الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابعد الخرف العربي

حياة البدري

2013 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


اشرأبت له كل الأعناق، وانفتحت له معظم الصدور والأسارير، وتوشحت جميع القلوب بما فيها حتى الغربية غير المعنية بالأمر، بوشاح الأمل والطموح ...أمل التغيير إلى ماهو أحسن... وأعظم ... إلا قلبا واحدا ووحيدا بقي على حاله، يترقب ويتوجس... خائفا من من كل ماهو آت... إنه قلب المرأة العربية، التي ألفت أن أي تغيير يأتي على حسابها وأي بدايات تكون عليها وأن أي زلة تعرفها بلدانها... تمسح في كيانها وجعل أي انهيار أو زلزال أو عطالة أو مجاعة أو تخلف... يكون بسببها، وبسبب تبرجها أو مشاركتها في كل الميادين......؟ !!!

فما بعد الربيع العربي ، والذي لا أعتبره بالمرة، ربيعا بقدر ماهو خريفا وخرفا وردة عربية كبرى، نعم ردة ورجوعا نحو الوراء، رجوعا بكل ماحققته المرأة من تقدم في كل المعارك...سواء الاقتصادية والاجتماعية منها أو السياسية والحقوقية والفنية...

فبعد بداية تربع المرأة على عرش الوزارة في عهد عبد الرحمان اليوسفي ، بنسبة كانت تبشر بالخير والرقي والسير نحو طريق المساواة الحقة ونحو تطوير كل مايطال مدونة الأسرة وباقي القوانين من نقصان وابتعادها عن الواقع العربي، الذي توقع معظم بلدانه على معظم الوثائق الدولية . صارت هذه النسبة مابعد الربيع العربي/ الردة العربية، عقيمة، تكمن في امرأة واحدة ووحيدة وكأن الأحزاب السياسية والبلاد، تخلو من العنصر النسائي أو لا توجد نساء يهتممن بالشأن السياسي للبلاد !!...

فبعدما كانت الجمعيات النسائية، تنشغل بتطوير وتعديل القوانين المجحفة في حق المرأة والبعيدة بآلاف الأميال عن الواقع العربي، وتحقيق المساواة الحقة على أرض الواقع... من منطلق الانتماء للدول المساندة للمساواة، وباعتبار الدستورالمغربي من الدساتير التي تنص عليها، صارت الآن تسعى وتناضل و تقف وقفة المرأة الواحدة والصف الواحد من أجل عدم الزحف والقفز على المكتسبات التي حققتها قبل مايسمى بالربيع العربي... والعودة براهن المرأة نحو البدايات الأولى من اللامساواة والحيف الجائر...

إن أول ماجاء به الربيع العربي/ الردة العربية، هو تضييق الخناق بشكل أكبر وأكبر على المرأة وتعليق كل المعضلات على شماعتها ...وعلى كل ما يحيط بالمرأة وما يتعلق بالإبداع والفن ، حيث أصبح لدينا مايسمى بالفن النظيف وغير النظيف !..
إذ بدل إنصاف المرأة والعمل على تفتيح أزهارها وازدهار عطاءاتها، تم الحد من كل طموحاتها وكبح كل مساعيها وجهودها والعمل على الدفع بها نحو التقهقر والانكماش والانشغال بالدفاع عن المكتسبات والصد للهجومات المتعددة... بدل العطاء والتقدم نحو الأفق والمساهمة في التغيير الحق والبناء الفعال...

فبدل العمل على المناصفة والحد من كل أنواع العنف التي لاتزال تكسو بلادنا... : مادي، نفسي، سياسي، اقتصادي،إعلامي... ازدادت الاغتصابات للطفلات والاختطافات ... !!! وزادت نسبة العنف المخيم على النساء، وتكيف هو الآخر مع العصر !... وأصبح كالحرباء يأخذ لون الجهة والفترة الزمنية التي يتواجد بها.

كما ازداد عدد المشرعين وكثر تنوع الفقهاء والمنظرين في الدين والعقيدة وأصبح من هب وذب يفتي ويفهم في علم الأديان وفي الشريعة الإسلامية ويحلل ويحرم !!! وبالتالي يفتي و يحكم ...


وزالت تلك الهالة الكارزماتية التي كان يتحلى بها الزعماء السياسيون ... وحلت محلها صفات التهريج والمراهقة السياسية ... وزالت الغيرة عن الوطن والمواطنين وتم تعويضها بعبودية المناصب والفهلوة... والغش والتدليس في كل القطاعات ... وأصبحت وغيرها من آفات اجتماعية هي في تنام وتصاعد ...

ستصيب لا محالة قلب البلاد والعباد بالسكتة القلبية والدماغية ... إن سارت على هذا الخط الغريب عن كل المعادلات الرياضية والاجتماعية والسياسية... فإلى أين نحن ذاهبون؟؟ ! ومتى ترسم قصائد الأمل والأمن الأمان على خدود النساء و"المعطلين" والفئات المستضعفة بالبلاد؟ ومتى ستصبح البرلمانات مسرحا للعمل الجاد والمسؤول والتخطيط المثمر... بدل لعبة للإلهاء ومسرحا للجدل العقيم وبحيرة لتفريغ الطاقة...
فمتى؟ متى، سيتحول هذا الخريف إلى ربيع حقيقي ويتم إيقاف نفث السم بالجسد العربي وتكميم أفواه أفاعي الدمار والخراب؟؟...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع