الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طقوس - نص مدور

عبد الفتاح المطلبي

2013 / 6 / 13
الادب والفن



طقس القفار
القفارُ ..القفارُ التي نثرتْ رملَـَها فوقَ رأسيَ أخرَجَتِ الآنَ ما ادّخَرَتْ من أفاعٍ ، عقاربَ ، بعضَ السحاليَ قد هالها أن ترى القلبَ يخفق بالحبّ ، لا زالَ يعشقُ صنع الأمانيَ يَبرعُ في الدندناتِ ويفرحُ حينَ تصافحُ عيناه وردَ الصباحِ ، القفارُ القفارُ التي وَرَثتْ أنجمي ، كبلتـْها بما فاضَ من رملها فآوت إلى الحلمِ مشغوفةً بالسماء، السماواتُ تبعدُ عن أنجمي وهي تأفلُ عزلاء مثل الفرائسَ بين نيوب الذئاب ، القفارُ القفارُ استباحتْ نجوميَ شالتْ عليها عصا الريح قائلةً ذا قطيعي وما سَلكَتْ غابة ً بكرَ لا عبَرَتْ شسعَ أرباعِها الخالياتْ ، فمن أي سافيةٍ تحتمي أنجمي ومن أي بيدٍ ستنجو ، أراهنّ بالقلبِ أني رأيت الذي لا يُرى وهنّ سبايا ونخاسهنّ الطويلُ كما الدهر لا يرعوي ، عرضتُ عليه فؤاديَ و النبضَ أثمانها فلوى عنقـَه وهشّ عليهن والريحُ تمنحه سيفـَها والقفارُ تؤازرُه والمصيرُ الغبارُ، القفارُ القفارُ لو أنني أستطيع لأركبتها سكّة البحر حتى ثؤوب إلى رشدها فتفكّ وثاقَ النجوم، ثم يشربها الموجُ ، كثبانَها والدعاصَ، السيوفَ التي صدأت و الرؤوسَ الرديئةِ مثل رؤوسِ المساميرِ تستنجدُ الطرْقَ من فوقـِها كي تسير، القفارُ القفارُ يا سادتي هي كل معضلتي هي عاري الذي لا يزال يجاهرُ بي وهي كلّ عيوبي ، متى يدفق السيلُ يجرفـُها فتطير النجومُ ،تنفضُ هذا الغبار عائدةً للسماء.
طقس النسر
أيها النَسْرُ مالجناحيكَ لمْ يخفِقا ، ألهذا خُلقتَ تجثمُ في عزلةِ الوكرِ تأكلُ بيضة َ أُنثاك وهي نـَزورٌ وهذي البُغاثُ تطيرُ بأقصى جناح ٍ لها غير هيّابةٍ وهي تعلمُ أنك قد وهنَ الريشُ فيكَ وشُلَّ الجناحُ ، قريباً ستجرأ هذي البُغاثُ على الطيران إلى قُلّة النيقِ تنقرُ عينيك مستنسرٌ بعضُها و الفضاءُ مباحٌ لها لا ترى فيه من جارحٍ أو عُقابٍ وهذا الدجاجُ يطير ، الزرازير قد حلقت فمتى أيها النسر يخفقُ هذا الجناح ليعرفَ كلٌّ مداه ، أطابَ لك الوكر أم أننا واهمون وإنكَ ما طِرْتَ نحو سماء و إن حكايات مجدك أكذوبةٌ روجتها الخسارات تلو الخسارات أو بثـَها شجنُ الموتِ حينَ توالتْ خيولُ التتارِ السلاجقةُ الرومُ والإنكشارُ و بعدهمُ الإنجليزُ ثم جيوش الولايات متحدٌ شرها فجاست على عجلٍ في الديار ( الملوكُ إذا دخلوا قرية ً) أهلكوها فآضت قفارا.
طقس المرايا
أنا لا أراني هنا ولستُ أرى للذين معي شاخصاً وما نحنُ إلا مخايلَ قد أدمنتها المرايا ، المرايا هلامية الشكلِ مثل(الأميبا) و كلٌّ لها غابةٌ من عيون وتلك التي نحنُ منعكسون على سطحها ترانا وتحصي على المرء أنفاسَه وترسم فوق الشفاهِ ابتسامات ودٍّ و حينَ نُديرُ لها الظهرَ من علّةٍ في الرؤوس ومن تـَعَبٍ في النفوس تطعننا في الظهورِ سكاكينها مشرعاتٌ وتقطر من دمنا تبادلنا الشك توهمنا أننا الوهم تجلدُنا خلسةً وتدوس على القلبِ لا هيةً بالضمائر توكلها تارةً بصفيح ٍ يضجّ و أخرى توكِّـلـُها بالرمادِ ، متى يبزغُ الحبّ ، من جسد الليل ، متى يهطلُ العشق من غَيمهِ وتدورُ الدوائرُ ،ننظرُ خلفَ المرايا ، نرى ليلها السرمدي ، نشاهدُ كيفَ تموتُ البدورُ، ومن ثمَّ نُبصِرُ ما حولنا من فخاخٍ و نهرعُ للشمسِ نتبعُ ما خلّفتْ من شعاعٍ، ونكسرُ تلكَ المرايا و نعلنُ للناس أوزارها و إن خديعتها لم تعد تنطلي وإن الحقيقة كالمطرِ الحرّ ِإذ تنهمرْ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد