسجد...........,ان التمسك بالغيبيبات وما يرافقها من ادعية التوسل والزيارات هي طمس لطموحات وأمال الاجيال القادمة ,وبها لا تبنى الاوطان .......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصلاة الموحدة والزيارات تحل الازمات؟؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 6 / 3 - 17:50 )
لكن اي ازمات؟؟. ازمات السياسيين لذى ترى كل يتععصب الى سياسي مذهبه وان كان من القرود وما هذه الزيارات المليونية او الصلاة الجامعة الا لعب على عقول المغفلين الموعودين بالشفاعة شريطة الصبر على البلاء كما صبرت رموزههم السابقين اما الماثلين ففي النعيم يرفلون ولو كان غير ذالك لزحفت الحموع المتجهة الى كربلاء او الكاظمية الى بعداد واسقطت اصحاب اللحى والخواتيم والمؤمنين بولاية الفقيه وابدلنهم بالرموز الوطنية الذين لا يؤمنون الا بالاانسان والوطن وليس بغيبيات جلبت الويلات على الامة المنكوبة وياليت شعري ان تلك الغيبيات تستند على اسس منطقية الا قال عابس عن غابش عن نايش وما فتوى الحاخام الاكبر القرضاوي بجواز قتل العلويين الا نتيجة الاوهام المسطرة في كتب عفى عليها الزمن ولكن على من تقرا زبورك يا داوود. هل امة تتقاتل على الوضوء ااو التكتف وولاية الفقيه وطاعة السطان الجائر امة جديرة بالحرية والعيش الكريم؟؟.ان افضل حل لازمة العراق بل لكل دول الربيع العربي هو جعلهم تحت الوصاية الدولية ريثما يتم الاتفاق على حكومة مدنية تحرم قيام احزاب على اسس دينية ـ الهند نموذجا ـ وليكن الدين علاقة بين العبد وربه.


2 - أفضل حل
علي الشمري ( 2013 / 6 / 3 - 21:15 )
الاخ الفاضل فهد لعنزي المحترم
شكرا لاضافتك تالقيمة ومرورك ووما طرحته حول جعل الاسلام اتلسياسي تحت الصاية الدولية هو أفضل حل للتخلص من أوهامهم التي كبلت المجتمع لعقود من الزمن
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س