الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريوهات الثورة

حسن خليل

2013 / 6 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


سيناريوهات الثورة

إلي الزملاء و الرفاق و رفيقة الدرب

مع تقدم العد التنازلي ليوم 30 – 6 و تصاعد الغضب الشعبي ضد حكم اليمين الديني الإخواني قدمت اللجنة التنسيقية ليوم 30 – 6 تصورا عن الترتيبات السياسية عقب الإطاحة بحكم مرسي و يتكون هذا التصور من العناصر الآتية
1 – تولي رئيس المحكمة الدستورية رئاسة شرفية
2 – حكومة مصغرة لرئيسها "صلاحيات كاملة و مطلقة" علي ألا يشارك أي من أعضاء الحكومة في أي انتخابات لاحقة
3 – تشكيل "لجنة قانونية" لمراجعة الدستور و القوانين و كذلك تتولي سلطة التشريع و الإعداد لانتخابات نيابية و رئاسية
4 – تولي مجلس الأمن الوطني مسئوليات الدفاع عن البلاد
5 – مدة الفترة الانتقالية 6 شهور
و أول ما يسترعي النظر في هذه الترتيبات هو تجاوزها التام عن الصراع الذي سينشأ حتما مع الإخوان – و الذي يدور منذ الآن فعلا – فلا يقدم هذا السيناريو أي موقف في حالة تصاعد الصراع بين الشعب و جماعة الإخوان و اتباعهم رغم الدلائل و التهديدات المتتالية.
ثم يسترعي النظر أيضا أن مجمل الترتيبات السياسية تضع كل الأمور في يد عدد محدود من الأفراد -رئيس الدستورية و الحكومة المصغرة و اللجنة القانونية- كلهم ليسوا محل انتخاب و أنما محل توافق سياسي ليس من اليسير الحصول عليه كما يتوقف المرأ عند عدم طرح هذه اللجنة التنسيقية التي تريد الإطاحة بكم مرسي – باسم الشعب و الثورة – بنفسها كبديل لهذا الحكم.
و المنطق الذي يحكم هذا الإعلان هو الاحتفاظ بأقصى ما يمكن من الشرعية التي يثور عليها . فرئيس المحكمة الدستورية يأتي لان الدستور القائم يجعله رئيس مؤقت في حالة غياب الرئيس الفعلي حتي يتم انتخاب رئيس جديد. و تقاعس اللجنة عن طرح نفسها كبديل لتتجنب الاتهامات بانها تسعي للسلطة – رغم أنها يجب أن تفعل – كما لو كان ممكنا القيام بثورة مهذبة تدعي أنها ليست ثورة.

ما يفتقد له هذا التصور المقدم من اللجنة التنسيقية هو أدراك أننا في مصر وسط صراع طبقي و قد تصاعد لأعلي درجة . و أن علي كل طرف أن يحدد موقعه من هذا الصراع بشكل واضح وحاسم. أن شعبية حملة تمرد لم تأتي من فراغ و لم تأتي لمجرد مهارة شباب حملة تمرد و لا أبدعاهم و لا حركيتهم العالية -رغم أن كل هذه العناصر مطلوبة و مؤثرة – و لم يتحقق لهذه الحملة كل هذه الشعبية الواسعة لتأييد القوي السياسية الحزبية لها . أن شعبية حملة تمرد ترجع لتصاعد الغضب الشعبي لسياسات الإفقار و التهميش و القمع و البطالة تصاعد الغضب الشعبي لأن الشعب عرف أن هذه السلطة هي سلطة معادية للشعب و هي سلطة تقتل و تعتقل و تعذب حتي تحتفظ بسيادتها علي الشعب . و حملة تمرد هي أمتداد لمعارك الشعب حول مقرات الإخوان و أنتفاضة بورسعيد و الآلاف الاحتجاجات . حملة تمرد هي موجة من موجات الثورة المصرية التي انطلقت منذ يناير 2011 و مازالت مستمرة حتي الآن. و هذه الثورة تحركها أعمق الدوافع الطبقية و لن تهدأ هذه الثورة حتي يحسم هذا الصراع الطبقي أما بانتصار الشعب و تحقيق أهداف الثورة أو بسحق الثورة سحقا لم تنجح محاولات متكرره لإدراكه حتي الآن
أن هذه التصور لا يبتعد كثيرا عن نتائج ثورة 2011 و هي أن الثوار يتوارون وراء جهه أخرى و يحاولون أن يجعلوها تحقق أهداف الثورة. الثوار يتوارون وراء المجلس العسكري – الذي هو نفسه سلطة مبارك – و يحاولون أن يجعلوا هذه السلطة تحقيق أهداف الثورة التي قامت ضد هذه السلطة نفسها. و الآن فأن الثوار يتوارون وراء مجموعة من السياسيين هم في النهاية جزء من السلطة مهما كان طرفي . و إذا كان من المفهوم أن أسناد الدفاع عن الوطن لمجلس الأمن الوطني تجنبا لفتح جبهات متعددة أمام الثورة و لحساسية الأوضاع الأمنية في أجزاء عديدة من الوطن. فأنه من غير المفهوم أن تسند السلطة المدنية لمجلس وزراء مصغر بصلاحيات واسعة مهما كانت درجة الثقة في شخوص هذا المجلس. أن شباب الثورة الذين وضعوا هذا التصور مازالوا تحت أوهام "الوطن" كما لو كان الشعب المصري ليس منقسما انقساما لا علاج له بين طبقات مطحونة و طبقة مالكة سائدة مهما كانت الصراعات بين أطرافها ذات الأيديولوجية المدنية و الدينية. أن جموع الشعب تتجاوز مثل هذا المنطق و تعرف أن الصراع الدائر في مصر صراع تناحري لا سبيل للتوفيق فيه.

و التصور البديل المطروح هنا يشتمل علي نوع من ازدواج السلطة بين المؤسسة العسكرية و بين مجلس لقيادة الثورة. هذه السلطة المزدوجة لا يمكن تفاديها في هذا الوقت أن المؤسسة العسكرية – أو قيادتها – هي بالقطع جزء من الطبقة المالكة و لكن قوي الثورة لا يمكنها و لا يجب أن تخاطر بالمواجهة مع اليمين الديني و المؤسسة العسكرية في نفس الوقت. و في كل الحالات فأن سلطة شعبية ديمقراطية حقيقية لن تتأتي إلا عبر عملية ثورية طويلة مازلنا في الطريق أليها كل ما نطمح فيه الآن هو أن نتقدم و نقطع خطوات حاسمة في هذا الطريق.

تصور بديل

1 - إسقاط النظام القائم برموزه و شخصياته و سياساته و دستوره و مجلس الشوري التابع له
2 - في حال مقاومة النظام تدعو اللجنة التنسيقية الشعب و الجيش و الشرطة للاشتراك معا في دحر النظام الإخواني
3 – تتولي المؤسسة العسكرية مسئولية الدفاع عن البلاد و كل شئون المؤسسة العسكرية و لا تتدخل في الشئون السياسية الداخلية و تركز علي حل القضايا الأمنية في سيناء و الساحل الشمالي و غيرها و حماية الثورة.
4 - تتولي السلطة مباشرة اللجنة التنسيقية (أو ممثلين منها) علي هيئة مجلس قيادة الثورة. و ينضم لهم ممثلين عن النقابات العمالية و المهنية و الفلاحية و تكون مهمة مجلس قيادة الثورة الأشراف علي تحقيق أهدافها
5 – يقوم مجلس قيادة الثورة علي الفور بتشكيل جمعية تأسيسية جديدة لوضع دستور جديد للبلاد تتشكل من كل طوائف الشعب و كل مناطقه الجغرافية و مختلف الأحزاب السياسية و تتولي الجمعية سلطة التشريع حتي الانتخابات
6 - تشكيل لجان الدفاع عن الثورة في كل حي و قرية و تقوم هذه اللجان أولا بالدفاع ضد هجمات نظام الإخوان ثانيا توفير الاحتياجات الضرورية للسكان في حالات الحاجة ثالثا المشاركة في السلطة السياسية المحلية و في اختيار اللجنة التأسيسية
7 - تشكيل حكومة تكنوقراطية لإدارة البلاد تحت سلطة اللجنة التنسيقية التي تحولت مجلس قيادة الثورة. و تتولي الحكومة أدارة الشئون العامة علي أن تركز علي حل القضايا الحياتية اليومية للبلاد. و تطبيق سريع لأسس العدالة الاجتماعية بما في ذلك الحد الأدنى للأجور و رفع الضرائب علي الأغنياء و تقشف الجهاز الحكومي و إعادة الحيوية للاقتصاد المصري و إعادة هيكلة كل مؤسسات الدولة بما فيها وزارة الداخلية
8 – الإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين سواء حكم عليهم أم لا و وضع أسس للعدالة الانتقالية. و محاكمة كل من تورط في قتل و تعذيب المصريين.
9 – إجراء انتخابات فورا للمحافظين
10 – تستمر الفترة الانتقالية حتي يتم الانتهاء من كتابة الدستور و إجراء الانتخابات النيابية و الرئاسية و يتنحى مجلس قيادة الثورة عن السلطة و لا تزيد هذه الفترة الانتقالية عن سنتين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيناريو كارثي متوقع ل 30 يونيو
حاتم حسن ( 2013 / 6 / 17 - 19:35 )
كيف تغافل الكاتب عن قوي الثوره المضاده من خارج التيار الاسلامي وظن انها
قد اندحرت وذهبت الي عير رجعه
هناك من المعلومات والمؤشرات شبه المؤكده انهم يعدون العده لهذا اليوم
وسوف يدفعون بجافل من البلطجيه التابعين لرجال الاعمال المستفيدين بنظام مبارك
ورجال الحزب الوطني وجهاز امن الدوله السابق لتنفيذ اعمال عنف وتخريب واسعه النطاق وقتل علي الجانبين -لقوي وشباب الثوره من جانب والاخوان من جانب
لاحداث حاله شامله من الفوضي واغراق البلاد في بحر من الدماء وذلك لفتح الطريق
اما م انقلاب عسكري يعيدهم الي صداره المشهد
هل يتصور الاستاذ حسن خليل ان رجال النظام السابق قد تابوا وانابوا وعادوا
الي منازلهم طالبين من الله حسن الختام
كيف يمكن التفكير في سيناريو مابعد الاخوان مع اسقاط الاحتمال الاكثر خطوره
وهو العصف بالثوره نفسها ومعها الاحوان المسلمبن
من يعايش القطاعات العريضه من الشعب والتي لاتري ابعد من مصالحها المباشره الضيقه والتي اصابها ما اصابها من انحطاط قيمي جراء عقود طويله من الاستبداد
سوف يصدم من درجه انحطاط مريعه بالوعي وتدني معنوي ونفسيه مازوكيه مشوهه تحن الي الاستبداد العسكري مجددا


2 - بل خطر العنف و الارهاب يأتي من الاخوان
حسن خليل ( 2013 / 6 / 18 - 01:21 )
استاذ حاتم حسن
من المقال -أن شباب الثورة الذين وضعوا هذا التصور مازالوا تحت أوهام -الوطن- كما لو كان الشعب المصري ليس منقسما انقساما لا علاج له بين طبقات مطحونة و طبقة مالكة سائدة مهما كانت الصراعات بين أطرافها ذات الأيديولوجية المدنية و الدينية. أن جموع الشعب تتجاوز مثل هذا المنطق و تعرف أن الصراع الدائر في مصر صراع تناحري لا سبيل للتوفيق فيه.-
الا تري في هذا تحسبا لقوي الثورة المضادة خارج الاسلام السياسي؟
ثم أن الخطر الاكبر و المباشر ليست جحافل البلطجية و لكن جحافل الارهابيين الذين يحشدهم مرسي
تقول العصف بالثورة نفسها و معها الاخوان المسلمين هل تعتبر أن الاخوان جزء من الثورة؟ اذا كنت فخلافنا واسع و عميق رجال النظام السابق ليسوا في حاجة لاثارة الفوضي فالثورة تأتي لصالحهم و في اتجاههم لكن اليمين الديني الحاكم هو من يخشي الثورة التي تأتي ضده فما حاجة النظام السابق لاثارة الفوضي ؟
إذا كنت من مؤيدي الإخوان فأنا لست كذلك


3 - ما هذا الخلط
حاتم حسن ( 2013 / 6 / 18 - 22:46 )
يقول الاستاذ خسن خليل ان الثوره تاتي لصالح رجال نظام مبارك
ولاشك ان ان مقوله كهذه لايجرؤ علي التطق بها غلاه المؤيدين لمبارك او اشد المتعصبين للاخوان
الطريف ان الاستاذ خليل يتهمني بعد ذلك انني من المؤيدين للاخوان
هل محاوله تقديم قراءه استباقيه موضوعيه للاحداث معناها تاييد الاخوان
الا يعد هذا ارهابا فكريا
فليسقط الاخوان ولكن ليس بيد انصار مبارك لان ذلك سيكون علي جثه الثوره


4 - من أين اتيت بمثل هذا الادعاء؟
حسن خليل ( 2013 / 6 / 19 - 03:26 )
ارهابا فكريا !!!!! من يرهب من ؟ مرة تتهمني بانني اتغافل عن قوي الثورة المضادة من خارج الاسلام السياسي و حينما اوضح لك بكلمات المقال بعكس ذلك تتهمني بالعكس تماما بان الثورة تأتي لصالح رجال مبارك دون أى دليل !!! و علاوة علي ذلك الارهاب الفكري من فضلك ااعد قرأة المقال و التعليق


5 - الاستاذ حسن خليل
حاتم حسن ( 2013 / 6 / 19 - 07:44 )
ارجو منك اعاده قراءه ما خطته يداك بالسطر العاشر بالتعليق رقم 2
وان كنت انا قد اخطات الفهم فاني اعتذر لك مقدما
مع خالص تقديري

اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية