الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مِن تأبَّطَ شرَّ إلى تأبَّط -سنجه- إلى المتأبطين أكياسًا.

محمود عبد الغفار غيضان

2013 / 6 / 8
كتابات ساخرة


مِن تأبَّطَ شرَّ إلى تأبَّط "سنجه" إلى المتأبطين أكياسًا.

تاريخ العرب في تأبُّط الشر مُوغلٌ في القدم على ما يبدو. وما تأبَّط شرًّا إلا مثال على ذلك. وبغض النظر عن الحقيقة وراء تسميته؛ (الغول، الأفاعي، السيف) تبقى حقيقة أن ما كان تحت إبطه هو الشر أو أحد لوازمه. ومن الطريف أن يجمع بين تأبُّط الشر وسرعة العدو كصعولك "محترف" بلغة العصر الحالي. فقد قيل عنه "كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين وكان إذا جاع لم تقم له قائمة فكان ينظر إلى الظباء فينتقي على نظره أسمنها، ثم يجري خلفه فلا يفوته حتى يأخذه فيذبحه بسيفه ثم يشويه فيأكله." ومن أشهر قصائده تلك التي مطلعها:

يا عيد يالك من هـــــــم وإيراق **** ومــر طيف على الأهوال طراق
يمشي على الأين والحيات محتفيا **** نفسي فداؤك من سار على ساق

يمرُّ الزمن ويحترف "صعاليك" العصر تأبُّط الشر وسرعة العدو. ومع تجميد الأمن في ثلاجة النظم الحاكمة الضعيفة التي تستغل خوف المواطنين وتتاجر بأمنهم تتنوع أدوات التأبط ويختفي العدو. فصعاليك هذا الزمن لديهم من الوقاحة ما يجعلهم يرقصون بدم بارد فوق جثث ضحاياهم. الآن في المحروسة يُعلَن عن السلاح على صفحات الفيس بوك عيني عينك. (أرسل رقم هاتفك يصلك المنتج خلال 24 ساعة والدفع عند الاستلام.) أي ورب الكعبة. (مسدس تركي عيار 9 ملم يصلك حتى باب شقتك) دون أدنى معرفة باستخدام السلاح. عفوًا. معلوماتي أنا هي المعيبة بحكم الغربة. لا أحد في المحروسة الآن لم يلمس هذه الأنواع من الأسلحة أو يجربها. فأحد برامج "الهلس" في رمضان كانت فكرته تقوم على "خطف" الضحايا من المشاهير بالطرق السريعة!! هل كان هذا البرنامج التافه مسليًّا هناك؟ أقصد هل يمكن أنْ يضحك مجتمع يسيطر عليه صعاليك الجاهلية بقيم عصرية عفنة على برنامج عن الخطف والترويع؟؟

صديقٌ يمنيًّ طيب قابلته في العاصمة سيول خلال مظاهراتنا ضد نظام مبارك. قال لي إن الحصول على السلاح في اليمن سهل جدًّا- جملة اعتراضية: أريد أنْ أقول له وهو أسهل من شراء البنزين في مصر الآن يا صديقي-. الكل يحمل الخناجر "الجنابي" ثم قال ضاحكًا: "أحد المعارف كان يعلق "قنبلة" في حزام على خصره ويسير بها في الشارع ليل نهار !!!! أي والله العظيم. قال لي كان يعلق "قنبلة"!!!....

وبالعود غير الحميد لموضوع الترويع والخطف؛ فقد قال لي صديقي الطيب قبيل قليل عبر الهاتف: "يا عم الحبيب مصر ضاعت. شخصان من قريتنا سُرقت سيارتهما وأخذت نقودهما والكل يبارك برجوعهما أحياء!!!" قلت له: "تصور هذا لا يحدث في إثيوبيا التي فشلنا في أن نستأسد عليها حتى !!" انتهت المكالمة وكلي غضب وسخط. وكي لا يرتفع ضغط دمي وحسب نصائح الطبيب، فيجب أن أمشي لمدة ساعة على الأقل. خرجتُ للمشي، فإذا بمعظم الناس؛ وبخاصة النساء، يتأبطن أكياسًا بلاستيكية ويمشين على جانبي النهير الذي يمر بطول المدينة. يمشين لمسافات طويلة حاملات الأكياس التي قد امتلأت بأي شيء يزيد عن الكيلو جرامين أو الثلاثة حسب نصائح مدربي اللياقة البدينة والأطباء من أجل التخلص من الشحوم حول البطن والخصر والحصول على قوام معتدل رشيق "إس لاين" -;---;--. رجعتُ ربما أكثر صحةً لكني أشد حزنًا وألمًا لأن الشحوم ليست حول خصورنا. إنها طبقات قد يعجز الليزر عن إزالتها متراكمة حول الخلايا المسؤولة عن التفكير ومراكز الإحساس في عقولنا وقلوبنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير